بالعربي المشرمح: «قرطوع» المواطن!
كانت الأموال وفيرة حتى أصبحت الحكومة لا تعرف كيف تصرفها وتستثمرها، فأنفقتها على الهبات والمساعدات وتضخم أرصدة النواب وتنفيع التجار إلى أن تبخرت تلك الأموال لتعلن الحكومة أن دولة الرفاهية قد انتهت، وأن العجز في ميزانيتها قادم لا محالة، وبدأت تسوق للضرائب عبر وسائل الإعلام، ومن خلال بعض أدواتها ومؤيديها، وبعد أن اطمأنت للمجلس الحالي الذي اتضح أنه مؤيد لخطواتها في جباية أموال المواطنين، وفرض الضرائب عليهم بشرط ألا يمس جيب التاجر والمتنفذ بدأت برفع الدعم عن جزء من مواد التموين. ثم بدأت بإقرار رفع الدعم عن الكهرباء والماء ورفع أسعارهما، وها هي الآن ترفع أسعار البنزين بعد أن رفعت أسعار الديزل، وستستمر في خطواتها في جباية أموال المواطن طالما لا مجلس لديه يدافع عن حقوقه، ولا صوت له يسمع، وهكذا خطوات ستنتج طبقتين في المجتمع: الأولى ثرية جداً، والأخرى مسحوقة، وستكون هي الأكثرية العظمى، وتضمحل الطبقة الوسطى، وهذا ما يريده بعض المتنفذين والتجار من مؤسسة الفساد المسيطرة حالياً.
يعني بالعربي المشرمح:سيكون راتب المواطن "قرطوع" يدفع قسطاً للبنك، و"قرطوع" يدفع قسطا للسيارة، و"قرطوع" يدفع قسطاً للإلكترونيات، و"قرطوع" لراتب الخادمة، و"القرطوع" الأخير للأكل والشرب، لكنه معرض للشفط أيضاً، وسيبقى المواطن بلا "قرطوع"، والسبب أن المواطن شريك فقط في العجز، أما الفوائض فلا حسبة له ولا حصة.