وسط استمرار الخلافات بينهما على شخص الرئيس بشار الأسد، اتفقت تركيا وإيران، أمس، على وحدة الأراضي السورية ومكافحة التنظيمات «الإرهابية» كافة، بما فيها تنظيم «داعش» و«القاعدة» وحزب «العمال» الكردستاني.

وخلال استقباله نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طهران إلى اتخاذ مواقف إيجابية لإيجاد حل عادل للأزمة السورية، مؤكدا أن أنقرة لم تقطع الحوار مع طهران، رغم وجود الخلافات بشأن سورية.

Ad

وقبل لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم وزيارته البرلمان، قال ظريف، في مؤتمره الصحافي مع أوغلو، «لدينا كثير من نقاط التوافق والاختلاف حول الأزمة السورية»، مضيفا أن الجانبين اتفقا على وحدة الأراضي السورية ومكافحة «الإرهاب»، فيما يمكن تقريب بعض نقاط الخلاف مع الجانب التركي عن طريق مواصلة الحوار.

وأكد وقوف بلاده مع الشعب والحكومة في تركيا، وحقهما في محاربة «الإرهاب» على أراضيهما، معربا عن سعادته بإعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو.

كما قدم ظريف التهنئة للشعب التركي لانتصاره على محاولة الانقلاب الفاشلة «التي كانت من الممكن أن تهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان».

ووصف الوزير الإيراني العلاقات بين إيران وتركيا بأنها «عريقة وقوية»، معربا عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع تركيا في مختلف المجالات، خاصة الغاز والكهرباء والسياحة «في ظل توافر الإرادة السياسية والإمكانات المتنوعة». وأوضح أن طهران «بذلت جهودا» كبيرة لاستئناف الرحلات السياحية الى تركيا، بعد توقفها بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف الشهر الماضي، معربا عن أمله في زيادة تلك الرحلات.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي أن تركيا تلقت إشارات إيجابية من الولايات المتحدة حول طلبها استرداد الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وقال، في مؤتمره مع نظيره الايراني، «يجري العمل على إعداد وثائق لتسليمه، وبدأنا نتلقى إشارات ايجابية من الولايات المتحدة»، موضحاً أنقرة تعد وثائق جديدة لإرسالها إلى واشنطن حول غولن.

وكشف أوغلو عن استدعاء 32 من جملة 208 دبلوماسيين بعد محاولة الانقلاب الشهر الماضي مازالوا هاربين، وإن أنقرة تلقت معلومات بأنهم فروا إلى دول عدة.

بدوره، قال وزير الدفاع فكري إيشق، أمس، إن الحكومة تعكف على إعداد مرسوم يلبي الحاجة لتعيين طيارين جدد بالقوات الجوية، بعد حملة تطهير شملت آلافا في الجيش.

وعبر إيشق عن اعتقاده بأن الملحقين العسكريين الأتراك الثلاثة الذين هربوا بعد محاولة الانقلاب الشهر الماضي، وهما اثنان كانا يعملان باليونان وواحد بالبوسنة موجودن حاليا في إيطاليا.

في غضون ذلك، أعد الادعاء التركي لائحة اتهام يسعى فيها لاستصدار حكم بالسجن خمس سنوات على زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش، ونائب برلماني آخر من نفس الحزب بسبب نشر دعاية لجماعة إرهابية.

والاتهام واحد من تحديات قضائية تنتظر نواب الحزب الكردي منذ رفعت عنهم الحصانة البرلمانية في مايو الماضي، وقد يشعل التوتر في جنوب شرق تركيا، حيث تسكن أغلبية كردية ويدور صراع مسلح تأجج منذ انهيار وقف لإطلاق نار منذ ما يربو على عام.