سلسلة تفجيرات تضرب تايلند... وتحذيرات من هجمات جديدة

الشرطة تعلن مقتل 4 وإصابة العشرات وتستبعد الإرهاب... والمجلس العسكري يعتبرها محاولة لزرع الفوضى

نشر في 13-08-2016
آخر تحديث 13-08-2016 | 00:06
بعد أيام فقط من موافقة التايلنديين على دستور تدعمه السلطة العسكرية الحاكمة، هزت سلسلة انفجارات ثلاثة من أكثر المنتجعات السياحية شعبية في جنوب تايلاند خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وإصابة العشرات، وسط تحذيرات ألمانية من وقوع المزيد من الهجمات.
في أكبر تحد للمجلس العسكري الحاكم في تايلند، ضربت سلسلة تفجيرات مساء أمس الأول وصباح أمس استهدفت خمس مقاطعات، لاسيما منتجع هوا هين السياحي جنوب العاصمة بانكوك وأسفرت عن قتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.

وبعيد إعلان المتحدث باسم الشرطة الوطنية بيابان بينمونغ أن «هذا ليس هجوماً إرهابياً، بل مجرد تخريب محلي»، رأى رئيس المجلس العسكري الجنرال برايوت شان-أو-شا، الذي يتولى السلطة منذ انقلاب العام 2014، في هذه التفجيرات محاولة «لزرع الفوضى» في البلاد.

ولم يرجح المتحدث باسم الشرطة أي دوافع خلف التفجيرات مثل احتمال عملية انتقام سياسي، في ظل القمع الشديد للحريات منذ الانقلاب، بل اكتفى باستبعاد أن تكون التفجيرات من فعل الانفصاليين المسلمين في أقصى جنوب البلاد.

وانفجرت 11 قنبلة خلال الساعات الماضية في خمس مقاطعات في جنوب تايلاند، ولا سيما في منتجعي هوا هين وفوكيت. وأسفر تفجيران في هوا هين مساء أمس الأول عن سقوط قتيل و21 جريحاً بينهم سياح أجانب، كما قتل تايلندي في انفجار قنبلة في سوق في مدينة ترانغ الواقعة جنوب البلاد.

وصباح أمس، وقع تفجيران في منتجع هوا هين نفسه، ما أدى الى مقتل شخص، بينما قتلت موظفة بلدية في مدينة سورات تاني التي تبعد 400 كيلومتر جنوبا.

فوكيت وهوا هين

وفي فوكيت، أشهر شواطئ تايلند، لم يسفر التفجير إلا عن إصابة شخص بجروح طفيفة، غير أنه استهدف موقعاً رمزياً هو شاطئ يعتبر من أولى القبلات السياحية في هذا البلد.

وفي هوا هين، مساء أمس الأول، انفجرت القنبلتان بفارق ثلاثين دقيقة وعلى مسافة نحو خمسين متراً الواحدة عن الاخرى في منطقة قريبة من الشاطئ تضم عدداً من الحانات والمطاعم التي يرتادها السياح.

وقال رئيس الادارة المحلية سوتثيبونغ كلايودوم إن «القنبلتين المخبأتين في آوان لنباتات في الشارع تم تفجيرهما بهاتف نقال» وأعدتا «لتسببا سقوط قتلى»، موضحاً أن «بائعة جوالة تايلندية قتلت وجرح 21 شخصاً بينهم تسعة أجانب».

وبين الجرحى الأجانب التسعة هولنديتان إصابتهما طفيفة. وأصيب ثلاثة ألمان وإيطالي بجروح أكثر خطورة وخضعوا لعمليات جراحية في الساق وفي الظهر.

هجمات جديدة

وحذرت وزارة الخارجية الألمانية من أن تايلند، التي تشتهر بأنها مقصد مواطنيها للعطلات، قد تتعرض لمزيد من الهجمات ونصحت الزائرين لهذا البلد بتوخي «الحذر الشديد».

وقالت الخارجية الألمانية في تحذير: «لا يمكن استبعاد وقوع هجمات أخرى. وبالتالي تنصح وزارة الخارجية بضرورة توخي الحذر الشديد. على المسافرين إلى تايلند تجنب الأماكن العامة والمزدحمة ومتابعة وسائل الإعلام عن كثب».

وهوا هين منتجع يرتاده السياح الاجانب وكذلك التايلنديون، ويقع على بعد مئتي كيلومتر جنوب بانكوك. وكان عدد كبير من التايلنديين توجهوا مساء الخميس الى المنتجعات في بداية عطلة نهاية الاسبوع الطويلة بمناسبة عيد ميلاد ملكة تايلاند سيريكيت أمس.

التفجير الكبير

وتضم هوا هين بواجهتها البحرية التي غزتها الفنادق الدولية الكبرى والحانات، المقر الصيفي للعائلة المالكة. ويأتي هذان التفجيران أيضا قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للتفجير الكبير الذي استهدف العاصمة التايلندية في 17 أغسطس 2015 وأودى بحياة 20 شخصاً معظمهم من السياح الأجانب.

وزرعت المتفجرات حينها داخل معبد هندوسي شعبي في العاصمة، ويعد الاعتداء الأكثر دموية في التاريخ الحديث لتايلند. واتهمت السلطات التايلندية رجلين من الاويغور المسلمين من غرب الصين بالوقوف وراءه.

ونفى الرجلان أي تورط لهما في الهجوم، ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهما في وقت لاحق من الشهر الحالي.

استقرار المملكة

ويؤكد المجلس العسكري في تايلند الذي استولى على الحكم في العام 2014 بعد عشر سنوات من الاضطرابات السياسية الدامية، انه تمكن من احلال الاستقرار في المملكة، معتبراً أن ذلك من أكبر انجازات حكمه.

لكن الجنرالات لم يتمكنوا من القضاء على حركة تمرد المسلمين الانفصاليين في المقاطعات الجنوبية الثلاث النائية، التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن هوا هين.

وأثار النزاع في أقصى الجنوب على الحدود مع ماليزيا، اضطرابات في المملكة التايلندية لنحو عقد من الزمن أسفرت عن مقتل أكثر من 6500 شخص.

وهذه هي المنطقة الوحيدة التي تشهد عادة انفجار قنابل يدوية الصنع تستهدف خصوصا العسكريين التايلنديين.

لكن الانفصاليين لم يتبنوا حتى الآن اي هجوم خارج منطقتهم.

ومن أجل انعاش اقتصاد ضعيف، تعول المجموعة العسكرية الحاكمة على قطاع السياحة، بينما تشير تقديرات الى ان 32 مليون زائر سيدخلون الى البلاد في 2016.

العمليات شملت منطقة الفنادق الدولية الكبرى والمقر الصيفي للعائلة المالكة
back to top