شركة أميركية تجمع ملفات تحصي أنفاس المواطنين وحركاتهم وسلوكياتهم
دعك من العدسات التلفوتوغرافية والشوارب المزيفة: الأدوات الأكثر أهمية بالنسبة إلى المحققين الخاصين البالغ عددهم 35000 في أميركا هي خدمات وصف قاعدة البيانات. وطوال أكثر من عقد تمكن هؤلاء المحترفون من تفتيش مجموعات من السجلات العامة وغير العامة – العناوين المعروفة وسجلات ادارة المركبات وصور سيارات الأشخاص– وجمعوها في تقارير شاملة يكلف الواحد منها 10 دولارات فقط. وأصبح في وسعهم الآن جمع تلك المعلومات مع أنواع الأشياء التي يعرفها المسوقون عنك مثل الى أي سياسي أنت تتبرع، وماذا تنفق على مواد البقالة من أجل رسم صورة عن حياتك والتنبؤ بكافة تصرفاتك؟ وكانت آي دي آي Interactive Data Intelligence، وهي شركة عمرها سنة في مجال ما يدعى دمج المعلومات الأولى التي حققت مركزية تلك المعلومات لعملائها. وتجمع بوكا راتون Boca Raton في فلوريدا، وهي شركة خدمة قاعدة بيانات السجلات العامة مع بيانات الشراء والديمغرافية والسلوك. وقال الرئيس التنفيذي ديرك دنبر، إن النظام لا ينتظر وصول طلبات من الزبائن، فقد وضع لمحة عن حياة كل أميركي بالغ بمن فيهم الشبان الذين لا يدرجون في قاعدة البيانات التقليدية التي تفهرس الصفقات فقط وأضاف «لدينا معلومات حول شاب في الحادية والعشرين من العمر ويعيش مع أبويه».
ويقول دنبر إن هذه الملفات الشخصية تشمل كل ما هو معروف من عناوين وأرقام هواتف وعناوين بريد الكتروني وكل العقارات التي تم شراؤها أو بيعها، اضافة الى الرهونات العقارية ذات الصلة والسيارات السابقة والحالية، ومخالفات السرعة، وتسجيل الاقتراع، وتراخيص الصيد، وأسماء وأرقام هواتف الجيران وغير ذلك الكثير.وتدير آي دي آي أيضاً موقعي انترنت هما: أميركان سيفنغ دوت كوم وسامبل أند سيفنغز دوت كوم لجمع معلومات شراء وسلوك. وعندما انضممت الى الموقع الأخير سئلت عن عنوان بريدي الالكتروني وتاريخ ميلادي وعنوان منزلي ومعلومات يمكن أن تربطني بسهولة مع ملفي في آي دي آي كور. وسأل الموقع ما اذا كنت عانيت من التهاب المفاصل والربو ومرض السكر أو الاكتئاب. ويقول المستخدمون ومحللو الصناعة إن اضافة معلومات الشراء والسلوك الى البيانات التقليدية تتفوق على الأنظمة المنافسة من حيث القدرات– والتعمق. وتربط «آي دي آي» أعمالها مع هانك أشر، وهو مهرب كوكايين سابق ومبرمج بدأ بدمج مجموعات عامة من حكومات ولائية وفدرالية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. وبعد هجمات 11 سبتمبر ازداد اهتمام قوى الأمن بقواعد البيانات التجارية وبدأ المزيد من الأموال والمعلومات بالتدفق.توفي أشر فجأة في سنة 2013 وخلف وراءه شركته the Last One التي اشتراها مكتب الائتمان ترانس يونيون في مقابل 154 مليون دولار. وانضم أتباعه، بمن فيهم دنبر، الى مايكل بروسر وهو شريك سابق لأشر والملياردير مستثمر الرعاية الصحية فيليب فروست. وفي شهر مايو 2015 أعادت المجموعة تسمية المشروع تحت اسم آي دي آي.وإضافة إلى ربط قاعدة بياناتها مع أسماء بارزة في بي آي PI وشركات محاماة وتحصيل ديون ووكالات حكومية تقول آي دي آي إنها تستهدف أيضاً أسواق المستهلكين. ولدى هذه الشركة التي تشغل 200 موظف عوائد بلغت نحو 40 مليون دولار في آخر ربع، وتقول إن 2800 مستخدم انضموا الى آي دي آي كور في أول شهر بعد نشر تقريرها في مايو – ولكنها رفضت الكشف عن أرقام اخرى حديثة. وتنمو مجموعات بيانات الشركة أيضاً. قد تكون آي دي آي في حاجة الى ثروة فروست لفترة من الزمن. ويملك قواعد البيانات الثلاث المفضلة في صناعة آي بي ترانس يونيون وقطبا الاعلام ريد الزفير وتومسون رويترز. وقال تشك ماك لافلين، وهو رئيس مجلس World Association of Detectives، التي تضم حوالي 1000 عضو «لا يوجد نقص. كلما عملت فترة أطول في المهنة حصلت على مزيد من المعلومات ونتائج أفضل».