تستخدم أورليكه ريدر في عملها كباحثة عقاقير بعض المعدات المتوافرة في المختبرات والتي تعتبر الأكثر تقدماً وحساسية. ولكن عندما يحين وقت فحص النتائج غالباً ما تتنقل من آلة إلى أخرى، بهدف جمع المعلومات.

وقالت ريدر، وهي عالمة أحياء لدى فيلوكم Philochem، وهي شركة تقنية حيوية سويسرية «يتعين عليّ الذهاب الى كل قطعة من المعدات بشكل فردي، من أجل تحويل المعلومات أو الوصول الى كل جهاز بعيد. سيساعد لو أن كل معدات المختبر كانت مترابطة بطريقة ما».

Ad

ويوجد تطبيق لذلك، وسيكون هناك الكثير عما قريب مع سعي شركات الأدوية وصناع معدات المختبرات والشركات حديثة العهد الى حل هذه المشكلة. وفيما تستمر تقنية الآلات الطبية في التقدم يندر أن تتواصل الأجهزة الفردية بعضها مع البعض الآخر.

وفي العديد من المختبرات يعتمد الفنيون على صور الشاشة والكتابة والأوراق من أجل تشاطر المعلومات، وهي عملية غير فعالة تزيد من خطر حدوث أخطاء.

وقالت دانا فاندروول، وهي تنفيذية لدى شركة صناعة العقاقير بريستول – مايرز سكويب Bristol – Myers Squibb «يوجد الكثير من الطباعة اليدوية، ويتعين على الباحثين أن يتمكنوا من التركيز على العلم لا على الخصوصيات المتعلقة بالمعدات أو المعلومات».

وتعمل شركة ميرك كي جي اي اي الألمانية Merck KGaA على تطوير برنامج يؤتمت التجارب ويتنبأ بالموعد الذي توشك فيه الآلات على نفاد الكيماويات أو المواد الأخرى، ثم يسمح بطلب المؤن بلمسة واحدة – وهي ما تقول عنه التنفيذية في ميرك اوديت باترا «أمازون علم الحياة».

وتتعاون غلاكسو سميث كلاين وبريستول – مايرز سكويب وأكثر من دستة من الشركات الاخرى عن طريق جمعية ألوتروب غير الربحية لتطوير معايير مشتركة لمعلومات المختبرات. ويقول أنصار الفكرة إن تلك الشركات قد تتمكن ذات يوم من تنظيم نتائج علمية تحاكي ما توفره «ات شتي ام ال» من لغة مشتركة لمواقع الانترنت مهما كانت لغة المتصفح.

ويعوق الجهود الرامية الى تخفيف عملية البحث العدد الكبير من الشركات الصانعة لمعدات المختبرات. ولكل واحدة منها برنامجه الخاص وقد تحتاج كل آلة في التجارب المعقدة تعليمات منفصلة.

وتقوم ألوتروب بتطوير معايير تهدف الى طرح جهاز لا أدري يسمح للعلماء الذين يستخدمون معدات مختلفة بالتعاون بصورة مستقلة. وتعرض شركة ثيرمو فيشر ساينتفيك Thermo Fisher Scientific منصة ويب لنقل المعلومات وتحليلها باستخدام تطبيقات مع القدرة على مراقبة التجارب عن بعد من خلال هاتف ذكي.

وقال جو بيري، وهو كبير مسؤولي المعلومات لدى ثيرمو فيشر، إن الهدف هو «دفع اللافعالية الحالية في تحليل المعلومات خارج النظام. الباحثون يريدون الحصول على جواب».

وتسعى شركة سينثاسه Synthace الحديثة العهد في لندن إلى تعضيد التواصل مع ما تطلق عليه نظام تشغيل لمعدات المختبرات الذي يدعى أنثا، ويسمح للعلماء بتحديد ما يحاولون دراسته ومراقبة أجهزة المختبر، والتوقف عند الضرورة لدفع المرء الى ادخال شريحة جديدة من العينات السائلة.

ويتم تسجيل الخطوات التجريبية والمعلومات على شكل مشترك. وقد طورت سينثاسه «سواقات» لا تختلف عن تلك التي يستخدمها الحاسوب للتواصل مع الطابعة – لأجل دستة من الأجهزة من حوالي 10 مصنعين بما في ذلك روش وبركن المر.

وفي نهاية المطاف – قالت سينثاسه – قد يصبح استخدام أنثا منتشراً بما يكفي لتحويل التساوق مع النظام الى نقطة بيع للجهاز وتشجيع المصنعين على انتاج سواقات. وأعلنت الشركة في شهر أكتوبر الماضي شراكة مع ميرك وهي تفاوض 4 شركات صيدلانية كبرى اخرى لإدخال أنثا الى مختبراتها. وتستخدم داو كيميكال أنثا من أجل تصميم مواد كيميائية للغلال.

وقال الشريك المؤسس ماركوس غيرشاتر «تطلب الأمر مني نحو خمس سنوات من التواصل مع مبرمجي الحواسيب، كي أدرك أن لديهم أدوات أكثر تقدماً، مما لدى العديد من العلماء. تلك ليست مشكلة أجهزة بل مشكلة برامج».