أخيراً... تجاوزت واشنطن عقدة نصب عنفات طاقة الرياح في البحر
تم خلال الأيام القليلة الماضية تركيب أول مراوح لإنتاج طاقة الرياح في البحر قبالة سواحل الولايات المتحدة، على بعد حوالي ثلاثة أميال من بلوك آيلاند في رود آيلاند.وبينما تم نشر مزارع الرياح في كل أنحاء الولايات المتحدة على البر، تعثر نصب مزارع الرياح في المياه الأميركية بسبب أخطار قانونية ونقص الدعم التننظيمي وضغوط أصحاب العقارات الساحلية. وفي الوقت ذاته ازدهرت صناعة «رياح الأوفشور» في شتى أنحاء أوروبا. ويؤشر معلم البناء الى أن مزارع رياح الأوفشور غدت أخيرا حقيقة واقعة في الولايات المتحدة، بعد سنوات عديدة من الجهد، كما أصبح في وسعها ذات يوم طرح كميات جوهرية من الطاقة النظيفة الى الأميركيين.
وفي الأسبوع الماضي بدأت شركة تطوير الطاقة النظيفة «ديب ووتر ويند» بتركيب أول عنفة رياح على قمة أبراج مزرعة رياح بلوك آيلاند الخاصة بها. وبعد يوم واحد وضعت أول شفرة عنفة ثم اكتملت أول عنفة رياح في اليوم التالي. عملية البناء في مزرعة الرياح التي تستخدم عدة من شركة جنرال الكتريك ضمن شركات أخرى بدأت قبل سنة تقريباً. وعندما تكتمل في هذه السنة يفترض أن توفر هذه المزرعة حوالي 30 ميغاوات من الطاقة، وهي كمية صغيرة نسبيا، مقارنة مع ما يمكن أن تولده مصانع الغاز الطبيعي والفحم، وحتى مزارع الطاقة الشمسية الكبيرة.وعلى أي حال، فإن ما ينقص من حجم في مزرعة رياح بلوك آيلاند تعوضه من خلال التوقيت. وقد تم التخطيط لتنفيذ العديد من مشاريع رياح الأوفشور في الساحل الشرقي منذ سنوات، ولكن الكثير منها تم تأجيله.يتمثل نموذج صناعة رياح الأوفشور المتعثرة في الولايات المتحدة في كيب ويند، وهو مشروع تم التخطيط له بقيمة 2.6 مليار دولار لتركيب عنفات رياح عبر 24 ميلا مربعا قبالة ساحل نانتكت. وبعد سنوات من المعارك القانونية بما في ذلك دعاوى من قبل سكان لم يريدوا إفساد ما لديهم من مناظر عبر نصب عنفات تراجعت الشركات التي كانت التزمت بشراء الطاقة من كيب ويند. مزرعة رياح بلوك آيلاند هي الأولى بين حوالي دستة من مشاريع الرياح التي تم التخطيط لها في المياه الأميركية، وتمثل الدعم المتنامي لخيار الطاقة النظيفة.وفي الأسبوع الماضي أقر المجلس التشريعي في ماساشوستس مشروع قانون للطاقة يشمل أكبر التزام رسمي إزاء رياح الأوفشور في الولايات المتحدة حتى الآن. وبموجب هذا القانون سيتعين على المنشآت شراء 1.6 غيغاوات من الكهرباء من مزارع الرياح خلال ما يزيد قليلا على عقد من الزمن.وتحتضن ماساشوستش المياه التي تحتوي على أكبر إمكانية لرياح الأوفشور في الولايات المتحدة. وإضافة الى مشروع كيب ويند يوجد لدى ديب ووتر ويند وشركة الطاقة الدانمركية دونغ إنرجي Dong Energy عقود استئجار قبالة ساحل الولاية.وشركة دونغ إنرجي هي أكبر مطور في العالم لرياح الأوفشور، وقد أصبحت هذه الشركة المملوكة بشكل جزئي من الحكومة الدنماركية وبنك غولدمان ساكس عامة في شهر يونيو الماضي.وفي أوروبا تنتج مزارع الرياح أكثر من 11 غيغاوات من الطاقة عبر مزارع رياح الأوفشور، ويوجد 84 منها إما قيد التشغيل أو البناء في البحار المحيطة بـ 11 دولة في القارة. وتخطط دونغ إنرجي لبناء أكبر مزرعة رياح أوفشور في العالم تدعى مشروع هورنسي قبالة ساجل يوركشير في شمال شرقي إنكلترا.ويرجع أحد الأسباب وراء عدم انطلاق مزارع رياح الأوفشور في الولايات المتحدة الى ارتفاع تكاليف بناء المشاريع الأولى المنتجة لأول كمية من الطاقة. وتبلغ القيمة في العقد الأولي لإنتاج الطاقة من مزرعة رياح بلوك آيلاند 24.4 سنت للكيلوات الساعي، وهي أعلى بعشرة سنتات تقريبا من السعر الذي يدفعه في الوقت الراهن سكان رود آيلاند للكهرباء، وفق ساينتفيك أميركان. وعلى أي حال، هبطت أسعار رياح الأوفشور في أوروبا بصورة كبيرة، ويتوقع حدوث ذلك في الولايات المتحدة أيضا، مع انتشار المزيد من المشاريع. ووفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة قد تكلف رياح الأوفشور بشكل متوسط 12 سنتا لكل كيلوات ساعي بحلول سنة 2025.وقد حصلت دونغ إنرجي في الآونة الأخيرة على عقد لإنتاج رياح أوفشور قبالة ساحل هولندا لقاء 8 سنتات لكل كيلوات ساعي. وعند ذلك السعر تنافس الكهرباء طاقة الوقود الحفري.