قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للتفجير الكبير، الذي استهدف العاصمة التايلندية في 17 أغسطس 2015 وأودى بحياة 20 شخصاً معظمهم من السياح الأجانب، ضربت سلسلة انفجارات متزامنة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 5 مقاطعات تضم ثلاثة من أكثر المنتجعات السياحية شعبية في البلاد، أبرزها «هوا هين» و«فوكيت» أولى القبلات السياحية.

وفي المجموع، انفجرت إحدى عشرة قنبلة بين الخميس والجمعة، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى بينهم 10 أجانب؛ أربعة منهم في حالة خطيرة جداً.

Ad

وفي منتجع هوا هين، الذي يضم (إلى جانب الفنادق الدولية الكبرى) المقر الصيفي للعائلة المالكة، انفجرت مساء أمس الأول قنبلتان يدويتا الصنع خُبئتا في حوضين للنباتات على الرصيف، بفارق ثلاثين دقيقة ومسافة 50 متراً في منطقة قريبة من الشاطئ، حيث يقع العديد من الحانات والمطاعم المزدحمة بالسياح، ما أسفر عن مقتل بائعة وجرح 10 أجانب، هم وفق سفارات دولهم: أربعة هولنديين وثلاثة ألمان وإيطاليان ونمساوي واحد.

وفي «هوا هين» أيضاً، وقع صباح أمس تفجيران أسفرا عن مقتل تايلندية ثانية، وأثارا حالة من الهلع في المنتجع، وأغلقت المحال التجارية، فيما خلت الشوارع بعد هذه الهجمات المنسقة في عدد من المدن التايلندية، وبقي سكان البلدة في بيوتهم.

وفي حين قتلت موظفة بلدية في مدينة سورات ثاني، بُعيد انفجار قنبلة، لم يسفر تفجير «فوكيت»، أشهر شواطئ تايلند، إلا عن إصابة شخص بجروح طفيفة، غير أنه استهدف موقعاً رمزياً هو شاطئ يعتبر من أولى القبلات السياحية في هذا البلد.

ووسط تحذيرات ألمانية من وقوع المزيد من الهجمات، طلبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى من رعاياها الموجودين في تايلند التزام الحذر وتجنب الأماكن العامة.

ورأى رئيس المجلس العسكري التايلندي، الجنرال برايوت شان-أو-شا، الذي يتولى السلطة منذ انقلاب عام 2014، في هذه التفجيرات محاولة «لزرع الفوضى» في البلاد.

واستبعد المتحدث باسم الشرطة الوطنية، بيابان بينمونغ، فرضية الهجوم الإرهابي أو نسبها إلى الانفصاليين المسلمين في أقصى الجنوب، مؤكداً أنه «ليس هجوماً إرهابياً، بل مجرد تخريب محلي».

وإذ لم يرجح المتحدث، في الوقت الحاضر، أي دوافع خلف التفجيرات مثل احتمال عملية انتقام سياسي، في ظل القمع الشديد للحريات منذ الانقلاب، دانت رئيسة الوزراء السابقة ينغلوك شيناواترا، التي أطاحها الجيش في 2014، الهجمات، على أمل قطع الطريق على الاتهامات.