يتوزّع الكتاب على أقسام عدة رصدت أبرز المحطات في مسيرته هي: من أقوال عبدالله فضالة، فن الصوت عند عبدالله فضالة، الأغنية الوطنية، إحياء فن السامري، أغنيات.. وألحان، الأغنية الخفيفة، عبدالله فضالة الشاعر، عبدالله فضالة في الصحافة المحلية، قالوا عن عبدالله فضالة، عبدالله فضالة في صور.

في مستهل تقديمه للكتاب، كتب الغريب: {يعد فنان الكويت عبدالله فضالة أحد أبرز رواد الحركة الغنائية الكويتية الذين أثروا المكتبة الغنائية بشتى ألوان الغناء الكويتي القديم الأصيل، وقام بعد ذلك بتطوير هذه الفنون، التي أصبحت امتداداً لأسس وأصول الأغنية الكويتية الآن، فكان أحد أبرز الموصلين الأمناء لفن {أبو الأصوات} الفنان عبدالله الفرج.

Ad

قام بدور كبير في سبيل توثيقه والمحافظة عليه، ولا أحسب أنني أغالي إذا قلت إن كل فناني اليوم، الذين يعيشون المرحلة الجديدة في الحركة الموسيقية والغنائية بدولة الكويت، يدينون في ما وصلوا إليه إلى من سبقهم من الفنانين الكبار، الذين كان لهم دورهم الكبير في تعبيد الطريق أمام الأجيال التي تلتهم، وفي مقدمتهم الفنان عبدالله فضالة}.

وقفة وفاء

يتابع الغريب: {هنا في هذا الإصدار نلقي ضوءاً بسيطاً على حياته، بل نعتبره وقفة وفاء متواضعة لهذا الرجل الذي كرس حياته من أجل الفن الكويتي الأصيل، ويستحق الكثير منا ومن هذا الجيل والأجيال المقبلة.

ومن أبرز المحطات في قسم سيرته الذاتية أنه أخذ يتلمس طريقه بروح عالية لا تقهر، فهو ما إن حصل على عود أهداه له المرحوم الشيخ إبراهيم الفاضل، بعد أن أعجب به وتنبأ له بالمستقبل، حتى صار همه الأول وشغله الشاغل أن يتعلم بنفسه العزف على آلة العود.

وأيضا يعد من أوائل الفنانين الكويتيين الذين أرسوا مبدأ التجديد في الأغنية الكويتية، بوضع جمل موسيقية وتنويع الأنغام من دون تغيير معالم وروح الأغنية الكويتية التراثية، وهو أول من تغنى بأغاني السامري، مثل {جزى البارحة جفني عن النوم، ألا يا أهل الهو وا عز تالي}، وغيرها من السامريات الجميلة}.

مطرب نشيط

يصف الغريب فضالة بالمطرب النشيط وكثير الإنتاج، سجل العديد من الأسطوانات في فترة الخمسينيات وما قبلها: أسطوانات حجرية، وأسطوانات {بلاستيكية} في الستينيات. قدم الكثير من الأعمال الغنائية الأصيلة للمكتبة الغنائية الكويتية، الإذاعية منها والتلفزيونية، وفي شتى المجالات، ومن أبرزها: {رب الملا، خذوني معاكم، سيدي يا زين، طول الدهر سهران، كان الروض يجمعنا}، وغيرها.

يذكر الغريب في سيرة عبدالله فضالة الذاتية أنه توفي في 15 أكتوبر 1967، وقد فجعت الأوساط الفنية والثقافية في الكويت والخليج والجزيرة العربية بخبر مصدره دولة البحرين الشقيقة ينعي فنان الكويت الكبير عبدالله فضالة ارحمه السليطي، الذي كان يقضي فترة راحة ممتعة بين الأهل والأصدقاء والأشقاء هناك، فدهمته العلة، ونقل إلى المستشفى الأميركي في البحرين، وفاضت روحه إلى بارئها، و}لكل أجل كتاب}.

أقوال فضالة

من الأقسام المميزة في الكتاب قسم يضمّ أقوال عبدالله فضالة من بينها: {عندما هويت العود كان هو شغلي الشاغل، وكان في يدي 24 ساعة لم أفارقه أبداً، إذا بغيت أنام، من زود اشتياقي للعود أضعه على صدري. ولم يأتني النوم حتى يصير العود فوق صدري، كنت دائما أحتضنه كأنه ولد من أولادي}.

ومن المقولات المشهورة أيضا: {والله حياتي الفنية الحقيقية لقيت فيها المشقة، لأنكم تعرفون تقاليدنا الكويتية، وأصلا أنا من صغري أحب الغناء وأحب الطرب، وكان في الأول ما عندنا موسيقى كاملة.. كان فيه {طريج} العود.. لما كنت أغني كان عندي صوت جميل في صغري، وكنت أحب الغناء وايد وايد وأميل للطرب}.

أما في قسم فن الصوت عند عبدالله فضالة، فيوضح الغريب أن فضالة من أفضل المطربين الذين غنوا {الصوت الكويتي}، وعندما يغني صوتاً كويتياً يغنيه بإحساس جارف وعميق. الصوت عند الفنان عبدالله فضالة عزيز على نفسه، لقد بدأ فضالة بالصوت، وكان آخر ما غناه قبل وفاته هو الصوت.