بعد نهاية معارك دامية استمرت ثلاثة أشهر تدخلت فيها واشنطن جواً وبراً، تنفست مدينة منبج السورية الصعداء، أمس، وخلعت ثوب «خلافة داعش» مع فرار آخر عناصر التنظيم منها وعودة المئات من سكانها، الذين اتخذهم دروعاً بشرية لتغطية انسحابه إلى معقله بمدينة جرابلس شمال سورية.

وفور قيامه بعمليات تطهير واسعة تركزت خصوصاً على المربع الأمني حيث تحصنت فلول «داعش» بوسط المدينة قبل انسحابها تدريجياً إلى حي السرب على أطرافها الشمالية، اعتبر مجلس قوات سورية الديمقراطية الكردية، أمس، تحرير منبج نقطة تحول في الصراع السوري، وخطوة نحو استكمال مشروع «الفدرالية» الكردية، الذي يرفضه بشدة نظام الرئيس بشار الأسد وخصومه في المعارضة على حد سواء.

Ad

وبعد رعب عاشوه أشهراً طويلة في المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد رئيس للتنظيم الجهادي بين معقله في الرقة والحدود التركية، خرج أهالي منبج إلى الشوارع غير مصدقين أن محنتهم انجلت، معبرين عن فرحتهم بطرقهم الخاصة، فمن الرجال من شرع بحلق لحيته أو بكى، ومن النساء من خلعت برقعها أو حرقته، وكلها أساسيات كان «داعش» يفرضها على أي منطقة يدخلها.

وتمثل عملية منبج، التي أدت فيها القوات الخاصة الأميركية دوراً مهماً على الأرض دعماً للتحالف الكردي بقيادة قوات حماية الشعب، أكثر الانتصارات طموحاً لجماعة متحالفة مع واشنطن في سورية منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد «داعش» قبل عامين، وتعد ركيزة لمعركة تحرير الرقة المرتقبة.

ووسط ترقب لموقف بلاده عقب تمكن القوات التي تتكون غالبيتها من الأكراد من دحر تنظيم داعش في «منبج»، توقع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، «حدوث تطورات غاية في الأهمية بسورية خلال الأشهر الستة المقبلة».

وعلى صعيد جبهة حلب الداخلية، دارت اشتباكات عنيفة على محور طريق خناصر، وتحديداً في رسم الحص ومحمية الغزلان، التي تمكنت القوات النظامية من استعادة السيطرة عليها، وبالتالي استعادة طريق إمدادها الوحيد إلى الأحياء الغربية الموالية لها.