ظريف يكمل الخطة الإيرانية - الروسية في تركيا
طهران تسعى لإخراج أنقرة من التحالف الأميركي – السعودي وتحويلها بلداً محايداً
أصرت وزارة الخارجية الإيرانية على نشر خبر الاتصال الهاتفي المطول بين وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل زيارته لتركيا أمس الأول، لتنفي شائعات انتشرت الأسبوع الماضي عن إيعاز موسكو لطهران ببناء علاقات جديدة مع أنقرة.ووفق معلومات سربها دبلوماسيون إيرانيون، فإن زيارة ظريف تأتي تكملة للعبة دومينو قامت وزارته بترتيبها لجر تركيا إلى جانب التحالف الإيراني - الروسي في المنطقة، وإخراجها من التحالف الأميركي – السعودي.
وأفادت هذه المعلومات بأن إيران لا تتوقع تغييراً جذرياً في السياسة التركية، خصوصاً في الموضوع السوري، بين ليلة وضحاها، لكنها تسعى إلى إمكان تحويل تركيا إلى بلد غير منحاز لمعارضي سورية والعراق على الأقل.وروجت «الخارجية» الإيرانية، عبر وسائل الإعلام المرتبطة بها، أن طهران هي التي قامت بالوساطة بين روسيا وتركيا، لحل الخلافات بينهما، لتشير إلى أن الفضل في تحسن العلاقات يعود إليها.وقبل ستة أشهر، وتحديداً بعد نهاية مؤتمره الصحافي الأسبوعي المقرر كل يوم اثنين، قال المتحدث باسم الخارجية جابري أنصاري إن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو طلب من إيران الوساطة بين روسيا وتركيا، عارضاً وساطة تركية بين إيران والسعودية، عندما زار طهران. وفي حينها، اعتبر أنصاري، الذي يشغل حالياً منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، هذا الكلام زلة لسان، وطلب عدم نشره، لكن بعض الصحافيين نشره نقلاً عن مصادر مطلعة. وفي الواقع، كان أنصاري متأكداً أن الصحافيين لن يفوتوا نشر هذه المعلومة.وبعدها، سربت «الخارجية» الإيرانية معلومات للإعلام عن وساطة بين موسكو وأنقرة، بعد أن طلب الروس اعتذاراً رسمياً تركياً عن إسقاط الطائرة الروسية في سورية لحل الخلاف. وكانت مصادر «الخارجية» تنفي وجود وساطة تركية بين إيران والسعودية، وتؤكد أنها تفضل وساطة دول «صديقة للطرفين ومحايدة في حروب المنطقة»، مثل باكستان وعمان والكويت.وأكدت مصادر دبلوماسية عربية، لـ»الجريدة»، أن الكويت حاولت التوسط، والسعودية طلبت اعتذاراً رسمياً عن الهجوم على سفارتها وقنصليتها في طهران، قبل بدء أي مفاوضات، وإيران تذرعت بعدم اعتذار المملكة عن حادث التدافع في موسم الحج السابق، وبالتالي علقت الوساطة حتى وقت آخر.واعتبرت إيران أن دبلوماسيتها كانت مؤثرة، واستطاعت إقناع تركيا بتغيير نهجها السياسي بعد استقالة داود أوغلو، وتسلم بن علي يلدريم رئاسة الوزراء، وإعلانه في أول تصريحاته أن تركيا تريد حل خلافاتها مع العراق وسورية.وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية أن وفوداً سرية تركية وصلت إلى بغداد ودمشق لبدء المفاوضات مع جيران تركيا المتحالفة مع طهران، لكن البلدين طلبا تغييراً جذرياً في تصرفات أنقرة بالمنطقة (وذلك أيضاً كان بإيعاز من إيران) قبل بدء المفاوضات، إذ إنه، وفي حينها كذلك، بدأت «خارجية» إيران تسريب معلومات بأنها أدت دوراً في هذا الأمر أيضاً.