بسطت القوات الحكومية اليمنية سيطرتها، أمس، على زنجبار عاصمة محافظة أبين بدعم جوي وبحري من قوات التحالف العربي، وتمكنت من طرد عناصر تنظيم «القاعدة» في هجوم واسع بدأته لاستعادة بلدات المحافظة جنوب البلاد.وفي وقت سابق، نقلت قناة «الحدث» عن مصدر عسكري قوله إن «الآلاف من قوات الجيش اليمني ومقاتلي اللجان الشعبية بدأوا الزحف باتجاه مدينتي زنجبار وجعار كبرى مدن أبين».
كما أكدت مصادر عسكرية في عدن أن قوات عسكرية تتألف من ثلاثة ألوية شكلت حديثاً، ومئات من مسلحي اللجان الشعبية تم تحريكها باتجاه زنجبار. وعززت قوات التحالف الهجوم اليمني ضد تنظيم «القاعدة» بمختلف الأسلحة الحديثة والمعدات الحربية والآليات والمدرعات، وكانت طائرات التحالف شنت في وقت سابق، غارات عدة استهدفت مواقع للتنظيم المتطرف في مدينتي زنجبار وشقرة الساحليتين.
نفي واتهام
على صعيد منفصل، نفى التحالف الذي تقوده السعودية، أمس، أن تكون طائراته قصفت، أمس الأول، مدرسة في منطقة يسيطر عليها الحوثيون شمال اليمن مما أدى إلى مقتل عشرة أطفال كما قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، متهماً المتمردين الحوثيين بتجنيد أطفال للقتال.وقال المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري في بيان إن «التحالف ينفي استهداف مدرسة»، موضحا أن «الطيران قصف مركزا للتدريب» في محافظة صعدة.وتابع العسيري «تواصلنا مع الحكومة المدعومة من التحالف، ولا يوجد مدرسة في هذه المنطقة»، مضيفا أن الموقع الذي قصف هو «مركز الهدى. وتساؤلنا ماذا يفعل الأطفال في مركز تدريب عسكري؟».وأضاف أن «الطائرة عندما تستهدف الموقع لا يمكنها التفريق بين الكبير والصغير»، مؤكدا: «كنا نتمنى على (اطباء بلا حدود) أن تأخذ إجراءات لمنع تجنيد الاطفال في جبهات القتال بدلا من التباكي عليهم في الإعلام».ونشر المتحدث باسم جماعة «انصار الله» محمد عبدالسلام على «فيسبوك» صورا ومقاطع فيديو تظهر أطفالا قتلى ملفوفين بأغطية، منددا بالقصف.ووصف عبد السلام القصف بأنه «جريمة بشعة استهدفت الطلاب في مدرسة جمعة بن فاضل في محافظة صعدة جراء قصف بالطيران».معارك وإصابة
في غضون ذلك، تواصلت المعارك والاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين بعدة مناطق في أنحاء اليمن من بينها تعز وريف صنعاء، وسقطت قذائف أطلقتها الميليشيات المتمردة صباح أمس، أمام مبنى بلدية محافظة الطوال السعودية في جازان.وتضررت بعض السيارات دون وقوع خسائر بشرية، بينما تحدثت أنباء عن إصابة رئيس بلدية المحافظة إصابة طفيفة.وشنت طائرات التحالف غارات عدة على مواقع قرب الحدود السعودية اليمنية، حيث استهدفت مواقع للميليشيات في منطقة الملاحيط بمديرية الظاهر الحدودية مع السعودية قبالة جازان، إلى جانب قصف بعض التعزيزات العسكرية في مديرية حرض قُبالة منفذ الطوال السعودي البري.أما في عسير، وتحديداً بلدة الربوعة التي لا تبعد سوى 2 كلم عن الحدود السعودية اليمنية، فقد تمكنت القوات السعودية من أسر عدد من عناصر الحوثيين، وقتل عدد منهم بعد محاولة تسلل للأراضي السعودية.وفي وقت سابق أعلنت قوات التحالف، مساء أمس الأول، اعتراض صاروخ باليستي تم إطلاقه من الأراضي اليمنية على المملكة، بالتزامن مع تصاعد المعارك بشكل غير مسبوق منذ تعليق مشاورات الكويت للسلام، السبت الماضي. وتعرض الشريط الحدودي بين السعودية واليمن لغارات عنيفة عقب إطلاق الصاروخ، ورجحت مصادر قبلية، أن تكون الغارات قد استهدفت منصة إطلاق الصاروخ. ويشهد الشريط الحدودي معارك عنيفة وتبادلا للقصف الصاروخي والمدفعي بين الحوثيين والقوات السعودية، منذ أسابيع بعد انهيار هدنة استمرت نحو 3 أشهر قادها زعماء قبليون وأسفرت عن تهدئة وتبادل للأسرى ونزع مئات الألغام.وتراجعت حدة العمليات العسكرية منذ أبريل تزامنا مع بدء مشاورات الكويت، والتي رافقها وقف هش لإطلاق النار، إلا أن المشاورات علقت في السادس من أغسطس الجاري مدة شهر، في ظل عدم توصل الجانبين لاختراق جدي على طريق الحل.وبعد أيام، استأنف التحالف في التاسع من أغسطس للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر، استهداف محيط صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.«المجلس السياسي»
إلى ذلك، وبعد يوم من فشل «أنصار الله» في تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة للبرلمان، ذكرت مواقع اخبارية محسوبة على الحوثيين والرئيس السابق علي صالح أن رئيس ما يسمى بـ»المجلس السياسي» صالح الصماد ونائبه وأعضاء المجلس الذي تم تشكيله من قبل المتمردين لإدارة شؤون البلاد قاموا بحلف اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الذي اجتمع أمس ولليوم الثاني على التوالي بمن حضر.السيسي وبن دغر
في الأثناء، وصل إلى القاهرة رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر على رأس وفد بطائرة خاصة قادما من الرياض في زيارة تستغرق عدة أيام يستقبله خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.وكان على رأس مستقبلي بن دغر في مطار القاهرة نظيره المصري شريف إسماعيل. وصرحت مصادر مطلعة بأن المسؤول الزائر سينقل رسالة من الرئيس هادى إلى السيسي لإطلاعه على آخر مستجدات الأوضاع في اليمن، وما آلت إليه مشاورات الكويت، والمستجدات العسكرية والإنسانية في اليمن.