نشرت محطة "إن بي سي نيوز" وصحيفة "وول ستريت جورنال" استطلاعاً مشتركاً للرأي، دق جرس إنذار بشكل غير مسبوق بالنسبة إلى الحزب الجمهوري، إذ أظهر أن دونالد ترامب يخسر المواجهة أمام منافسته هيلاري كلينتون في 6 ولايات تعتبر حاسمة لمصير السباق كله، أربع منها غالباً ما تصوت لمصلحة الجمهوريين.

وتقدمت كلينتون في ولاية فلوريدا بخمس نقاط، مسجلة 44 في المئة مقابل 39 لترامب، وفي نورث كارولينا بتسع نقاط مسجلة 48 في المئة مقابل 39 لترامب، وفي فيرجينيا تقدمت بـ13 نقطة مسجلة 46 في المئة مقابل 33 للمرشح الجمهوري، وفي كولورادو بـ14 نقطة مسجلة 46 في المئة مقابل 32 في المئة للأخير.

Ad

وتكمن أهمية هذا الاستطلاع في أنه أظهر للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية أن مرشحاً رئيسياً لأحد الأحزاب يحظى بنسبة تأييد تقل عن أربعين في المئة وقاربت في بعض الولايات المميزة حدود الثلاثين في المئة، ما اعتُبر مؤشراً على أن نتيجة المنافسة باتت شبه محسومة، وأن الحزب الجمهوري في طريقه لخسارة الانتخابات العامة في مجلسي الشيوخ والنواب لا في البيت الأبيض فقط.

مقاعد المجلسين

وتبين إحصاءات انتخابية، نشرت قبل يومين، أنه منذ عام 2004 حتى اليوم تحسم 80 في المئة من مقاعد المجلسين بحسب هوية الفائز في انتخابات الرئاسة، مضيفة أن الديمقراطيين سينافسون الجمهوريين في الثامن من نوفمبر المقبل في 11 ولاية جمهورية سيتم التجديد فيها لعضوية مجلس الشيوخ، مقابل ولايتين ديمقراطيتين سينافس عليهما الجمهوريون.

وبحسب التوازن الحالي للمقاعد يحظى الجمهوريون بـ54 مقعداً مقابل 46 للديمقراطيين، وإذا تمكن الديمقراطيون من الفوز في 5 ولايات فقط فسيستعيدون الأغلبية في مجلس الشيوخ، وهو ما يتوقعه الكثيرون ويحذر منه الحزب الجمهوري بسبب تراجع شعبية مرشحه الرئاسي.

أصوات الولايات

ووفق قانون احتساب أصوات الولايات، فإن الرابح في انتخابات الرئاسة يحتاج إلى 270 صوتاً. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن كلينتون تحظى بـ280 مقعداً من دون احتساب الولايات الأربع أعلاه، وإذا أضيفت فإنها قد تربح السباق بأغلبية تصل إلى 338 صوتاً.

تلك المؤشرات كانت سبباً كافياً لتوالي صدور أكثر من رسالة وعريضة من مسؤولين أمنيين سابقين أو سياسيين ونافذين أو من كبار الممولين لمطالبة قيادة الحزب الجمهوري بوقف دعمها، أو على الأقل عدم بذل المزيد من الجهود لحملة ترامب، والانصراف جدياً إلى خوض انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب.

شيك مفتوح

وصرح العديد من قيادات الحزب، بدءاً برئيس مجلس النواب بول راين إلى الملياردير بول سينغر، وهو أحد كبار الممولين في الحزب، وساهم بشكل رئيس في تمويل المرشح السابق ميت رومني عام 2012، بأن الجمهوريين ليسوا مضطرين إلى التوقيع على شيك مفتوح "للرئيسة كلينتون"، مادام هناك إمكانية للتعويض عن خسارة موقع الرئاسة بكسب مجلسي الشيوخ والنواب.

وأعلن ستينغر مع عدد من كبار ممولي الحزب تشكيل مجاميع انتخابية كبرى (سوبر باك) لخوض تلك المنافسات في أغلبية الولايات، بمبالغ قد تصل إلى مليار دولار، وتم تسجيل أكثر من 2000 منها بالفعل في لجنة الانتحابات الفدرالية، ما اعتبر سابقة في تاريخ الانتخابات العامة غير الرئاسية في أميركا.

اجتماع مشترك

وفي وقت شكك الكثير من الجمهوريين بجدوى الاجتماع المشترك الذي عقد أمس الأول بين قيادة حملة المرشح دونالد ترامب واللجنة التنظيمية للانتخابات في الحزب، لحث ترامب على تغيير إدارته لحملته، أتت تصريحاته المعاندة في اليوم نفسه لتشكل ضربة إضافية لتلك الجهود، بتأكيده أنه لن يتراجع عن أسلوبه أو أدواته.

ومع نشر كلينتون تصريحاتها الضريبية، وإعلان إدارة الضرائب أن عملية مراجعة البيانات الضريبية لأي شخص لا تمنعه من نشرها، تلقى ترامب صفعة جديدة تضاف إلى الصفعات التي لا ينفك يتلقاها منذ تسميته مرشحاً رسمياً في مؤتمر الحزب الجمهوري الشهر الماضي.