خاص

حمدي عبدالرحمن لـ الجريدة•: مصر لم تضغط على إثيوبيا خليجياً

نائب رئيس الجمعية الإفريقية السابق: إسرائيل تستثمر في إفريقيا لبسط نفوذها ولا علاقة لها بتأمين سد النهضة

نشر في 15-08-2016
آخر تحديث 15-08-2016 | 00:03
No Image Caption
أكد نائب رئيس الجمعية الإفريقية السابق حمدي عبدالرحمن أنه لا يعرف السبب وراء عدم تنسيق المفاوض المصري مع دول الخليج، للضغط على المفاوض الإثيوبي بشأن سد النهضة المائي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعتي القاهرة وزايد، في مقابلة مع «الجريدة»، إن إسرائيل موجودة في إفريقيا، لكنها ليست المتحكمة في كل قواعد اللعبة هناك... وإلى نصّ الحوار:
• ما الذي تستهدفه مصر من سياستها الخارجية مع القارة الإفريقية؟

- السياسة الخارجية المصرية في إفريقيا تستهدف في المقام الأول الحفاظ على تدفق مياه نهر النيل، والحفاظ على أمن السودان باعتباره امتداداً حيوياً لمصر من الجنوب، وضمان أمن البحر الأحمر، الذي تطل عليه دول إفريقية، مثل جيبوتي وإريتريا، فالبحر الأحمر مرتبط بشكل رئيسي بالأمن القومي المصري والعربي لضمان تأمين حركة الملاحة في قناة السويس، لكي تستطيع مصر تمرير تلك السياسات لابد أن تُقيم علاقات استراتيجية مع الدول الإفريقية، علاقات قائمة على التعاون الاقتصادي والأمني.

• ما التحديات التي تُعرقل السياسة الخارجية في القارة؟

- هناك صراع دولي وإقليمي على القارة الإفريقية، بغية الاستثمار في ثرواتها ومواردها الطبيعية، ومن بين أبرز هذه الدول الصين والهند والبرازيل، كما يعتبر تغيير المناطق الجيواستراتيجية المحيطة بالجوار المصري، ثاني التحديات، التي تواجه مصر لإعادة علاقتها بإفريقيا، فتغيير المناطق الجيواستراتيجية، وخصوصاً منطقتي القرن الإفريقي وحوض النيل، أدى إلى ظهور دول واختفاء أخرى، كما أن الكثير من الدول الإفريقية، لم تعد دولاً ضعيفة تعاني صراعات ومجاعات، فالتقارير الدولية منذ عام 2012 تؤكد أن إفريقيا لديها إمكانيات اقتصادية.

• كيف يمكن لمصر استعادة دورها إفريقياً؟

- مصر لديها قدرات وتاريخ يساعدها على إعادة علاقتها مع إفريقيا، ولابد من إعادة النظر في عمل البعثات الدبلوماسية الموجودة في إفريقيا، وتحديد أجندة إفريقية يعملون على تنفيذها هناك، فضلاً عن ضرورة تغيير النظرة الاستعلائية السائدة في الإعلام المصري تجاه إفريقيا، والاستفادة من قوة مصر الناعمة كالأزهر والكنيسة، وخلق دبلوماسية شعبية.

• ماذا عن سد النهضة؟

- سد النهضة الإثيوبي مشروع تنموي كبير تسعى من خلاله الحكومة الإثيوبية إلى توحيد شعبها عليه، وبشكل عام تسعى إلى تطبيق استراتيجية بناء السدود لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء لتصديرها لدول الجوار، وللأسف الأدوات التفاوضية المصرية ضعيفة ومحدودة، وعدم الاستقرار السياسي في مصر أضعف المفاوض المصري، كما أن مساندة دول إقليمية في المنطقة وقوى كبرى في الأعمال الإنشائية للسد عقَّد العملية التفاوضية وقوى الموقف الإثيوبي، خصوصاً في قضية سنوات ملء خزانات السد.

• هل العلاقات "الخليجية – الإثيوبية" قادرة على حل مسألة سد النهضة؟

- صانع القرار المصري لم يستخدم أوراق الضغط الموجودة لديه، وكان في إمكانه التنسيق مع نظرائه الخليجيين للضغط على المفاوض الإثيوبي.

• كيف تقرأ التحرك الإسرائيلي في إفريقيا؟

- العلاقات "الإسرائيلية – الإفريقية"، تنمو بشكل متزايد، فإسرائيل تحتاج إلى حليف إفريقي في المنظمات الدولية مثل "الجمعية العامة للأمم المُتحدة"، كما تحتاج إسرائيل إلى تمرير استثمارات في تلك القارة، فضلاً عن رغبتها في زيادة نسب التجارة معهم وتسهيل بيع أسلحة، وإسرائيل قدمت خلال الفترة الماضية تعاوناً أمنياً واستخباراتياً مع الدول الإفريقية، ما صعَّد بشكل كبير من النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا.

• هل لإسرائيل دور في تشدد دول الحوض تجاه مصر؟

- الوجود الإسرائيلي في إفريقيا يمس الأمن القومي المصري والعربي، لكني لا أميل إلى المبالغة في الدور الإسرائيلي، فتاريخياً دول أعالي النيل ترفض مبدأ التوارث الدولي للاتفاقيات المنظمة للمياه في الحوض، لأنها حدثت في العهد الاستعماري وقوة مصر في الماضي، هي التي كانت تردع هذه الدول، وتمكّن مصر من فرض إرادتها السياسية، وليس صحيحاً أن إسرائيل هي التي تحمي سد النهضة.

back to top