وسط أجواء مشحونة عكستها حملة انتخابية صاخبة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، أقدم مسلح أميركي على قتل إمام مسجد ومساعده في وضح النهار، أمام جامع بمنطقة كوينز في نيويورك، في هجوم تزامن مع خروج تظاهرات وأعمال عنف، احتجاجاً على قتل الشرطة مسلحاً اشتبهت به في واحد من أفقر أحياء مدينة ميلووكي والذي تسكنه أغلبية من أصل إفريقي في ولاية ويسكونسن.

ووفق الشرطة فإن مولانا أكونغي (55 عاماً) ومساعده ثراء الدين (64 عاماً) أصيبا برصاص في الرأس في حي أوزون بارك الشعبي في منطقة كوينز، التي تضم عدداً من العائلات المسلمة التي قدمت من بنغلادش، موضحة أن المهاجم مازال فاراً والتحقيقات جارية في دوافعه غير المعروفة.

Ad

ومع حلول المساء، تجمع مئات المسلمين بالقرب من مكان مقتل الإمام ومساعده، مطالبين بإحقاق العدل وتقديم الجناة إلى العدالة، فيما أكد مكتب رئيس بلدية نيويورك أن «الشرطة تحقق في الجريمة من كل الزوايا، بما في ذلك فرضية جريمة كراهية».

وبعد إدانة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، وصف الأزهر الشريف هذه الجريمة بالهجوم «الإرهابي»، مشدداً على أن «استباحة الدماء، أياً كان جنسها أو دينها أو لونها، أمرٌ تحرمه جميع الأديان السماوية، وترفضه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية».

وفي ظل تصاعد مشاعر الخوف من الإسلام والعداء للمسلمين، بعد سلسلة هجمات داخل الولايات المتحدة وخارجها، تبنى بعضَها تنظيم «داعش»، رشق متظاهرون غاضبون سيارات للشرطة وأضرموا النار في عدد كبير من المتاجر في مدينة ميلووكي، مساء أمس الأول، بعد ساعات من تمكن الشرطة من قتل مشبوه مسلح لدى فراره.

وحاولت الشرطة تفريق مئات المتظاهرين بإطلاق النار في الهواء، رداً على إحراق محطة للمحروقات ومصرف ومحل لبيع مستحضرات التجميل ومتجر لبيع قطع غيار السيارات.

وأوقف شرطيان اثنين من المشبوهين كانا في سيارة، ثم تمكنا من الفرار ركضاً، وأوضح بيان لشرطة ميلووكي أنه «خلال هذه المطاردة، أطلق أحد عناصرها النار على مشبوه مسلح بمسدس نصف آلي» فأرداه على الفور، مؤكداً أنه من أصحاب السوابق، وسلاحه سرق خلال عملية سلب ونهب في مارس. ووسط أنباء عن قيام مسلح آخر بإطلاق النار في مركز تجاري في ولاية كارولينا بشكل عشوائي، أعلنت شرطة ولاية جورجيا أمس مقتل أحد رجالها بالرصاص لدى استجابته لاتصال بشأن شخص مشبوه قرب تقاطع إيستمان جورجيا، وهي مدينة صغيرة تبعد نحو 130 كيلومتراً جنوبي أتلانتا، ولم تُدل بتفاصيل عن دافع الهجوم.