أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، عمق العلاقات الأخوية بين الكويت والعراق.وشدد الخالد، وفق بيان صحافي لإدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية، أمس، خلال استقباله محافظ البصرة العراقية د. ماجد النصراوي، على أهمية التنسيق الأمني بين الجانبين، وتبادل المعلومات والخبرات لما فيه مصلحة البلدين.
من جانبه، قال النصراوي إن هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتطوير وتعزيز العلاقات على المستويين الأمني والاقتصادي مع الكويت، معربا عن الشكر للخالد على حسن الاستقبال وكرم الوفادة.حضر الاستقبال محافظ العاصمة الفريق متقاعد ثابت المهنا، والقنصل الكويتي العام في البصرة يوسف الصباغ. ومن جانب آخر، استقبل أمين الصندوق الفخري لغرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالله الحميضي، أمس، محافظ مدينة البصرة د. ماجد النصراوي، وكذلك رئيس غرفة تجارة وصناعة البصرة مكي حسن السوداني، والوفد المرافق له، بحضور محافظ العاصمة الفريق ثابت المهنا، كما حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة.وأوضح النصراوي أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين في تقدم مستمر، وتمنى أن تكون بمستوى الطموح الذي يهدف إليه الطرفان.وحثّ النصرواي قطاع الأعمال الكويتي ذا الخبرة الكبيرة في الاستثمار على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة البصرة، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للعراق والمنفذ البحري الوحيد لها.وأشار إلى أن ميناء "الفاو" في طور الانتهاء وسيبدأ العمل به قريباً، مؤكداً أن هذا الميناء سيكون له دور تكاملي مع ميناء مبارك، كذلك أشار إلى منطقة اقتصادية حرة في مدينة صفوان، التي سيتم الإعلان عنها قريباً، وتستهدف الشركات الكويتية للاستثمار فيها بكل القطاعات أهمها القطاع اللوجستي. وأوضح أن البصرة، تمتلك ميزات استثمارية متعددة نظراً إلى قربها من دولة الكويت وباعتبارها من أكثر المناطق استقراراً سياسياً وأمنياً في العراق، وبين أنه تم وضع آليات جديدة لجذب الاستثمار الأجنبي، إضافة إلى وجود قنصلية كويتية في البصرة يسهل أعمال المستثمرين الكويتيين وكذلك استخراج تأشيرة الدخول لهم.ووجه النصرواي الدعوة للغرفة وأصحاب الأعمال لزيارة مدينة البصرة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة والالتقاء بأصحاب الأعمال العراقيين، وقد تحدث عن مقترح إقامة مؤتمر استثماري عراقي تتم إقامته في دولة الكويت، بهدف عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة البصرة، ومناقشة سبل إقامة استثمارات كويتية هناك.
العلاقات التجارية
من جانبه، أشاد الحميضي بإنشاء منطقة حرة في صفوان، مشيراً أن هناك شركات كويتية متخصصة في إدارة المناطق الحرة يمكن الاستفادة من خبراتها في هذا الشأن. وأشارت الغرفة إلى موضوع الأراضي المملوكة للكويتيين في مدينة البصرة، معربة عن الأمل في أن يساهم المحافظ في إيجاد الحلول المناسبة لها وتسجيل الأراضي رسمياً بأسماء ملاكها الكويتيين في السجلات والوثائق العراقية.وفي معرض رده، أكد المحافظ اهتمامه الشخصي في حل هذه القضية، مفيداً بأنه سيتم تشكيل لجنة عليا برئاسته، وتضم في عضويتها كل الجهات ذات الصلة، بهدف إيجاد حلول جذرية ونهائية لهذه القضية.حكمة الأمير
وفي مجال آخر، أكد محافظ البصرة د. ماجد النصراوي أن زيارته والوفد المرافق له إلى الكويت تهدف إلى تقديم الشكر والامتنان لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على مواقفه الإنسانية السامية وحكمته التي أسهمت في حل القضايا العالقة بين البلدين الشقيقين.وقال النصراوي، في لقاء مع "كونا" امس، إن "حكمة سمو الأمير وإيمان الحكومة العراقية الجديدة الراسخ بأن العلاقة بين البلدين يجب أن تتوطد أنهيا جميع الملفات العالقة منذ عقود مثل الحدود والتعويضات، وأغلقا كل ملف من شأنه تأجيج روح النزاع بين الجارين".وأشاد بالعلاقات التاريخية بين العراق والكويت لاسيما محافظة البصرة "التي تجسدها الأواصر المشتركة في العقيدة والعروبة والمصاهرة والجوار ومختلف أنواع العلاقات وهو ما حدا بنا إلى زيارة جارتنا الكويت، التي هي ربما أقرب إلينا في البصرة من أقرب محافظة عراقية ولا يوجد بيت في البصرة لا يوجد لديه أقارب في الكويت".ولفت إلى أن زيارته للكويت تأتي تزامنا مع ذكرى الغزو "حيث جئنا نحمل غصن الزيتون وحمائم السلام لأشقائنا وأحبائنا، ونقول لهم إن الطغاة يذهبون لكن تبقى الأمم والشعوب ،لاسيما أن كلا الشعبين الشقيقين اكتوى بنار الطاغية".وعن لقاءاته أمس الاول مع سمو الأمير وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، أعرب النصراوي عن سعادته بالترحيب الكبير الذي لقيه والوفد المرافق له من القيادة السياسية الكويتية، "وهو ما أنسانا أي هوة حصلت في السابق بسبب النظام الدكتاتوري السابق".اتفاقية توأمة
وأوضح أن اللقاءات تطرقت إلى سبل فتح آفاق جديدة للتعاون بين الكويت ومحافظة البصرة، ومنها بحث إمكانية توقيع اتفاقية توأمة بين محافظتي البصرة والعاصمة الكويت، مشيرا إلى أن لدى البصرة اتفاقيات مشابهة مع عدد من المدن منها "هيوستن" الأميركية و"خوزستان" و"مشهد" الإيرانيتان.وذكر أن الجانب الكويتي وافق على عقد هذه التوأمة بين الجانبين، على أن يتخذ الجانبان الإجراءات اللازمة، ومنها تشكيل الوفود واللجان المشتركة في مختلف القطاعات التي من شأنها تعزيز التعاون وتبادل الخدمات والخبرات بين المدينتين "وهو ما يعد إنجازا كبيرا ورسالة رائعة بين الشعبين الشقيقين".وأفاد بأنه طرح خلال لقاءاته مع القيادة السياسية الكويتية إمكانية تسهيل دخول التجار ورجال الأعمال العراقيين إلى الكويت لصعوبة إجراءات الحصول على تأشيرة دخول والإقامة في الفترة الحالية، مبينا أن الجانب الكويتي أبدى استعداده لتسهيل جميع الإجراءات لاسيما أن هناك علاقة تاريخية قديمة بين التجار ورجال الأعمال العراقيين ونظرائهم الكويتيين.وردا على سؤال عما إذا كانت لدى العراق خطة لتطوير المنفذ الحدودي البري بين البلدين، أشار إلى أن مشروع التطوير طرح على مستوى البنى التحتية، وأحيل إلى شركة للعمل به في القريب العاجل، "لكن المشكلة المالية التي يمر بها العراق أجلت تنفيذه بسبب وجود أولويات أخرى".