محمد إيهاب لـ الجريدة•: حلمت بالميدالية الأولمبية منذ عام... ورفضت عروضاً للتجنيس
«أول مكافأة حصلت عليها 60 جنيهاً ولا أملك أموالاً للزواج»
بطل مصري يعشق لعبة رفع الأثقال، نجح في تحقيق العديد من الميداليات، حتى أوقف قبل أولمبياد لندن 2012 بأربعة أشهر، بحجة تعاطي مكملات غذائية، لكنه رفض الاستسلام وعاد سريعاً، ليحقق حلمه بالتتويج بميدالية أولمبية في ريو دي جانيرو، بعد عامين من انتهاء قرار إيقافه، إنه البطل محمد إيهاب يوسف، أو «البوب» كما يحب أن يلقب. «الجريدة» حرصت على لقاء مع صاحب برونزية أولمبياد 2016 في وزن 77 كغم، لتهنئته على هذا الإنجاز والوقوف على طريقة إعداده للأولمبياد والأزمات التي تعرض لها، فكان معه الحوار التالي:
• في البداية، مبروك تتويجك بميدالية برونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو.- "ربنا يبارك فيك، تعبت كثيراً طوال الأعوام الماضية، لكن الحمد لله رب العالمين مجهودي لم يضع، وحققت حلمي".• كيف شعرت بعد التتويج بميدالية برونزية؟
- "مش عارف أقول إيه، لكن كرم ربنا كبير أوي وملوش حدود، ربنا عالم بحالي وبحال أسرتي، فقد حرمت نفسي من ملذات الحياة ونحتّ في الصخر عشان أحقق حلمي".• المنافسة كانت صعبة للغاية، كيف نجحت في تخطي أبطال العالم المشاركين معك؟- رزقني الله إصرارا وعزيمة وقوة ساعدتني على اللعب لتحقيق ميدالية أولمبية، والتفوق على أبطال تم صرف الملايين من أجل إعدادهم.
من جد وجد
• هل كنت على ثقة بإحراز ميدالية على الرغم من عدم نجاحك في رفع الثقل مرتين؟- أنا مؤمن إيمانا شديدا بقول الله تعالى: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً)، وأنا تعبت طوال الأعوام الماضية، لذلك كنت على يقين من أن التوفيق سيكون من الله، لأنه يعلم مدى تعبي في سبيل تحقيق حلمي.• ما الذي كنت تردده قبل وخلال رفع الثقل؟- "يارب متضيعش تعبي، أنت عالم بحالي".• لكنك ظهرت مهزوزاً خلال المنافسات، ما حقيقة ذلك؟- أحلم بميدالية أولمبية منذ أعوام، فطبيعي جداً أن يكون عليّ ضغوط كثيرة، وخضت المنافسات بتركيز وإصرار على التتويج بميدالية لإهدائها إلى روح والدي، رحمة الله عليه، والذي ما زالت كلماته ترن في أذني، ولك أن تعلم أني تركت والدتي في العناية المركزة وحضرت إلى هنا لتحقيق حلمي وحلم أمي.• ما أبرز كلمات الوالد، رحمة الله عليه، لك؟- "تستطيع أن توصل صوتك للعالم عن طريق الرياضة، وتستطيع أن تعيش الحياة التي تحلم بها إن استطعت أن تفعل ما فعله الأساطير، عندما تؤمن بأنك تستطيع أن تكتب التاريخ بيديك وقتها ستعطيك الحياة فوق ما ترضى". هذه هي كلمات والدي لي منذ بداية ممارستي للرياضة، والتي من خلالها تغلبت بها على صعوبات الحياة وتحقيق حلم إحراز ميدالية أولمبية.تعب السنين
• هناك لقطة طريفة وأنت على منصة التتويج عندما رفعت يدك للحصول على الميدالية قبل تسليمها لك؟- "تعبت سنين، وإحساسي وأنا على المنصة مختلف جداً، كنت أشعر أني في حلم وخايف أصحى منه من غير الميدالية في إيدي".• "البوب" محمد إيهاب، كما تُحب أن تلقب، كيف وصلت إلى هذا الإنجاز؟- أنا حرمت نفسي من كل شيء منذ عامين، ولم أحضر أي مناسبة اجتماعية أو عائلية سواء كانت فرحاً أو عزاء، وكنت أمكث في البيت طويلاً مع التفرغ للتدريبات فقط، وحتى تعليماتي كانت بأن تكون الإجابة بأنني مشغول في حال السؤال عني من أي أحد، لدرجة أن كل من له علاقة بي في بلدي الفيوم، كان يرفض دعوتي في أية مناسبة تخصه، لأنه يعلم جيداً أني لن أحضر.• متى بدأت ممارسة رياضة رفع الأثقال؟- عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، وحققت وقتها المركز الأول في بطولة الجمهورية، لوزن 44 كغم، حققت 57 كغم خطف و70 كغم نتر، وتم اختياري بعد ذلك في مدرسة الموهوبين الرياضيين في مدينة نصر، وأشرف على تدريبي الكابتن "ماهر أمين"، رحمه الله، الذي ساندني وشجعني لثقته في قدرتي على الوصول لمراكز متقدمة.الحديد في دمي
• ما الذي دفعك لممارسة لعبة رفع الأثقال؟- لأني أعشقها، وحبي للحديد يجري في دمي، فوالدي كان بطلا دوليا في رفع الأثقال، ثم أصبح حكما ومدربا بعد ذلك، كما أن جميع إخوتي مارسوا هذه الرياضة، فأصبحت هذه اللعبة هي محور حياتنا، طوال اليوم نقضيه بالنادي، وحتى أحاديثنا العائلية كانت عن الحديد ورفع الأثقال، وهذه الرياضة بشكل عام مكلفة وشاقة للغاية، وترى ثمرة جهدك فيها بعد سنين، فهي تحتاج إلى صبر شديد وحب وإصرار لتنتظر حتى ترى نتيجة ما تفعله بعد سنوات.• من هو مثلك الأعلى في رفع الأثقال؟- هناك العديد من الأبطال العالميين أكن لهم الاحترام والتقدير، لكن البطل الإيراني "حسين رضا زاده" هو من أتمنى أن أسلك مسيرته، هذا اللاعب لم يهزم في حياته واعتزل وهو في قمة مجده، وما زالت الأرقام القياسية للوزن المفتوح مسجلة باسمه حتى الآن.إنجازات تاريخية
• ما أبرز إنجازات محمد إيهاب؟- حققت ثلاث ميداليات ذهب وزن 56 في الدورة العربية، والمركز الخامس على العالم للناشئين وزن 56، والثاني عالميا 2008 في كولومبيا وزن 62، والثالث على العالم 2009 وزن 62 في رومانيا، وأول إفريقيا – أوغندا – ناشئين وكبار، والمركز 12 عالميا 2009 بكوريا، وفي 2011 حققت المركز الرابع، في الدورة الأولمبية للجامعات، إلى جانب الحصول على مركز ثان عامي 2014 و2015.• ما أبرز الأزمات التي تواجه الرياضة في مصر بشكل عام؟- المشكلة الأكبر هي عدم التنسيق بين التعليم وممارسة الرياضة، حالفني الحظ ربما عند انضمامي لمدرسة الرياضيين الموهوبين، لكن في الحقيقة لا يوجد تنظيم حقيقي وفعلي بين الدراسة والرياضة، خاصة بالنسبة لرياضي محترف معظم وقته يكرسه للتمرين، وبالنسبة للطالب فهو أيضا يحتاج لتحصيل الدرجات، ويحتاج إلى مستوى تعليم عال ليحصل على الدعم الرياضي.فضل والدي
• من تدين له بالفضل فيما وصلت إليه؟- (باكياً) والدي، رحمة الله عليه، كنت أتمنى أن يكون موجوداً خلال هذه الأيام، لمشاركتي فرحتي أنا ووالدتي وإخوتي، لأنه كان يطلب مني ميدالية أولمبية، كما أني أدين بالفضل أيضا لمدرسة الموهوبين فهي ساهمت بشكل كبير في نجاحي، فهي تجمع بين الدراسة والرياضة في مرحلة مهمة وهي "الثانوية العامة".• كيف كانت استعداداتك لأولمبياد ريو دي جانيرو؟- الحمد لله، قمت بتحديد المنافسين وأرقامهم ومؤشرات تطورهم من السنوات الماضية حتى الآن، إضافة إلى معسكر في شرم الشيخ استمر لأسبوعين، ثم ثلاثة أسابيع في باكستان، والإمارات، إلى جانب التواجد في ريو دي جانيرو، قبل بدء هذا المحفل الدولي بفترة.• ما تقييمك لطريقة إعداد المتأهلين للأولمبياد؟ - في الحقيقة الدعم في هذه المرحلة لم أره من قبل، فالجميع يساندنا بكل ما أوتي من قوة من أجل تحقيق ميدالية في الأولمبياد، ولم يبخل أحد علينا، لكن في المجمل الإعداد لم يكن كافياً لإحراز ميداليات متنوعة حيث لم يتوفر لنا معسكرات خارجية متنوعة وطويلة.إعداد وتدريبات
• كيف واجهت أزمة القصور في الإعداد؟- "اللي عنده طموح ربنا بيساعده، التدريب الرسمي تحت إشراف الجهاز الفني للمنتخب مدته ساعتان في اليوم، لكن أنا بقضي معظم اليوم تدريبات بشكل شخصي، صدقني أنا معرفتش يعني إيه فرحة أعياد ومناسبات سعيدة طوال الفترة الماضية، حيث كنت أتدرب بشكل يومي وبعدد ساعات كبير حتى أتمكن من الصعود لمنصات التتويج".• ما المطلوب لزيادة مواهب رفع الأثقال في مصر؟- زيادة أماكن رعاية الموهوبين للحفاظ على المواهب، وترددت أخبار في الفترة الحالية أن مدرسة الموهوبين الرياضيين التي تخرجت فيها سيتم إغلاقها، وبدلاً من إنشاء أماكن رعاية جديدة الدولة تغلق المتاح بالفعل! وهذا غير منطقي وغير معقول، ويجب تطوير المنظومة بالكامل، فالخطأ ليس في المدرسة التي تعمل في الأساس على خدمة الرياضة والمواهب، وإنما الخطأ في الإدارة والتقييم.«تعرضت للظلم»
• كنت مرشحاً لميدالية في لندن 2012 لكنك اختفيت ما السبب؟- تعرضت للظلم قبل أولمبياد لندن 2012، وتم أخذ عينة مني من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات "النادو"، ليحدث خطأ إجرائي أنا متأكد منه، وصدر قرار من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لرفع الأثقال والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "الوادا"، بإيقافي لمدة عامين قبل الأولمبياد بـ4 أشهر، لتتحطم رغبتي في تحقيق ميدالية أولمبية في لندن.• كيف واجهت هذه الأزمة؟- قلت لك، أنا لدي طموح ليس له حدود، ودائم التوكل على الله، فأنا قررت وقتها الابتعاد لفترة حيث أكملت دراستي في كلية التربية الرياضية قسم تدريب رفع الأثقال، والحمد لله تخرجت فيها، وأديت فترة الخدمة العسكرية، وعدت بعد عامين للمنتخب الوطني لرفع الأثقال، فكانت محنة صعبة جداً شعرت خلالها بالظلم، لكن الله عز وجل وقف بجانبي ولم يتركني وحيداً.الجنسية القطرية
• ما حقيقة تلقيك عرضاً للتجنيس في قطر خلال هذه الفترة؟- نعم رفضت التجنيس، لسبب وحيد هو رغبتي في الشعور بنفس الإحساس الذي شعرته وعلم بلدي مرفوع في ريو دي جانيرو، وتمنيت كثيراً التتويج بميدالية أولمبية باسم بلدي، والحمد لله تحقق حلمي.• هل تتذكر أول مكافأة حصلت عليها؟- نعم، في بطولة الجمهورية تحت سن 14 عاماً، في طنطا عام 2002 وزن 44 كغم، وكانت 60 جنيها من الاتحاد، و185 جنيها من نادي مركز شباب المدينة بمنطقة الفيوم، وفي بطولة العالم للناشئين بدولة التشيك في 2007 حصلت على المركز الخامس في وزن 56 كغم، وحصلت على 3 آلاف جنيه.• ما تقييمك لمنظومة الرياضة المصرية بصفة عامة واتحاد رفع الأثقال بصفة خاصة؟- منظومة الرياضة المصرية، تمر بعدد من الأزمات والجميع يعلم الحلول، لكن الأهم من ذلك هو التنفيذ، وإذا عقدت مقارنة بين الأرقام المصرية والعالمية، فستعرف الفارق، وقارن أيضا بين مؤشر تطور الأرقام المصرية، وتطور الأرقام العالمية، ستعلم أن هناك تقصيرا كبيرا بين الرياضة في مصر، ويستلزم علينا وضع خطة والبدء في تنفيذها، حتى نتمكن من تقليل الفارق الشاسع بين الرياضة في مصر والرياضة العالمية.التصالح مع الذات
• البعض يرى أن لاعبي الفردي يشعرون بالظلم إذا تمت مقارنتهم بلاعبي كرة القدم؟- لكل شخص منا نصيب، وأعتقد أن هذه أرزاق يقسمها لنا الله عزوجل، وأنا متصالح مع ذاتي، وأحب رفع الأثقال لمرحلة العشق ولو عاد بي الزمن للوراء سأمارسها، لكن هناك نقطة على وزارة الرياضة الاهتمام بها، أن اللاعب عندما يصاب لا تجري متابعته والاهتمام به وخصوصاً في لعبة رفع الأثقال، "لما لاعب منا بتحدث له إصابة بيقعد في البيت!".• ما أصعب فترة مرت على محمد إيهاب خلال الفترة الماضية؟- وفاة والدي قبل خوض إحدى البطولات الدولية، ولكن والدتي وإخوتي وقفوا بجانبي، وأكملوا مسيرة الدعم المادي والمعنوي، رغم أننا أسرة متوسطة الحال، ولكنهم أرادوا لي أن أكمل حلمي حتى لا يكون مصيري كمصير إخوتي، وأستسلم للواقع الذي يفرض دائماً العقبات التي لا نهاية لها.• هل هناك صعوبات أخرى واجهتك؟- عدم وجود أخصائي تغذية أو أخصائي نفسي رياضي أو صيدلي، وعدم الحصول على المصروف الخاص أو حتى المكملات الغذائية، فقد كنت أتقاضى 1000 جنيه عام 2012، ونفس المبلغ عام 2014، وزاد بنسبة ضئيلة جداً خلال الأشهر الماضية.المدير الفني
• ما تقييمك للمدير الفني للمنتخب خالد قرني؟- الدكتور خالد قرني يبذل جهودا مضنية لتطوير أداء اللاعبين وتطوير السرعات والأرقام والصعود بمستوى اللاعبين بشكل تدريجي حتى وصل إلى أعلى مستوى مع بداية دورة الألعاب الأولمبية.• ما الذي يحتاج إليه محمد إيهاب من الدولة؟- أرجو أن تلقي وزارة الرياضة نظرة على صالة رفع الأثقال في الفيوم، ثاني أكبر صالة على مستوى الجمهورية، "بجد حرام الإهمال اللي فيها، فهي خرّجت أبطالاً، وفي النهاية سقفها يتساقط، أنا أطالب أيضاً بالتقدير والاهتمام وعدم التجاهل، لك أن تتخيل أني حصلت خلال الفترة من عام 2014 تاريخ عودتي من الإيقاف وحتى الآن، 85 ألف جنيه هي قيمة مكافآت حصولي على فضيتين وبرونزية، حصلت عليها في كأس العالم بكازاخستان 2014 في وزن 69 كغم الذي كنت ألعب فيه منذ عامين.• ألا ترى أن هذا الكلام غير منطقي وفيه مبالغة؟- قسماً بالله أنا لا أكذب، الدولة منحتني 85 ألف جنيه بعد خصم الضرائب لـ3 ميداليات، والمفاجأة الأكبر من ذلك هي عدم حصولي على مكافآت فضية كأس العالم للكبار 2015 بأميركا في وزن 77 كغم، بل الأسوأ من ذلك أني شاركت في إحدى البطولات العربية التي أقيمت في شرم الشيخ خلال الفترة الماضية وحققت ميداليات متنوعة ورفضت وزارة الرياضة منحي أية مكافآت مالية، بحجة أن اللائحة تنص على مشاركة 8 لاعبين معي في نفس الوزن.• كيف تغلبت على ذلك؟- أنا صرفت على نفسي، ووالدتي وإخوتي تحملوا معي الكثير والكثير، ولم أظهر في وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية للشكوى، خوفاً من أقل رد: "يا عم ركز الأول وهات ميدالية، أنت عملت إيه لمصر عشان تشتكي؟".المعادلة الصعبة
• لكنها معادلة صعبة في ظل ارتباطك بمسؤوليات البيت والمعيشة... فما تعليقك؟- تخيل، أنا لم أفكر في الزواج بسبب إن مش عارف هاصرف منين؟ على البيت والا الإعداد للأولمبياد حتى أحقق حلمي بالتتويج بميدالية الأولمبية؟! "زواج يعني زوجة لها حقوق، وأنا مش معايا فلوس أصرف عليها وعلى التدريبات"، لذلك رميت كل شيء وراء ظهري وأوقفت كل العلاقات التي تشتت طريقي للوصول لحلمي، وتفرغت تماماً لحلم والدي الذي زرعه بداخلي منذ 18 عاماً.• في النهاية، هل تود إضافة شيء؟- أمنيتي الحصول على شقة لكي أتزوج فيها، في ظل مسؤوليات الحياة الصعبة، وشكراً لكل من وقف بجانبي خلال مشواري نحو تحقيق الحلم، وأيضاً شكراً لكل من وقفوا ضدي، كان لهم أثر كبير في زيادة الطموح بداخلي.
الألعاب الفردية في مصر مليئة بالأبطال لكن تحتاج إلى الدعم الحقيقي
وفاة والدي من أصعب لحظات حياتي ولن أنسى نصائحه لي
تعرضت للظلم قبل أولمبياد لندن... وأنصفني ربي في البرازيل
البطل الإيراني حسين رضا زاده مثلي الأعلى
وفاة والدي من أصعب لحظات حياتي ولن أنسى نصائحه لي
تعرضت للظلم قبل أولمبياد لندن... وأنصفني ربي في البرازيل
البطل الإيراني حسين رضا زاده مثلي الأعلى