أصبح البريطاني أندي موراي، المصنف ثانيا، أول لاعب يحتفظ بذهبية مسابقة كرة المضرب لفردي الرجال في تاريخ الألعاب الاولمبية، بفوزه في النهائي على الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، بعد مباراة ماراثونية نارية 7-5 و4-6 و6-2 و7-5 امس الأول في اولمبياد ريو.

ولم يكتف موراي بأن يكون أول لاعب يحتفظ باللقب، بل هو اول من يتوج بذهبية الفردي مرتين سواء لدى الرجال أو السيدات .

Ad

"كانت أياما عشرة عاطفية. كنت فخورا بحمل العلم في حفل الافتتاح، والفوز بالذهبية مجددا يتوج 10 ايام مذهلة بالنسبة لي"، هذا ما قاله موراي بعد المباراة التي احتاج فيها الى 4 ساعات ودقيقتين ليحسم مواجهته مع دل بوترو، متجنبا ان يكون ضحية كبرى اخرى للاعب الأرجنتيني الذي اطاح بالصربي نوفاك ديوكوفيتش من الدور الاول، ثم الاسباني رافايل نادال من الدور نصف النهائي.

مباراة طويلة وعصيبة

وعزز موراي، الذي كان يواجه دل بوترو للمرة الاولى منذ ربع نهائي "انديان ويلز" عام 2013، حين خسر امام الارجنتيني للمرة الثانية في 7 مواجهات، رصيد بريطانيا في الفردي الى 5 ذهبيات (تتصدر أصلا جدول الذهبيات أمام الولايات المتحدة التي تملك ثلاثا)، مضيفا اللقب الأولمبي الغالي إلى لقب بطولة ويمبلدون التي توج به قبل أسابيع معدودة للمرة الثانية.

والانتصارات هذا العام تعني لموراي أكثر من انتصاراته السابقة "لأنني اختبرت الكثير من الهزائم القاسية في الأعوام القليلة الماضية. خسرت بعض المباريات النهائية في بطولات الغراند سلام"، في اشارة الى عدم وجوده على منصة التتويج في البطولات الاربع الكبرى منذ ويمبلدون 2013، وخسارته نهائي أستراليا المفتوحة عامي 2015 و2016 وفرنسا المفتوحة هذا العام ايضا، قبل ان يتوج قبل اسابيع بلقب ويمبلدون على حساب الكندي ميلوس راونيتش.

وواصل اللاعب الاسكتلندي، الذي بدا متأثرا جدا بعد المباراة لكن ليس بقدر دل بوترو: "لكني تمكنت من الفوز ببعض الاحداث الكبرى، وهذا الامر عنى لي الكثير. كانت مباراة اليوم طويلة، عصيبة ومتعبة ونجحت في تخطيها".

وسيكتفي دل بوترو، الذي اظهر في ريو شيئا من المستوى الذي سمح له في 2009 بإحراز لقب بطولة فلاشينغ ميدوز قبل ان تلاحقه لعنة الاصابات، بشرف ان يكون اول لاعب من بلاده ينال فضية فردي الرجال.

كما أصبح دل بوترو، الذي بكى طويلا بعد مباراة طويلة ومرهقة شبيهة بمباريات كأس ديفيس، في ظل تشجيع الحشد الجماهيري الارجنتيني الكبير، ثاني لاعب من بلاده يخوض نهائي مسابقات كرة المضرب في الالعاب الاولمبية بعد غابرييلا ساباتيني، التي خسرت فردي السيدات عام 1988 على يد الالمانية شتيفي غراف.

وتحدث موراي عن دل بوترو قائلا: "ان يعود بعد ان عانى من نفس المشاكل (الاصابات) مرة بعد اخرى، ليلعب بأعلى المستويات ضد افضل لاعبي العالم، فهذا إنجاز كبير بالنسبة له ويجب الاشادة به. يجب ان يكون فخورا جدا بالجهود التي يبذلها". واعترف دل بوترو بعد المباراة "لم اكن اتوقع ان احقق هذه النتائح. عندما رأيت القرعة واكتشفت ان منافسي الاول سيكون نوفاك ديوكوفيتش، قلت لنفسي حسنا، ستكون دورة قصيرة جدا بالنسبة لي، لكن في نهاية اليوم شرف كبير بالنسبة لي ان اواجه اللاعب الاول في العالم".

وعن شعوره بهذه المشاركة، قال: "بعد هذا الاسبوع، بالطريقة التي حصلت بها الامور مع الناس، الاحاسيس التي شعرت بها، انا لم اختبر شيئا جميلا بهذا القدر طوال مسيرتي. كل رياضي سيعطي ما لديه هنا، وان اضعها (الميدالية) حول عنقي فهذا حلم كل رياضي. وان تحظى بفرصة حمل اثنتين فهذا اكثر من الحلم".

وخلف الياباني كي نيشيكوري المصنف رابعا دل بوترو في وضع البرونزية حول عنقه، بعدما تغلب ايضا على نادال 6-2 و6-7 (1-7) و6-3، مانحا بلاده ميداليتها الاولى في الفردي.