«لبنان في عيون مصرية»...
لوحات تتفاعل مع البيئة والآثار وتدعو إلى تقارب ثقافي
تحت عنوان {لبنان في عيون مصرية} وبدعوة من جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، زار وفد يضم تشكيليين مصريين لبنان، وجالوا في مدن: صور وصيدا وبعلبك وطرابلس وجبيل وعاليه وبيروت، ورسموا كل على طريقته مشاهداتهم وانطباعاتهم حول المعالم الطبيعية والأثرية فيها، وتوّجت الزيارة بمعرض نظمته الجمعية في مركزها في منطقة فردان ببيروت، على أن ينتقل فيما بعد إلى مصر.
ضمّ وفد التشكليين المصريين إلى لبنان الدكاترة: أحمد شيحا، حسن عبد الفتاح (مؤسس كلية الأقصر للفنون الجميلة في مصر)، ابراهيم غزالي، أيمن هلا، وعلاء عوض. ويتميّز هؤلاء بأن أعمالهم أحدثت نقلة نوعية في الفن التشكيلي المصري.تندرج هذه الزيارة ضمن تفعيل التعاون الثقافي الإيجابي والحقيقي بين لبنان ومصر، بما يعود بالنفع على الشعبين اللبناني والمصري، ذلك من خلال عقد لقاءات مع التشكيليين اللبنانيين، على حد تعبير رئيس وفد الفنانين المصريين الدكتور أحمد شيحا.
جولات ولوحات
في مدينة الشمس بعلبك، أمضى الرسامون التشكيليون المصريون يومين، جالوا خلالهما في قلعتها ورسموا معبدي جوبيتير وباخوس، وفي صيدا استوقفتهم القلعة البحرية فرسموها، كذلك أمضوا في صور يومين رسموا خلالهما معالمها التاريخية، وانتقلوا إلى طرابلس ومنها إلى عاليه وبيروت. كانت {جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت} شاركت في سمبوزيوم دولي في الأقصر، وهناك انبثقت فكرة إقامة تبادل ثقافي بين الفنانين في البلدين، وتشير رئيسة الجمعية د. ديما رعد، في هذا السياق، إلى أن الفنانين اللبنانيين تفاعلوا مع الناس هناك، في سياق تبادل ثقافي معبّر، عكس حالة مميزة من الحوار الثقافي الاجتماعي المبدع، وأن الزيارة هي الأولى في إطار برنامج {لبنان بعيون مصرية}، وستليها زيارات لرسامين لبنانيين إلى مصر.تفاعل الفنانون المصريون مع المواقع الأثرية التي زاروها لا سيما بعلبك، وتوقفوا عند أهميتها معتبرين أنها لا تقل ّعن الآثار المصرية، كذلك توقفوا عند نواحي الحياة في لبنان، ومدى التشابه بين الشعبين اللبناني والمصري من ناحية حب الحياة والتمتع بقيم التسامح، رغم الظروف الصعبة، واستفزتهم الطبيعة الساحرة على رسمها، ما ولّد لديهم يقيناً بضرورة التقارب بين الفنانين في المجتمعات العربية لتحصينها ضد الإرهاب والتطرف.لوحات مضيئة
في ختام الزيارة، نظمت {جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت}، معرضاً ضمّ نحو أربعين لوحة أكريليك وأكواريل (مائية) رسمها الفنانون المصريون خلال زيارتهم لبنان، عكست رؤيتهم للمواقع الأثرية والتاريخية في المدن اللبنانية التي زاروها وأقاموا فيها وتعايشوا مع اهلها بدءاً من صور وصيدا وبعلبك وجبيل وصولاً الى طرابلس والمينا، على أن ينتقل من ثم إلى مصر.افتتح السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد المعرض، ونوه في كلمته بمبادرة {جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت} إلى استضافة فنانين مصريين بهدف توثيق التعاون بين الفنانين التشكيليين في كلا البلدين، لا سيما أن التعاون قائم منذ زمن على الصعد المختلفة، معرباً عن أمله في أن يكون المعرض بداية سلسلة لقاءات مستقبلية لبناء جسر تعاون حضاري وتبادل ثقافي يعود بالمنفعة على الجميع.بدروها، أكدت د. ديما رعد أن الفنانين المصريين رسموا ليس بريشتهم فحسب بل بروحهم وشفافيتهم وإحساسهم الراقي ومصداقيتهم الفنية، مشيرة الى أن الهدف من هذا النشاط نقل حضارتنا من خلال الفن الى مصر مهد الحضارات القديمة.أما رئيس الوفد المصري الدكتور أحمد شيحا فعبّر عن شكره وامتنانه باسمه وباسم الوفد المشارك لدعوة رئيسة الجمعية لهم، واصفاً الحدث بالتجربة الإنسانية والاجتماعية والحضارية التي خبروها لمدة أسبوع في أجمل المواقع للمدن اللبنانية، وقال: {ليس هذا بغريب على لبنان البلد الذي يعشق التنوع الثقافي والحضاري، وتميز أبناؤه بتمسكهم بإرادة الحياة} .تمنى شيحا تكرار هذا النوع من الأنشطة مثمناً قرار رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان تنظيم {سمبوزيوم بعلبك الدولي للرسم والنحت} في 2017.وفي ختام الحفلة، قدمت {جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت} دروعاً تقديرية إلى الفنانين المصريين.«مصر في عيون لبنانية»
في خطوة موازية لبرنامج «لبنان في عيون مصرية»، ستتم دعوة رسامين لبنانيين لرسم مصر بعيون لبنانية، لا سيما النيل والأقصر والأهرامات والحارات الشعبية في القاهرة، بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
ديما رعد: الفنانون المصريون لم يرسموا بريشتهم فحسب بل بروحهم أيضاً
الزيارة هي الأولى في إطار برنامج {لبنان في عيون مصرية} وستليها زيارات لرسامين لبنانيين إلى مصر
الزيارة هي الأولى في إطار برنامج {لبنان في عيون مصرية} وستليها زيارات لرسامين لبنانيين إلى مصر