ديوان إسماعيل صبري باشا

إعادة إحياء المدرسة الوجدانية في الشعر العربي

نشر في 16-08-2016
آخر تحديث 16-08-2016 | 00:00
No Image Caption
بعد أكثر من 78 عاماً على صدور طبعته الأولى، أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة ديوان الشعر العربي، إصدار «ديوان إسماعيل صبري باشا» من تقديم السماح عبدالله.
صدر «ديوان إسماعيل صبري باشا» في طبعته الأولى عام 1938 عن مطبعة «لجنة التأليف والترجمة والنشر»، جمعه صاحب العزة حسن رفعت بك، المستشار في محكمة الاستئناف سابقاً، وصحّحه أحمد أمين وضبطه وشرحه ورتبه.

يتضمن «ديوان إسماعيل صبري باشا» مقدمة كتبها بنفسه جاء فيها: «أين «صبري» من يذكر اليوم «صبري».. بعد أعوام عزلة وشهور، اسألوا الشعر فهو أعلم هلا.. أكلته الأسماك طي بحور».

هكذا كتب إسماعيل باشا صبري عن نفسه وهكذا صارت حاله بعد عقود طويلة، حتى كاد قراء الشعر لا يعرفون عنه غير اسمه الذي يذكر دائماً إذا ما ذكرت أسماء شعراء حركة إحياء الشعر العربي.

يرتبط اسم إسماعيل باشا صبري بحركة النهضة الشعرية التي أحيت القصيدة العربية بعد فترة الموات الطويلة، منذ نهايات العصر العباسي ومروراً بالمملوكي والعثماني.

تولى إسماعيل باشا صبري مناصب كبرى وتدرّج في مناصب قضائية مختلفة، ويذكر له التاريخ مواقف وطنية أبرزها اعتزاله العمل القضائي، اعتراضاً منه على محاكمة دنشواي.

سيرة

ولد إسماعيل صبري باشا في مدينة القاهرة عام 1854، تلقى دروسه الثانوية في مدارس مصرية، ونال شهادة الليسانس في الحقوق في كلية مدينة إكس في فرنسا عام 1878، حيث وصلها مع إحدى البعثات الفرنسية. ولما عاد إلى مصر تنقل في مناصب القضاء والإدارة، فشغل وظائف القضائيين بما كان يعرف بالأهلية، أي في الخلافات بين السكان والمواطنين المصريين والمختلط، التي كانت بين السكان والأجانب، كذلك عين رئيساً لمحكمة الإسكندرية الأهلية، ثم محافظاً على الإسكندرية، ثم وكيلاً لوزارة العدل «الحقانية»، ولما بلغ الستين أحيل إلى التقاعد ففتح داره التي صارت منتدى الشعراء والأدباء.

أجمع كثر من نقاد عصره على أن شعره تميّز بسمو الخيال وحب الفن والجمال وخفة الروح ورقة التسبيب. له مقطوعات قصيرة وقصائد طويلة، وكان شعره رقيقاً ناعماً يحفل بالموسيقى والذوق، وليس شاعر القوة، وكان أستاذ الشعراء وشيخهم في الصناعة ومراعاة الدقة في الربط بين المعنى وبين النفس، ويمتاز شعره بعاطفته القومية الصادقة، وهذه العاطفة متجلية في غزله الرقيق الفاتن. في شعره كذلك مسحة ترف حضري ولين وجلاء، وكانت ألفاظه سهلة، ولكن تحضن معاني كثيرة جليلة.

له قصائد في المديح والتهاني والتقاريض والهجاء والوصف والاجتماعات والسياسات والإلهيات والمراثي والأناشيد. كذلك كان وطنياً ومثالياً، فمثلاً لم يزر أي إنكليزي قط، وكانت له في السياسة مواقف مشرفة مثل وقعة حادثة دنشواي المؤلمة فنظم فيها قصيدة عامرة.

كان نثره أشد تأثيراً في النفس وأثبت أثراً، وقد نظم الشعر الغنائي والأدوار والمواويل، تُوفّي عام 1923، وأقيم له حفل تأبين تبارى فيه الشعراء والخطباء لمواقفه النزيهة.

من أشعاره

أقصر فؤادي فما الذكرى بنافعة

ولا بشافعة في ردّ ما كانا

سلا الفؤاد الذي شاطرته زمناً

حمل الصبابة فأخفق وحدك الآنا

***

يا سرحة بجوار الماء ناضرة

سقاك دمعي إن لم يوف ساقيك

عار عليك وهذا الظل منتشر

فتك الهجير بمثلي في نواحيك

اسم إسماعيل باشا صبري يرتبط بحركة النهضة الشعرية التي أحيت القصيدة العربية
back to top