رفض الإعلامي والمؤلف الدرامي محمد الغيطي فكرة ورش كتابة المسلسلات، مؤكداً أنها أصبحت «فضيحة»، على حد قوله، وأشار إلى أن بعض الكتّاب يدشنّها للاستفادة من الشباب وأفكارهم الجديدة.الغيطي الذي أكّد أن الكتّاب يحصدون مبالغ مالية كبيرة من خلال الورش، أوضح في المقابل أن الشباب يتلقون مبالغ زهيدة نظير نصوصهم وجهدهم. وتابع: «بدأت الورش في الدول الغربية منذ سنوات طويلة لكتابة الأعمال الدرامية المتخصصة، كالأفلام الضخمة حول الفضاء أو اختراع معين أو أحد الأمراض المنتشرة»، وهي نوعية من الدراما تحتاج إلى كتّاب علميين متخصصين».
وشدّد الغيطي على أنه عقب ثورة 25 يناير تمّ تهميش معظم كتّاب الدراما الكبار، وأبرزهم يسري الجندي، ومصطفى محرم، ووحيد حامد، موضحاً أن الجيل التالي لهؤلاء هُمِّش أيضاً، وقال: «تهميشنا واللجوء إلى الكتاب الجدد الذين يستعينون بالورش سيؤديان إلى كارثة كبرى ستشهدها الدراما خلال السنوات المقبلة».في السياق نفسه، رأى الكاتب الكبير مصطفى محرم أن هذه الورش لم ولن تقدّم دراما جيدة ننافس من خلالها المسلسلات العربية الأخرى والتركية، مشيراً إلى أنها «تضمّ مجموعة من المبتدئين يشرف عليهم من هو أقل منهم خبرة، وأن غالبية نصوص هذه الورش أفكار مسروقة من أعمال أجنبية يحوّلها الشباب ويمصرونها لتتناسب معنا، وهو أمر لا يليق بنا، بل يجب أن تكون لدينا أفكارنا الخاصة كمجتمع».وأوضح محرم أن الأمر وصل إلى أن باستطاعة أي شخص إنشاء ورشة كتابة من دون مراعاة الأصول العلمية والأدبية فيها، مشيراً إلى أن في الولايات المتحدة الأميركية ورش كتابة لكنها مبنية على أسس واضحة ومعلومة للجميع، فتضمّ مجموعة من المؤلفين الشباب يحصل كل منهم على راتب شهري وعندما ينتهون من الكتابة يُعرض العمل على أحد الكتاب الكبار لإجازته والإفصاح عن رؤيته.
الرأي الآخر
في المقابل، دافع الكاتب عمرو سمير عاطف عن فكرة ورش الكتابة مؤكداً أن ثمة نوعية من الأعمال لا يمكن كتابتها من دون ورشة مثل مسلسلات الـ{سيت كوم»، وأوضح أن الأزمة الكبرى تكمن في أن يستعين بعض المؤلفين بورش كتابة من دون الإفصاح عن ذلك، وقال: «ليست الاستعانة بالورش بأمر معيب».وأوضح عاطف أن تدشين ورش الكتابة ليس عيباً ولا يجب على أي مؤلف أن يعتبر ذلك سراً حربياً، لافتاً إلى أن مسلسله «شهادة ميلاد» كان نتيجة ورشة كتابة ضمّت مؤلفين: «كنت أضع لهما الخطوط الأساسية للعمل ونتفق على الأفكار، ثم يعدلان بعض الأحداث»، مضيفاً: «حتى أنهما كتبا حلقات كاملة».السيناريست مريم نعوم رأت أن «ورش السيناريو» ظاهرة إيجابية تشهدها الدراما، مؤكدة أن أعمالاً عدة شاهدها الجمهور ولاقت نجاحاً كبيراً كانت من تأليف ورش سيناريو، وشددت على أن الأخيرة ليست صيحة جديدة بل تعتمد عليها المسلسلات التي تحتاج إلى جهد كبير ومراجعات لتظهر في أفضل صورة.وقالت نعوم صاحبة ورشة «سرد»: «تؤثر الكتابة الجماعية إيجاباً في العمل الفني، إذ يعرض كل فرد في المجموعة رؤية معينة لنختار في النهاية الأفضل من كل فكرة ونصل من ثم إلى شكل العمل الفني النهائي، خصوصاً أن ثمة أعمالاً مهمة لا يمكن أن يكتبها مؤلف واحد، لا سيما في حال ضرورة إنجازها في مدة زمنية ضيقة، مضيفة: «لن أمانع كتابة «عمر» بمفردي إذا كان لدي وقت».من جانبها، قالت الناقدة ماجدة خيرالله إنه لا يمكن أن نأخذ حكماً مطلقاً على الورش، مشيرة إلى أن لكل عمل خصوصيته، علماً أن غالبية المسلسلات المكتوبة عن طريق الورش لا تأتي جيدة أو متماسكة، لا سيما أنها تُكتب في النهاية باسم المؤلف الذي تعاقد عليها فيما تغيب أسماء المؤلفين الشباب الذين اجتهدوا خلال الورشة.وأوضحت أن المؤلفين الشباب لا يستفيدون من الورش، مشيرة إلى أن من يريد أن يتعلّم عليه أن يقرأ سيناريوهات لأعمال قديمة للاستفادة منها، وذلك أفضل له من المشاركة في هذه الورش المزعومة.مستوى متدنً
رأى الكاتب الدرامي عاطف بشاي أن ورش الكتابة مسؤولة مباشرة عن الدراما المصرية، مشيراً إلى أنها تدلّ على ضعف موهبة الكاتب الرئيس وقدرته، فهو عليه أن يكون فناناً ومبدعاً وليس «حرفياً» أو «مهنياً»، مشدداً على أن مشاركة أكثر من شخص في كتابة سيناريو أدّت إلى غياب الإبداع وعدم ضبط الإيقاع، وأن مسلسلات كثيرة مكتوبة عن طريق الورش تتضمن أخطاء لا تحصى.