كيف تحمّست للمشاركة في إنتاج «اشتباك»؟

جاءت الفكرة من أحاديث متكررة بيني وبين محمد دياب عن رغبتنا في التعاون معاً. أرسل لي فكرة الفيلم وأعجبتني عندما قرأت السيناريو في نسخته الأولى وأخبرني أنه متعاقد مع معز مسعود، وسألني ما إذا كان لديَّ مانع في ذلك. ذهبت للقاء معز فعلاً، خصوصاً أنه شخص محترم وله علاقة ممتدة مع دياب وبدأنا بتقسيم الأدوار خلال الإنتاج، فتوليت مسؤولية البحث عن شريك أجنبي لنضمن توزيعاً واسعاً للفيلم وميزانية تؤمّن خروجه بطريقة جيدة، وهو ما نجحنا فيه.

Ad

ألم تقلق من أن يؤدي وجود معز إلى تصنيف الفيلم سياسياً؟

من يتحمّس لتقديم عمل مثل «اشتباك» لا يجب أن يفكّر في المخاوف لكونه فيلماً شائكاً من بدايته حتى نهايته، ومعز مسعود داعية إسلامي ومفكر وباحث ديني، وهو ما لا يتعارض مع طبيعة دخوله في الفيلم كمنتج، لأن للمجالين الرسالة نفسها في القيم الإنسانية، لذا لم أجد مشكلة في الأمر، وأشير هنا إلى اتفاق من البداية على عدم الإعلان عن تعاونه معنا في الإنتاج إلا بعد الانتهاء من الفيلم بشكل كامل.

لماذا؟

ربما كي لا يحصل الفيلم على تصنيف مسبق قبل بداية تصويره يكون مخالفاً للواقع، واحترمت وجهة نظره ورأيه في هذا الأمر.

كلّف الفيلم 13 مليون جنيه، فهل تتوقّع أن يستعيدها من إيراداته في دور العرض؟

بالتأكيد لا، لكننا نطمح إلى تحقيق أكبر إيرادات من الدور في مصر. ثمة تسويق خارجي وبيع للمحطات الفضائية وغيرهما من أوجه أخرى تعوّض الإنفاق الضخم على العمل، فغالبية الميزانية أنفقت على التجهيزات لا الأجور، فقد تقاضى الممثلون أقل من أجورهم لتحمسهم لفكرة الفيلم.

أزمات

هل أثّرت الأزمات مع الرقابة على عرض الفيلم؟

لم تكن أزمة بالمعنى المفهوم. طلبت الرقابة وضع جملة في بداية الفيلم تؤكد على ثورة 30 يونيو، وهو ما نفذناه، إذ وجدنا أنها تعبّر عما أضفناه إلى نسخة مهرجان «كان» حول الفترة التي سبقت وقائع الفيلم لتعريف المشاهدين بالحوادث السياسية في مصر آنذاك.

ما صحة استبدال هند صبري بنيللي كريم في البطولة؟

كانت نيللي كريم من أوائل المرشحات للعمل وتحمست له بشدة، لكن شعرنا بقلق مع قرب التصوير بأنها ربما تكون منشغلة بمشروعها الدرامي، وبعد ذلك توقفنا لفترة، وعندما كان لديها وقت لمشاركتنا انطلقنا بالعمل، فقدمت دوراً مميزاً وحافظت على إيقاعها فيه بصورة تؤكد أنها ممثلة مخضرمة.

هل ثمة فنانون اعتذروا عن العمل؟

لا أنكر أن جمع عدد من الفنانين طوال فترة التصوير داخل المكان نفسه مع إلزامهم بعبارات محدودة يتحدثون بها أمر صعب، خصوصاً أن التحضيرات استمرت فترة طويلة للغاية. أما الاعتذارات التي جاءت لأسباب سياسية فلم تخرج عن اثنين شعرا بقلق من الجدل الذي سيصاحب الفيلم، وتفهمت موقفهما.

هل وجدت مساعدة من وزارة الداخلية في تصوير الفيلم؟

ساعدتنا الداخلية المصرية في الانتهاء من استخراج تصاريح التصوير في الشارع، بالإضافة إلى تأمين أماكن التصوير، لكن سيارات الشرطة وغيرها لم تكن من الوزارة ورغم ذلك لم تواجهنا أية إعاقة في العمل.

لماذا فضلت طرح «اشتباك» في المهرجانات؟

لم يُعرض «اشتباك» قبل انطلاقه تجارياً سوى في «كان»، ولأن مشاركة الأفلام المصرية في هذا المهرجان قليلة، كانت هذه الفرصة جيدة للغاية تستحق تأجيل العرض التجاري لأجلها. وأشير إلى أن الفيلم سيشارك في مهرجانات أخرى خلال الفترة المقبلة.

ما سبب طرح الفيلم في هذا التوقيت؟

التوقيت فرضته طبيعة «اشتباك»، فهو ليس فيلم عيد وموعد عرضه في مهرجان «كان» لم يكن يسمح لنا بطرحه تجارياً قبل رمضان، إذ كان يتبقى أقل من أسبوعين على الشهر الفضيل، ولم يكن ممكناً الانتظار حتى إجازة نصف العام لطرحه لأن الجمهور لن يتذكر ما أثير عن الفيلم في «كان»، لذا فضلنا عرضه خلال الفترة الراهنة. صحيح أننا واجهنا في منافسة مع أفلام عدة، خصوصاً الأجنبية، إلا أن هذا الوقت كان الأكثر مناسبة إنتاجياً، لا سيما أن الأفلام المصرية التي عُرضت في التوقيت نفسه لم تُتوقع لها إيرادات كبيرة.

ما أصعب المشاهد بالنسبة إليك كمنتج؟

مشهد الاشتباكات في منطقة كوبري المريوطية، فقد كلفت الصواريخ والشماريخ والليزر التي تم إطلاقها لإضفاء المصداقية عليه أكثر من مئة ألف جنيه، بخلاف الاستعانة بأكثر من 600 كومبارس وسيارات كثيرة، ليشعر المشاهد بأنه أمام اشتباك حقيقي.

هل انتهت مشكلتك مع أحمد الفيشاوي حول فيلم «الشيخ جاكسون»؟

لم تكن مشكلة الفيشاوي معي، ولكن مع المخرج عمرو سلامة وجمعتهما جلسة عمل اتفقا خلالها على نسيان ما حدث واستكمال التعاون، وسنبدأ بالتصوير خلال شهر أكتوبر المقبل.

وجديدك؟

لديَّ مشروعان سينمائيان، يضمّ الأول مجموعة وجوه جديدة وقد شاركت في إنتاجه بعد الانتهاء من التصوير، وهو تجربة شبابية جيدة للغاية، بالإضافة إلى «علي معزه وإبراهيم» مع المخرج شريف البنداري، وهو فيلم مهم ومميز للغاية.