بدأت فصائل المعارضة السورية مرحلة رابعة من معركة السيطرة على مدينة حلب بالكامل، بهجوم واسع على عدة مواقع لقوات النظام أبرزها محور جمعية الزهراء بهدف السيطرة على المخابرات الجوية، وكتيبة الزهراء المدفعية.

ودشنت الفصائل عمليات المرحلة الرابعة بتفجير سيارة مفخخة مسيرة عن بُعد أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير مدفع عيار 37 فيما دمر مدفع 23 ملم في قلب مدفعية الزهراء.

Ad

وفي تطور أتاح لها تأمين طريق الراموسة الممتد على مسافة أكثر من 3 كيلومترات، سيطرت المعارضة على معظم مصنع الأسمنت الواقع عند أطراف منطقة الشيخ سعيد، قبل أن تعيد انتشارها وتنفذ انسحاباً تكتيكياً.

وأكدت "جبهة فتح الشام" - غرفة عمليات "جيش الفتح"، مقتل قيادي كبير في صفوف ميليشيا "حزب الله" اللبناني، خلال معارك مصنع الأسمنت وفقدان قيادته الاتصال مع مجموعة أخرى على جبهات حلب المشتعلة.

وتأتي المرحلة الرابعة من معارك حلب بعد مراحل ثلاث بدأت بداية الشهر الجاري، تم خلالها كسر الحصار عن الأحياء الشرقية والسيطرة على مواقع عسكرية مهمة جنوب المدينة وغربها، ومنها كلية المدفعية، وتطويق على الأحياء الغربية الموالية للنظام.

تفجير «أطمة»

وعلى الحدود التركية، تلقت المعارضة ضربة موجعة خسرت فيها أكثر من 35 مقاتلاً بتفجير انتحاري داخل حافلة عند مدخل معسكر "أطمة" للاجئين قرب المعبر الحدودي، فيما نجح مقاتلو الجيش الحر في قتل انتحاريين آخرين.

وأكد ناشطون أن معظم ضحايا التفجير، الذي هز مدينة الريحانية التركية المقابلة، ينتمون إلى فصائل تدير المعبر الحدودي الإنساني، وأهمها "فيلق الشام" و"صقور الجبل" و"لواء الحمزة".

وفيما أفاد مراسل "العربية" بأن التفجير استهدف تجمعاً ضم نحو 600 مقاتل كانوا يستعدون للانطلاق نحو مناطق ريف حلب الشمالي، اتهمت أوساط المعارضة تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الهجوم وتوعد ائتلاف المعارضة برد حازم.

قتل السوريين

وقال الائتلاف، في بيان، إن "الإرهاب استهدف معبراً لإدخال المواد الإنسانية من تركيا إلى الداخل السوري، ما يؤكد صلة هؤلاء المجرمين بنظام الأسد وحلفائه وتبادل الأدوار بينهم في قتل السوريين بشتى الطرق والوسائل".

بدوره، أكد حاكم ولاية هطاي التركية أرجان توباجا أن المنفذ قد يكون استخدم في عمليته حقيبة شخصية كان يحملها عند تسلله إلى المكان، مستدركاً بأن تركيا بصدد إقامة اتصال مع الطرف الآخر للحصول على معلومات.

تصفية أميركيين

إلى ذلك، أفادت وكالة "أعماق" المقربة من "داعش" أمس، عن مقتل 41 عنصراً من الوحدات الكردية والقوات الأميركية يوم الأربعاء الماضي في هجوم انتحاري نفذه سبعة من عناصر التنظيم على مواقعها في مساكن سد تشرين شرق حلب شديدة التحصين.

وفي الحسكة، أبرم حزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) الكردي يوم السبت صفقة تبادل مع قوات النظام، للإفراج عن معتقلين مدنيين أكراد وعرب اعتقلهما الطرفان تعسفياً بعد مقتل عنصر بميليشيا "الدفاع الوطني" على يد مقاتل كردي إثر ملاسنة كلامية قبل أسبوع، وجرت اعتقالات على الهوية في المدينة.

معركة الغوطة

وبعد ساعات من إعلانه انطلاق عمليات معركة "ذات الرقاع 3" على تخوم دمشق، أعلن "جيش الإسلام" ليل الأحد- الاثنين سيطرته على منطقة مدارس حوش نصري والمزارع المحيطة شرق مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، موضحاً أن الهدف الرئيس من العملية الجدية هو قطع خطوط إمداد قوات النظام عن مواقعها في القرية التي سيطرت عليها قبل أسبوع.

اغتيال صبوح

وفي طرطوس، شيّع النظام أمس الأول اللواء في الحرس الجمهوري علي خضر صبوح، الذي تم اغتياله صباحاً في محافظة السويداء، في عملية أصابت أنصار النظام بالصدمة والذهول لعلاقته بالأسد وولائه منقطع النظير له، بحسب الصفحات الموالية، التي أوضحت أنه من مرتبات الفرقة 15 قوات خاصة، ومن أبناء بلدة المشرفة في ريف طرطوس.

وتبنى جيش "أحرار عشائر الجنوب"، موضحاً أنه رصد صبوح على مدار 10 أيام ونصب كميناً له ما بين بلدتي عريقة والخرسا بالسويداء، حيث كان يستقل سيارته العسكرية، التي تقله إلى ريف السويداء الغربي، مشيراً إلى إصابة عدد من حراسته في العملية.

منبج وتركيا

وبينما توقع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات، بعد أن استعادت مع قوات أخرى مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على بلدة منبج من قبضة "داعش"، أعلن "المجلس العسكري" التابع لتحالف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أمس، تسليم المدينة لإدارة مدنية.

ودعا المجلس، في بيان مصور، "جميع الوطنيين إلى المشاركة في ذلك وسنقدم لهم في هذا الإطار كل ما يمكننا تقديمه من دعم ومساندة"، مناشداً "جميع أبناء منبج بكل مكوناتهم العربية والكردية والشركسية والتركمانية والأرمنية على اختلاف أماكنهم ومواقع نزوحهم للعودة إلى مدينتهم والمشاركة في بنائها وإدارتها".

ولفت البيان إلى أن "مدينة منبج وبعض أريافها تحررت لكن مساحات شاسعة تتضمن عشرات القرى والمراكز السكنية في ريف المدينة الجنوبي الشرقي لا تزال تعاني ويلات داعش، لهذا نؤكد أن حملتنا مستمر لتحرير كامل أرضنا من التنظيم".

وفي حين تبنى "داعش" تفجير معبر أطمة، تمكنت فصائل "فرقة السلطان مراد" و"فيلق الشام"، أمس، من طرده من منطقة الصوامع شمالي بلدة الراعي بريف حلب الشمالي وقتلت عدداً من عناصره، موضحة أنها كسرت بإسناد من المدفعية التركية وقصف لطائرات التحالف الدولي الخطوط الدفاعية للتنظيم في محيط الراعي، وخاصة من الجهتين الشمالية والغربية للبلدة، وانتقلت بعدها إلى أطراف محطة القطار الاستراتيجية.

السعودية لوقف شلال الدم في سورية

ناشد مجلس الوزراء السعودي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتقديم الحماية الفورية والعاجلة للمدنيين والأطفال في حلب، وسائر المدن السورية، ووقف شلال الدماء، والقيام بدور فاعل في تيسير إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، بدلا من التهجير القسري للأطفال وعائلاتهم.

وأكد مجلس الوزراء، خلال جلسته الأسبوعية برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، "إدانة المملكة بأشد العبارات لاستمرار انتهاكات النظام السوري وحلفائه بشكل يومي ضد المدنيين، وتعريض النساء والأطفال للقتل، وتدمير المدن بالقصف الجوي العشوائي، والاستهداف المتعمد للمدارس والمستشفيات والأطقم الطبية واستخدام الحصار كأسلوب من أساليب الحرب".

وأشار إلى أن "أبناء الشعب السوري يموتون جوعاً أو من نقص الدواء جراء ما تقوم به قوات الحرس الثوري الأجنبية وميليشيات حزب الله الإرهابي من دور إجرامي ومساهمة في القتل والتشويه لتعزيز ما تقوم به قوات النظام السوري".