العائدون من ليبيا لـ الجريدة•: عصابة عذّبتنا أسبوعاً... والفدية أنقذتنا
قوات حفتر أمّنت عودتنا بالتنسيق مع المخابرات المصرية
بكلمات تختلط فيها المشاعر بين الحسرة بسبب سرقة أموالهم والسعادة بعودتهم سالمين إلى وطنهم، كشف عدد من المصريين العائدين أخيرا من ليبيا، بعد أن تم اختطافهم على أيدي عصابات مسلحة، لـ"الجريدة" تفاصيل عملية اختطافهم وخطوات إطلاق سراحهم وعودتهم إلى مصر."الجريدة" التقت تسعة من المختطفين العائدين من ليبيا منذ عدة أيام، وجميعهم من قرية "العزباوي" بمركز إطسا بمحافظة الفيوم "جنوب القاهرة".في البداية، قال فرج محمد عبدالمنجي، وهو شاب يبلغ 23 عاما، بعيون تملؤها الحسرة: "سافرت إلى ليبيا منذ عام ونصف برفقة عدد من أقاربي رغم تحذيرات البعض لي من السفر إلى هناك، لصعوبة الأوضاع الأمنية، لكني سافرت أملا في الحصول على المال، لأستطيع توفير متطلبات الزواج، وفي لحظات قليلة ضاعت تحويشة العمر في الغربة".
والتقط طرف الحديث ابن عمه خالد جمال عبدالمنجي، موضحا أنه و23 عاملا مصريا كانوا يجلسون في إحدى الكافتيريات بمنطقة (بشر) بمدينة إجدابيا شرق ليبيا، وأثناء عودتهم منتصف ليل الجمعة قبل الماضية، على بعد 2 كم من مقر إقامتهم، قام مسلحون ملثمون لديهم أسلحة رشاشة بقطع الطريق عليهم، وكبلوهم بالقيود، مع وضع عصابات على أعينهم، بعد أن أخذوا منهم أموالهم وهواتفهم المحمولة، ووضعوهم في الحقائب الخلفية للسيارات، فوق بعضهم.وتابع خالد، البالغ 20 عاما ويعمل كهربائيا: "وصلنا إلى منطقة نائية ولم نر أي شيء أو نعرف أين نحن، وقام المسلحون بالاتصال بأهلنا في مصر من هواتفنا، وطلبوا منهم فدية قدرها ستة آلاف دينار ليبي، عن كل شخص مقابل إطلاق سراحنا، ما دفع أهلنا الى الاستدانة لسداد المبلغ حرصا على سلامتنا، وكان هناك شخص مصري على صلة بهذه الجماعات المسلحة، تم تحويل المبالغ إليه.من جانبه، أوضح ثابت محمد عبدالغني، 41 عاما، "عامل بناء"، أنهم رأوا الموت بأعينهم وتعرضوا لكل أنواع الإهانات والتعذيب على أيدي المسلحين لمدة أسبوع، عاشوا خلاله على قطعة جبن صغيرة ونصف رغيف خبز في اليوم طوال فترة احتجازهم.وأشار عبدالغني إلى أنه عقب وصول مبالغ الفدية إلى المسلحين قاموا بتصوير اعترافات للمختطفين، وأجبروهم على القول إنهم ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، حتى لا يتحدثوا لأحد عن عملية اختطافهم، ثم اقتادوهم إلى منطقة قريبة من أحد الأكمنة العسكرية في بنغازي وأطلقوا سراحهم. وأضاف انه عند وصولهم إلى الكمين قاموا بتسليم أنفسهم للقوات الليبية التي أخبرتهم أن المخابرات المصرية تواصلت معهم لإطلاق سراحهم، "وبالفعل قامت قوات خاصة تابعة للواء خليفة حفتر بتأمين عملية عودتنا إلى مصر بالتنسيق مع المخابرات المصرية".