عاصي الحلاني: لا أستسيغ تجديد الأغاني
الغوص في رحاب الماضي الجميل
بينما يرفض بعض النجوم على غرار عاصي الحلاني تجديد أغاني العمالقة ويفضّلون رسم هويّة فنيّة خاصّة بهم، يصف فنانون آخرون هذه الظاهرة بالجميلة والصحيّة مؤكدين أنها تعرّف جيل اليوم بأمجاد زمن الفن الجميل.
أكّد عاصي الحلاني في حديث أخير له منذ أيام قليلة أنه يحرص على التجدّد دائماً من خلال اختياره الكلمة الجيدة والموسيقى اللافتة، محاولاً البحث عن مواضيع جديدة وقيّمة ليستمر نجاح الأغنية أكثر وقت ممكن. لكنه في المقابل لا يستسيغ، كما قال، تجديد أغاني العمالقة كوديع الصافي أو السيدة فيروز لأنه لا يحبذ العيش على أمجاد غيره من الفنانين، وذكر: «صحيح أنني أقدّم أغاني العمالقة في الحفلات، لكن على صعيد ألبوماتي والأغنية المنفردة أفضّل رسم هوية فنية خاصة بي، لا أن أقلّد أحداً من الفنانين السابقين، علماً أنني متأثر بكثير منهم».
مؤيدون
كشف وائل جسّار نيته تجديد بعض أغاني العمالقة قريباً من دون أن يحددّ التوقيت أو يذكر اسم الفنان، خصوصاً أن تجربته السابقة في هذا المجال «بدي شوفك كل يوم يا حبيبي» لمحمد جمال كانت ناجحة.كارول صقر رفضت بدورها مقولة أن من يعيد أداء الأغاني القديمة بشكل جديد هو مطرب مفلس فنياً، واصفة الخطوة بالحنين إلى زمن الفن الجميل الذي يعيد إلينا ذكريات ربما نسيناها. وعن المقارنة التي قد تحصل بينها وبين فنانين سبقوها في أداء الأغنية نفسها، قالت: «كل فنان يؤدي الأغنية بطريقته الخاصة. لذا لا أعتبر أنني سأدخل في مقارنة مع أي أحد من الزملاء».وعن إقدامها منذ سنوات على غرار زميلها وائل جسار على تجديد «بدي شوفك كل يوم»، أشارت إلى أن حبّها للأغنية منذ صغرها دفعها إلى ذلك، وهي تعاطت معها بشكل عصري، فحذفت بعض كلماتها مُدخلةً إليها لوناً فنياً جديداً، لكنها حافظت على روحها القديمة.
تحت الطلب
جددت باسكال مشعلاني منذ سنتين تقريباً أغنية «يا مدقدق» لسميرة توفيق وذلك بطلب من جمهورها بعد نجاحها في أدائها على المسرح، أوضحت في هذا المجال: «تجديد الأغاني سيف ذو حدين، فثمة فنانون جددوا أغاني ولم ينجحوا فيها، والعكس صحيح. إنها خطوة صعبة، فالجمهور لن يتوقف عن المقارنة والقول إن الأغنية نجحت مع صاحبها الأصلي. تكمن القوة في أن يجدّد الفنان بروحه الخاصّة لا أن يعمد إلى التقليد».عرفت رولا سعد بتجديدها أغاني الفنانة صباح وكانت الانتقادات توجه إليها دائماً على هذا الصعيد، حتى إن البعض اتهمها بتحقيق الشهرة من وراء هذه الخطوة وليس من خلال أعمال فنيّة خاصّة قدمتها. من جانبها، طالما أشارت سعد إلى أنها لا ترد على منتقديها ولا يهمها رأيهم إطلاقاً، وهي وصفت خطوة تجديد الأغاني بالجميلة والمميزة، موضحة أنها بمثابة إحياء لأعمال لم يتعرّف إليها الجيل الجديد رغم أهميتها ورقيّها. عن تجربتها مع أغاني الراحلة صباح ذكرت: «لم أخط هذه الخطوة من تلقاء نفسي بل رضوخاً لطلب صباح، والتسجيل الصَّوتي لها موجود تعبِّر فيه عن رغبتها في تجديدي مجموعة من أغانيها».الماضي بتوزيع جديد
تعمد إليسا إلى تجديد أغانٍ لنجوم كبار في كل ألبوم جديد تطرحه، ومن أبرزها: «لولا الملامة» لوردة الجزائرية، و«أول مرة» لعبد الحليم حافظ، و«لو فيي» لسلوى القطريب، وأنشودة «موطني». ومن المتوقع أن تجدّد أغنية في ألبومها الأخير المنتظر صدوره في عيد الأضحى المقبل، لكنها لم تكشف عن اسمها أو تفاصيلها بعد. كذلك رغبت كارول سماحة في الغوص أكثر في رحاب الماضي الجميل للأغنية العربية الكلاسيكية، فجددت «خدني معك» لسلوى القطريب بتوزيع موسيقي جديد تعاونت فيه مع الموزع محمود عيد، وجددت أيضاً «قالولي العيد» و«أخدوا الريح» من أرشيف روميو لحود. بدوره، أعاد ناصيف زيتون في ألبومه «يا صمت» توزيع «يا عاشقة الورد» للفنان زكي ناصيف، لأنه يعتبرها إحدى أغانيه المفضلة منذ مشاركته في برنامج «ستار أكاديمي»، ولطالما تمنى أن يؤديها في ألبوم خاص به، كما قال.في المجال نفسه، حققت ألين خلف منذ سنوات شهرة بعد أداء أغنيتي «يا صبابين الشاي» و«يا ستي يا ختيارة» لطروب. أما دينا حايك فقدمت ديو «طال السهر» مع طوني حنا، (هو في الأساس لسلوى القطريب وطوني حنا)، وجددت مي حريري أغنيتي «حبيبي إنت» و«موعدنا أرضك يا بلدنا» للموسيقار ملحم بركات.