كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

الفكرة انبثقت منذ 4 سنوات، من خلال فيلميَّ القصيرين «صباح الفل» (2006)، بطولة هند صبري، ويحكي عن زوجة مصرية، و«ساعة عصاري» (2008 ) يتمحور حول شخصية رجل على المعاش، ففكرت كيف سيكون الحال لو اجتمعت الزوجة مع الرجل الكبير في مكان ما، وما الأحداث التي يمكن أن تجمعهما، فبدأت العمل على الفكرة مع نورا الشيخ، واستمرت الكتابة والتحضير ما يقرب من عام، وقررنا أن يكون الشارع البطل الثالث في الفيلم مع الزوجة التي تحولت إلى عروسة يوم زفافها، والمُسن إلى رجل مريض بالسرطان، وما يمارس هذا الشارع من ضغوط وأزمات على الأبطال، استغرق العمل أربع سنوات بين تحضير وبحث عن تمويل وتصوير.

Ad

ما الصعوبات التي واجهتها؟

تركزت في معظمها على التمويل، كانت موازنة الفيلم مليون جنيه، فتوجهت إلى المركز القومي للسينما الذي يدعم الأفلام القصيرة والتجارب الشابة، لكنه رفض، لأنه يدعم أفلاماً لا تتعدى موازنتها 200 ألف جنيه، فبحثت عن جهات تمويل خارجية، وبالفعل حصلت على تمويل ألماني بنسبة 60% من الفيلم، ثم تحمّلت شركة «ريد ستار» والمنتج صفي الدين، باقي الموازنة، ولولا هذا التدخل لأصبح الفيلم ألماني الجنسية، رغم أنه مصري 100%.

كيف تقيّم دعم الدولة للسينما والأفلام القصيرة؟

يسير الأمر بشكل عشوائي وغير مُنظّم، ويرتبط بالشخص المسؤول، فلو كان متحمساً لدعم سينما الشباب، تجد دعماً ومساندة، ولو كان عكس ذلك تجد صعوبات في التعامل مع الجهات المسؤولة. أيضا في السنوات العشر الأخيرة قدمت الدولة دعما بقيمة 40 مليون جنيه للسينما، ذهب نصفه لفيلم «المسافر»، والباقي لم يكفِ لتقديم أفلام جيدة، يحتاج الأمر إلى تنظيم، وأن تكون ثمة رغبة حقيقية في دعم السينما والفن، وتقديم قوة ناعمة تستطيع أن تكون سفيراً لمصر في الخارج.

واهتمامها بالفن عموماً؟

مثل اهتمامها بالصحة والتعليم وباقي الخدمات، ثمة فوضى وعدم وضوح في الرؤية وعدم تخطيط، بالإضافة إلى أن للأحداث السياسية والأزمة الاقتصادية دوراً في تراجع الدولة عن الاهتمام بالفن والثقافة عموماً، رغم أهميتها في هذه المرحلة، وليس الاهتمام مادياً فحسب، بل دعم غير مباشر وحماية، وأشكال كثيرة تُظهر كيف تهتم الدولة بالثقافة.

لا نجد جمهوراً للفيلم القصير في مصر والوطن العربي لماذا؟

عدم وجود مهرجانات كثيرة للأفلام القصيرة عكس أميركا وأوروبا، وعدم توافر طرق عرض لهذه الأفلام من خلال القنوات الفضائية أو دور العرض، النافذة الوحيدة الآن هي المنتجة ماريان خوري التي تعرض أفلاماً قصيرة وسينما مستقلة في دار عرض «زاوية»، ومن المقرر أن تنتقل «زاوية» إلى أماكن أخرى مثل الإسكندرية وطنطا وغيرها في مصر، حتى تصل هذه الأعمال إلى الجمهور في كل مكان، السبب الآخر هو عدم البحث عن لغة سينمائية بسيطة نقدم بها ما نريد شرط أن يصل إلى الجمهور، فبعض الزملاء يهتم بالناحية الفنية أكثر وعرض افلامهم في مهرجانات فقط.

ما سبب تفوق الفيلم المصري القصير على الفيلم الطويل في المهرجانات الدولية؟

أولا المهرجانات التي تهتم بالفيلم القصير أكثر عدداً وتنتشر في مختلف دول العالم، ثم صُناع الفيلم القصير يقدمون عملا فنياً بعيداً عن مقاييس السوق وحسابات الشباك، هدفهم الأساس تقديم سينما جيدة بلغة مختلفة، وهو ما يلمسه رواد المهرجانات وجمهورها.

في تجربتي مع فيلم «حار جاف صيفا» قابلت جمهوراً من المكسيك ومن دول كثيرة لم يسمع ببلد اسمه مصر أصلا، لكنه رأى سينما جيدة، فسأل عن مصر والسينما المصرية من خلال هذا العمل، وهو نجاح كبير لي وللسينما المصرية.

لماذا قررت تقديم سينما خاصة غير تجارية؟

لم أتعمد ذلك، الفكرة هي التي تفرض نوع السينما التي أقدمها، ثم أحد هذه الأفلام كان مشروع تخرجي في معهد السينما، وطبيعي أن يكون فيلما قصيراً وليس طويلا، ولكن في الفترة المقبلة سأخوض تجربة الفيلم الروائي الطويل.

الإنتاج المشترك موضع اتهام وتخوين... ما السبب في رأيك؟

ثمة أمور تحدث لا يمكن التفكير فيها بمنطق، منها هذا الاتهام الغريب، العالم كله يتجه إلى الإنتاج المشترك لتقديم لغة سينمائية جيدة ومختلفة، وفي مصر نُهاجم من يسير على هذا الدرب، على غرار يوسف شاهين ويسري نصر الله، فعلى مدى تاريخهما تعرضا للتشويه بسبب الإنتاج المشترك، والأغرب أننا لا نهتم بالسينما ولا ندعمها ولا نوفر لصُناع السينما مناخاً وتمويلا كافياً، ولدى لجوئهم إلى الخارج يتهمون بالتخوين!! يجب دعم السينما وتوفير إنتاج جيد بدل توجيه الاتهامات، أيضاً لدى العالم ما يشغله غير تدبير المؤامرات واختراق مجتمع نامٍ مثلنا.

كانت لك تجربة درامية وحيدة، هل تكررها؟

شاركت في إخراج مسلسل «إستيفا»، لأن الفكرة جيدة تتمحور حول قصص قصيرة، وكل حلقتين يبدوان كأنهما فيلم سينمائي منفصل، وبما أنني لم أكن وحدي في هذه التجربة، لا أعتبر نفسي قدمت عملا درامياً لغاية الآن، ولكن قريبا أخوض التجربة في عمل درامي جيد ومهم.

ماذا عن فيلم «18 يوم»؟

لست جهة التوزيع ولا العرض، فقد شاركت مع مجموعة من المخرجين في تقديم أكثر من قصة ترصد هذا الحدث المهم من دون تأريخ ولا توثيق، فقط وجهات نظر مختلفة، ولكن الفيلم تم تهميشه من دون سبب ولا أعرف مصيره لغاية الآن.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

نحضّر للجزء الثاني من «الجماعة» ونحن في مرحلة اختيار الأبطال، المسلسل من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، واعتبره تجربة جيدة كوني أخوض عبره أول عمل درامي لي مع كاتب كبير مثل وحيد حامد. كذلك انتهيت من تصوير فيلم «علي معزة وإبراهيم»، من تأليف أحمد عامر، إنتاج محمد حفظي، بالإضافة إلى دعم فرنسي، بطولة: ناهد السباعي، أحمد مجدي، علي صبحي، سلوى محمد علي. لم يُحدّد لغاية الآن موعد طرحه في دور العرض أو مشاركته في مهرجانات، فضلا عن عمل سينمائي طويل في طور التحضير، ولكن بعد الانتهاء من مسلسل «الجماعة».