عقد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جلسة نقاشية تحت عنوان "النشاط الشبابي في العروض المسرحية المعاصرة"، للباحثين د. فيصل القحطاني والسينوغرافيست فهد المذن، وذلك ضمن فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي 11"، أمس الأول، في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، وأدار الجلسة الصحافي مفرح الشمري.قدّم أستاذ الدراما ورئيس قسم التلفزيون في المعهد العالي للفنون المسرحية د. فيصل القحطاني في بداية الجلسة بحثه تحت عنوان "الشباب في المسرح الكويتي: الواقع ورهانات التغيير"، بادئاً حديثه بالقول إن ثمة فرقاً بين مسرح الشباب، وهو الفعل المسرحي الذي يقوم به الشباب، ومسرح الشباب كفرقة تابعة لوزارة الدولة لشؤون الشباب، التي حددت أخيراً عمر فئة الشباب بخمس فئات، الأولى: 12 -14 سنة، الثانية: 15 -17 سنة، الثالثة: 18 -22 سنة، الرابعة: 23 - 28 سنة، الخامسة: 29 -34 سنة، وقد استندت في بحثي على الفئتين الرابعة والخامسة".
ثم تطرق د. القحطاني إلى الحراك الشبابي الكويتي الذي أصبح أكثر نشاطاً، لكنه استطرد بالقول: "لا يمكن أن نقارن تجارب المسرحيين المحترفين بتلك التجارب الشبابية، حتى وإن وصلت تجاربهم إلى مراقي تلك الاحترافية، وبطبيعة الحال فإن تراكم الخبرة المعرفية المسرحية التي يتمتع بها المحترفون في المسرح الكويتي تؤهلهم لتشكيل ملامح المسرح الكويتي الحالي، خاصة أن المحترفين اليوم هم من خريجي المعهد العالي للفنون للفنون المسرحية، وبعضهم أساتذة فيه، ويبقى الشباب في حكم المجرب والباحث عن ذاته المسرحية".
القضية الإنسانية
وأضاف أنه بحسب دراسة أجراها على 14 شخصاً من الكتاب والمخرجين المسرحيين الشباب والشابات فإن أبرز القضايا التي تحفزهم على العمل المسرحي تنوعت ما بين الإنسانية والاجتماعية والنفسية والسياسية والوطنية والعاطفية، وخلصت إلى أن 57 في المئة من هذه العينة اتجهت نحو القضية الإنسانية تليها القضية الاجتماعية. وأكد ثقته بقدرة الشباب على إحداث التغيير للأفضل، على الرغم من وجود المعوقات الادارية والروتين المؤسسي بإجازة النصوص وقلة الدعم والمسارح.الصورة المرئية
من جهته، بيّن المدرس المساعد في المعهد العالي للفنون المسرحية السينوغرافيست فهد المذن في بحثه "الصورة المرئية وميكانيكية الحركة في العروض المسرحية الكويتية الشبابية" أن "التفكير بالصورة هو نوع من الإبدال الذي يربط بين نظريات الفن التشكيلي واللغة والعقل مع المفاهيم والتصورات الخاصة بالقيمة الاجتماعية والثقافية والسياسية".وأكد المذن أن للصورة أهمية بالغة في فهم التشكيلات وتحديد هوياتها على خشبة المسرح، وهي تختلف باختلاف بعض المتغيرات التي قد تطرأ على التكوين تبعا لاختلاف نوعه ووظيفته، ما يتيح الفرصة لظهور صور لأنماط أدائية متعددة.الربيعان نموذجاً
وقد اختار الباحث المذن المصمم محمد الربيعان نموذجاً، الذي تأثر كثيراً بالرمز والتجريد، واعتمد في تصميماته على المواد الجديدة المركبة التي تعطي إضافة على الصورة المرئية واستخدامه للتقنيات الحديثة وميكانيكية حركة الديكور وتشكيل الممثل على الخشبة، متناولاً من ديكورات أعماله مسرحية "البوشية" التي اعتمد فيها على المستويات وتشكيل الممثل عليه، وأخذ بموروث واحد هو "الجندل"، كما ظهر في العرض استخدامه للخطوط المستقيمة غير المنتظمة، إذ قام الربيعان بتغيير المشاهد من خلال ميكانيكية تحريك بعض المستويات (الانزلاق) وفقاً للحالة الدرامية عن طريق الابعاد المكانية والزمانية بتجريدية المشاهد.وفي ختام الجلسة قدّم مدير إدارة المسرح بالمجلس الوطني صالح الحمر درع المهرجان للباحثين.