بعد ثوان من إحرازه ذهبية تاريخية في سباق 400 م دمر من خلالها رقما عاليا صامدا لمدة 17 عاما، قال الجنوب إفريقي وايد فان نيكرك: "حدودي هي السماء".

وأضاف فان نيكرك، الأحد، في الملعب الأولمبي في ريو دي جانيرو: "بعد ما حققته الآن، أعتقد ان حدودي هي السماء. لا يمكن أن أضع حدودا لنفسي، سأحاول أن أتحسن في كل سباق".

Ad

الانطلاق من الحارة الثامنة على مضمار العاب القوى هو الأصعب عادة، لكن ابن الرابعة والعشرين حقق رقما صارخا بلغ 43.03 ثانية، بفارق 15 بالمئة من الثانية عن الأميركي الرائع مايكل جونسون.

"لا يمكنني أن اشرح لكم ما حدث، كنت أركض كالأعمى طوال السباق. عندما وصلت الى خط النهاية، توقعت أن يلحق بي أحدهم".

يرى فان نيكرك انه استلهم من عدة عدائين بينهم الجامايكي اوساين بولت المتوج في الليلة عينها بثالث ذهبية متتالية في سباق 100 م.

بولت، أسطورة أم الألعاب، قال إنه مستعد لمواجهة فان نيكرك على مسافة 300 م.

وبدا بولت، حامل الرقم القياسي العالمي في سباقي 100 و200 م متحمسا لمواجهة فان نيكرك في 300 م: "سيكون سباقا جيدا"!

ويحمل جونسون الرقم العالمي في 300 م غير الرسمي في البطولات الكبرى، بزمن 30.85 ثانية مقابل 30.97 ثانية لبولت، فيما يحتل فان نيكرك المركز الثالث بزمن 31.03 ثانية.

الشخص الوحيد

ويضيف بولت عن فان نيكرك: "لا يمكنه الفوز علي في مسافة 200 م. أنا فخور به لأنه عندما جاء الى جامايكا، قلت له: اسمع، أنت الشخص الوحيد القادر برأيي على تحطيم الرقم العالمي في 400 م. لم أكن متفاجئا بما حققه اليوم".

في لندن 2012، كان فان نيكرك في منزله يشاهد كوكبة النجوم على التلفاز، وبات اليوم من بينهم: "انا فخور بالانضمام الى هذا الجيل من العدائين الذين يبقون الرياضة على قيد الحياة".

وأصبح فان نيكرك العداء الوحيد في التاريخ الذي يركض أول 100 م تحت 10 ثوان (9.98 ثوان في 2016)، و200 م تحت 20 ثانية (19.94 ثانية) العام الماضي و400 م تحت 44 ثانية.

وأطلق جونسون على شبكة "بي بي سي" عبارات الثناء والإشادة بفان نيكرك: "لم أر شيئا مماثلا في الماضي. هذا جنوني. لقد ذبحهم. يمكنه النزول تحت حاجز 43 ثانية".

فان نيكرك ليس الوحيد في العائلة الذي يحرز ميدالية في ريو. قريبته تشيسلين كولبي نالت برونزية الركبي مع جنوب إفريقيا الاسبوع الماضي.

وصل ابن مدينة كايب تاون بفورمة جيدة الى ريو. حقق زمنا رائعا في بكين العام الماضي في بطولة العالم بلغ 43.48 ثانية. وهناك أصبح أول عداء جنوب إفريقي يتوج بطلا للعالم في احد سباقات السرعة.

الجدة آنا

وفي طريقه نحو المجد الأولمبي، تدرب فان نيكرك مع مدرب بولت غلين ميلز في جامايكا. وقال نيكرك في يونيو الماضي: "لدينا علاقات طيبة مع المدرب ميلز".

مدربته في بلده هي الجدة آنا بوثا (74 عاما). وقالت صاحبة الشعر الأبيض الكثيف، وهي رياضية سابقة في العاب القوى والوثب الطويل، انتقلت من ناميبيا الى جنوب إفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي: "لست كبيرة أبدا لتعليم الناس. أحب الرياضيين التابعين لي كثيرا، لكني منضبطة للغاية"، وهي تعتقد أن المدربات السيدات يقدمن "ما هو مختلف من الناحية النفسية".

ويقول عنها العداء: "أنا ممتن لها، وهي تبقيني منضبطا دوما على الهدف المحدد. هي امرأة رائعة، لقد لعبت دورا كبيرا في وصولي الى هنا".