خاص

العتيبي لـ الجريدة•: المركز الكويتي لأمراض وزراعة الكلى يرى النور مطلع 2018

2000 مصاب بالفشل الكلوي في الكويت

نشر في 17-08-2016
آخر تحديث 17-08-2016 | 00:05
كشف رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مركز حامد العيــسى لزراعة الأعضـاء رئيس رابطة الكلى الكويتية، د. تركي العتيبي، عن بدء العمل لإنجاز وبناء المركز الكويتي لأمراض وزراعة الكلى الذي سيرى النور مطلع 2018، ويهدف إلى استيعاب أكبر عدد من مرضى الكلى في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن المركز الجديد سيكون في نطاق المركز القديم بمنطقة الصباح الطبية التخصصية.

وقال العتيبي، في حوار لـ«الجريدة»، إن بناء مركز جديد للكلى وزراعة الأعضاء سيساعد على توسيع مجال الخدمات التي تقدم للمرضى في الكويت. وأضاف أن أعداد مرضى الفشل الكلوي في الكويت تصل إلى 2000 مريض، لافتا إلى أن مرض السكري مسؤول عن 50 في المئة من أعداد المصابين بالفشل الكلوي في الكويت.

وأشار إلى أن هناك نقصا في الهيئة التمريضية، حيث إن مريض الكلى يحتاج إلى رعاية مكثفة وعدد أكبر من الممرضين، مقارنة بالأمراض الأخرى، مبينا أن الكويت سترعى المؤتمر الخليجي الثالث لزراعة الأعضاء وأمراض الكلى في يناير المقبل. وأوضح د. العتيبي أن هناك عددا من حالات الفشل الكلوي الوراثي قد يصل إلى 15 في المئة أو أكثر، وتؤدي إلى فشل كلوي نهائي مع مرور الوقت، لافتا إلى أن العادات الغذائية السيئة سبب رئيس في الإصابة بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكرى، وآلام المفاصل وقلة الحركة، وكل هذا له تأثير سلبي على وظائف الكلى بصفة مباشرة أو غير مباشرة... وإلى مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:

• هناك مبنى ينشأ حاليا بجانب مركز حامد العيسى، فهل هو تابع لزراعة الكلى؟

- هذا المبنى هو المركز الكويتي لأمراض وزراعة الكلى، وهو بتبرع كريم من اللجنة الشعبية للتبرعات، والمبنى الجديد بمساحة 10 آلاف متر مربع، ويتكون من 4 طوابق ويضم 80 سريرا و4 أجنحة بواقع جناحين للرجال ومثلهما للنساء بطاقة 20 سريرا لكل جناح، وأكثر من 15 مكانا للغسل الكلوي. وقد بدأ العمل فيه في شهر مايو الماضي ويستمر حتى نوفمبر 2017، ومن المرجح أن يفتتح مطلع عام 2018.

ويتكون المبنى من محطات لغسل الكلى وعيادات خارجية وقسم للطوارئ والأشعة والمختبر والصيدلية. كما يوجد فيه وحدة للعناية المركزة، وجميع غرفه الـ80 خصوصية، ويخدم المركز الكويتي لأمراض وزراعة الكلى جميع أهالي الكويت. وسيتم تجهيزه بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية وأنظمة تنقية الهواء الحديثة، بما يتوافق مع متطلبات منع العدوى وتطبيق معايير سلامة المرضى وحمايتهم من العدوى. وتتميز غرف المركز الجديد بأنها مصممة وفق أحدث الطرز بمستشفيات الكويت. ومن خلال «الجريدة» أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للجنة الشعبية للتبرعات على تبرعهم السخي لإقامة مثل هذا المركز المهم الذي يخدم قطاعا كبيرا من المرضى.

• ما أسباب الفشل الكلوي في الكويت؟ وهل من إحصاءات وأرقام لعدد المصابين؟

- أعداد المصابين بالفشل الكلوي في الكويت تصل إلى ما يقارب 2000 مريض. و«السكري» سبب رئيس في المرض، وقد تصل نسبته إلى 50 في المئة من مسببات الفشل الكلوي في البلاد.

وهناك أسباب أخرى بنسبة أقل، مثل الالتهابات البكتيرية المتكررة في الجهاز البولي، وانسداده، بسبب العيوب الخلقية، كما أن هناك أمراضا عامة تؤثر في الأجهزة الحيوية للجسم، منها الكلى، مثل ارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض الوراثية والروماتيزمية، مثل الذئبة الحمراء، وبعض أنواع العقاقير، ونقص كمية الدم المغذي للكليتين، لأي سبب من الأسباب.

الفشل الوراثي

• هل توجد حالات فشل كلوي وراثي؟ وما معدلاتها؟

- هناك عدد من حالات الفشل الكلوي الوراثي قد يصل إلى 15 في المئة أو أكثر وهي تؤدي إلى فشل كلوي نهائي مع مرور الوقت.

• ما دوركم للتوعية بصحة الكلى؟ وما خططكم المستقبلية للتوعية؟

- نحن نقوم بالتوعية العامة عن طريق اللقاءات مع وسائل الإعلام المختلفة، والتوعية الخاصة بالأطباء والهيئات الصحية المعاونة المسؤولة عن الخدمات الصحية، من خلال دورات التعليم الطبي المستمر والمؤتمرات الطبية المختلفة.

وهناك توعية خاصة بمرضى الكلى، وهي تتم بصفة مستمرة، من خلال الرعاية الصحية المقدمة في مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء، وتساهم فيها الهيئة التمريضية وقسم الصيدلة، وهناك ندوات تثقيفية للمرضى بصفة غير دورية، وكتب تعليمية ومنشورات صحية متوافرة بصفة دائمة، وتوزع مجانا على جميع المرضى.

كما نحاول زيادة التعاون مع الهيئة التمريضية، وأقسام الصيدلة ورعاية الجودة الطبية، لاستدامة هذه الخدمات وزيادتها في المستقبل، من خلال زيادة الدعم من وزارة الصحة، كما أن رابطة الكلى الكويتية تقوم بالتوعية، من خلال إقامة اليوم العالمي للكلى، وذلك في مارس من كل عام. كما تقوم الرابطة بالتوعية بأمراض الكلى، من خلال الندوات المتعددة في مستشفيات الكويت، وتوزيع الكتيبات في جميع المستشفيات، إلى جانب إقامة ورش العمل والمؤتمرات العلمية.

نقص الأطباء

• ما حقيقة وجود نقص في أطباء الكلى وفي الممرضين بمراكز غسل الكلى وزراعة الأعضاء؟ وما الحل؟

- لا يوجد نقص حقيقي يؤثر في سير العمل أو العناية بالمرضى. وفيما يخص مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء، فقد قامت الوزارة، وعلى رأسها وزير الصحة د. علي العبيدي ووكيل الوزارة د. خالد السهلاوي، بالاستجابة لمطالبنا، بزيادة عدد الأطباء العاملين بالمركز خلال الفترة الأخيرة.

ولايزال هناك نقص في الهيئة التمريضية، حيث إن مريض الكلى يحتاج إلى رعاية مكثفة، وعدد أكبر من الممرضين، مقارنة بالأمراض الأخرى.

ولابد من زيادة عدد الممرضين والممرضات، وكذلك الحفاظ على وجود عدد كافٍ من الأطباء بصفة دائمة، لمواكبة الخطط المستقبلية للتوسع في حجم المركز لخدمة العدد المتزايد من مرضى الكلى، حيث إنه المركز الوحيد الخاص بزراعة الأعضاء بالكويت، ما يستوجب تعيين عدد كافٍ من الأطباء من الآن.

• هل تؤثر العادات الغذائية ونمط الحياة في الكلى؟

- بالتأكيد، فالعادات الغذائية السيئة سبب رئيس في الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى وآلام المفاصل وقلة الحركة، وكل هذا له تأثير سلبي على وظائف الكلى، بصفة مباشرة أو غير مباشرة.

معدلات عالمية

• ما معدلات نجاح زراعة الأعضاء في الكويت، مقارنة بالمعدلات العالمية؟

- معدلات نجاح زراعة الكلى بالكويت، مقاربة للمعدل العالمي تتعدى نسبة 90 في المئة خلال السنة الأولى من الزراعة. وتزيد نسبة النجاح أعلى من ذلك، مع زيادة نسبة القرابة وتوافق الأنسجة بين المريض والمتبرع، ونوعية المتبرع والكلية من المتبرع الحي أفضل منها من المتوفى دماغيا.

• إلى أي مدى أثر ارتفاع معدلات السكري وأمراض القلب في معدلات الفشل الكلوي بالكويت؟

- هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع معدلات الفشل الكلوي بالكويت، وارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكرى وأمراض القلب، حيث إن أنسجة الكلى تتأثر بنسبة كبيرة بما يصاحب هذه الأمراض من ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون بالدم وقلة نسبة الأوكسجين الواصل لخلايا الكلى.

وتعد أمراض القلب أهم أسباب الوفاة لدى مرضى الكلى، كما أن ارتفاع معدلات السكر في الكويت تعني بالضرورة أن معدلات الفشل الكلوي ستزداد.

• البعض يتناولون المسكنات ومضادات الآلام دون وصفة طبية، فما مدى صحة أضرار تلك الأدوية على الكلى؟

- لا ينصح بالإفراط في استعمال المسكنات بصفة عامة، لتجنب آثارها الجانبية المتعددة. والكلى تتأثر بصفة خاصة بتكرار استعمال هذه الأدوية لمدة طويلة، ما قد يسبب قصورا حادا في وظائف الكلى، أو قد يؤدي إلى فشل كلوي مزمن على المدى الطويل، فينصح بعدم أخذ المسكنات، إلا في أضيق الحدود واتباع إرشادات الأطباء لأصحاب الآلام المزمنة، وفق طبيعة المرض المسبب لها، وعدم صرف هذه المسكنات لمدة طويلة إلا بوصفة طبية.

تعاون مستمر

• هل يوجد تعاون علمي مع مراكز طبية دولية؟

- نعم، هناك تواصل علمي مستمر، من خلال المؤتمرات الدولية الدورية وغير الدورية، التي تجمع علماء وخبراء علاج أمراض الكلى من جميع أنحاء العالم، ومن خلال تبادل الزيارات التعليمية بين الكويت والبلدان المتقدمة في مجال زراعة الأعضاء.

• ما مستقبل زراعة الأعضاء في الكويت؟ وما خططكم المستقبلية في هذا التخصص؟

- تعد الكويت من أعلى دول العالم نجاحا في زراعة الأعضاء بالنسبة لعدد السكان، وهناك برنامج متكامل للاستفادة من أعضاء حالات الوفاة الدماغية، ونسعى إلى زيادة التوعية العامة لتشجيع التبرع بالأعضاء من هذه الحالات، وكذلك تشجيع التبرع بالأعضاء بين أفراد الأسرة الواحدة.

وقد بدأ بحمد الله تنفيذ العمل في بناء مركز الكلى وزراعة الأعضاء الجديد، حتى يتم استيعاب أكبر عدد من مرضى الكلى في المستقبل القريب.

• هل توافق شخصيا على القيود التي وضعت على عدد مرات الغسل الكلوي لغير الكويتيين؟ وما الحل الأمثل من وجهة نظرك؟

- وزارة الصحة الكويتية كانت توفر خدمة الغسل الكلوي للمواطنين والوافدين، على حد سواء، لكن مع زيادة عدد المرضى، وعدم وجود أماكن كافية، اضطرت إلى وضع هذه القيود، ولاتزال الوزارة توفر هذه الخدمة للحالات الحرجة والحادة، دون أي قيود للمواطنين والوافدين، على حد سواء.

وقد قامت الوزارة، مشكورة، بافتتاح عدد أكبر من مراكز غسل الكلى، لكن الكويت لاتزال بحاجة إلى عدد أكبر من هذه المراكز.

وهذه الخدمة متوافرة أيضاً في بعض المستشفيات الخاصة، ويساهم صندوق رعاية المرضى بجزء كبير لدعم مرضى الكلى في هذه المستشفيات، ونطالب بزيادة الوعي العام لتشجيع التبرع بالأعضاء، حيث إنه الحل الأمثل لمرضى الفشل الكلوي المزمن.

ملح الخبز

• أعلنت شركة المطاحن، بالتعاون مع وزارة الصحة، خفض الملح في الخبز، فما فوائد هذا القرار على صحة الكلى؟

- تقليل الملح في الطعام بشكل عام من النصائح الطبية الأساسية التي تساعد في الحفاظ على الصحة العامة، وتجنب زيادة أمراض ضغط الدم والقلب وزيادة الآثار الجانبية لبعض الأدوية، فتقليل ملح الطعام يؤثر إيجابيا في صحة الكلى بصورة غير مباشرة.

• ما خططكم المستقبلية في مركز حامد العيسى؟

- بناء مركز الكلى وزراعة الأعضاء الجديد سيساعد على توسيع مجال الخدمات التي تقدم لمرضى الكلى وزراعة الأعضاء في الكويت، وزيادة المؤتمرات العلمية لتسهيل تبادل الخبرات الطبية في مجال أمراض الكلى وزراعة الأعضاء داخل الكويت وخارجها، مع الحرص على التعليم الطبي المستمر، والمحافظة على رعاية مستويات الجودة وفق المقاييس العلمية، والتحديث المستمر للأجهزة الطبية المطلوبة لرعاية مرضى المركز، إضافة إلى استمرار التعاون مع بقية الأقسام المعاونة للأطباء لتعليم المرضى، ورفع أثر ومستوى الخدمات المقدمة لهم.

• ما مدى التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي بخصوص زراعة الأعضاء؟

- هناك تعاون قوي بيننا وبين المملكة العربية السعودية في مجال الاستفادة من حالات الوفاة الدماغية، حيث يتم التبرع ببعض الأعضاء للمرضى داخل الكويت، مثل القرنية والكلى والبنكرياس، ويتم التبرع بأعضاء أخرى للمرضى داخل السعودية، مثل الرئتين والقلب والكبد.

وتستقبل الكويت حالات الزراعة من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وتتم رعايتهم رعاية كاملة، ويقوم المركز بإجراء عمليات زراعة الكلى لبعض دول المجلس، إذا لم تتوافر هذه الخدمة في تلك الدولة، إلى جانب وجود لجنة خليجية لزراعة الأعضاء منبثقة من اللجنة التنفيذية لوزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي تقوم باجتماعات دورية لتبادل الخبرات العلمية والعملية، لما فيه مصلحة مرضى زراعة الكلى. كما أن الكويت سترعى المؤتمر الخليجي الثالث لزراعة الأعضاء وأمراض الكلى في يناير 2017.

181 «زراعة» لأطفال مصابين بالفشل الكلوي

لابد من التصدي للزيادة الكبيرة في أعداد المرضى بالبلاد

أكد د. تركي العتيبي، أن المركز أجرى 181 زراعة كلى لأطفال مصابين بالفشل الكلوي من بين 2500 عملية زراعة كلى قام المركز بإجرائها بنجاح منذ انطلاق عمليات الزراعة، داعيا إلى أهمية التصدي للزيادة الكبيرة في أعداد مرضى الفشل الكلوي في البلاد.

وقال إن أمراض الكلى لها مضاعفات صحية خطيرة، وتترك آثارا اجتماعية على الأسر، إضافة إلى التكلفة الباهظة على الدولة.

وحذر من أن احتلال الكويت المرتبة الأولى في أمراض السمنة، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعد مؤشرا خطيرا يستلزم دق ناقوس الخطر، ويستدعي استنفار جميع المؤسسات والجهات الحكومية، لمواجهة تحديات الأمراض التي تتسبب فيها السمنة، وفي مقدمتها السكري وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والأمراض السرطانية، لكونها من أخطر عومل الإصابة بأمراض الكلى.

وأوضح أن زراعة الكلى أحدثت تقدما كبيرا في الطب الحديث، وهي أفضل بكثير من غسل الكلى، مشيرا إلى أن الذين يقومون بزراعة الكلى فرصتهم في الحياة أفضل، حيث توفر عليهم مشقة ومعاناة الغسل.

وأشار إلى أن هناك نوعين من المتبرعين؛ أحياء، ونوع متوفى دماغيا، لافتا إلى أن المتبرعين الأحياء أفضل من جميع الجوانب.

الكويت من أعلى دول العالم نجاحاً في زراعة الأعضاء

سنستضيف المؤتمر الخليجي الثالث لزراعة الأعضاء وأمراض الكلى في يناير 2017

تعاون كبير مع السعودية للاستفادة من حالات الوفاة الدماغية

معدلات نجاح زراعة الكلى بالكويت مقاربة للمعدل العالمي وتتعدى ٩٠%

مازلنا بحاجة إلى مراكز غسل الكلى رغم إنشاء المزيد منها في الفترة الأخيرة

ضرورة زيادة الوعي لتشجيع التبرع بالأعضاء لأنه الحل الأمثل لمرضى الفشل الكلوي المزمن
back to top