روسيا تنشر قاذفات استراتيجية في إيران وتوجه ضربات لسورية

• طهران: منشآتنا تحت تصرف الروس
• واشنطن لحرب بلا نهاية
• الأسد يخسر قائده بحماة

نشر في 17-08-2016
آخر تحديث 17-08-2016 | 00:05
No Image Caption
للمرة الأولى، انطلقت قاذفات استراتيجية روسية من قاعدة همدان في إيران، ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع في محافظات حلب ودير الزور وإدلب، في تطور تزامن مع إعلان البيت الأبيض استعداده لحرب بلا نهاية في سورية.
غداة إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعتزام بلاده بالاشتراك مع الولايات المتحدة القيام بعمل عسكري في مدينة حلب، وجّهت قاذفات استراتيجية روسية انطلقت من قاعدة همدان في إيران سلسلة ضربات في ثلاث محافظات سورية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، إنه "للمرة الأولى، أقلعت طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز تو22- إم 3 أقلعت اليوم (أمس) من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في محافظات حلب ودير الزور وإدلب في سورية".

وأكدت أن "الغارات أسفرت عن تدمير 5 مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات تابعة للإرهابيين في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور، إضافة إلى 3 مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور، فضلاً عن تصفية عدد كبير من المسلحين".

وأشارت الوزارة في البيان إلى أن مقاتلات من طراز "سو- 30" و"سو- 35" "انطلقت بدورها من قاعدة حميميم في اللاذقية، ورافقت القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها، ومن ثم عادت جميعها إلى قواعدها بعد أن أدت المهمة بنجاح".

زمن التحليق

وفي وقت سابق، كشفت قناة "روسيا اليوم" عن وصول قاذفات من طراز "تو 22- إم 3" تابعة لسلاح الجو الروسي إلى مطار همدان للمشاركة في توجيه ضربات في سورية، معتبرة أن نشرها في الأراضي الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليق بنسبة 60 في المئة.

وكانت هذه القاذفات تستخدم مطاراً عسكرياً في جمهورية أوسيتيا الشمالية، بحسب القناة الروسية، لأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع، الذي يعد من الأضخم في العالم.

ومع بدء مناورات تكتيكية في البحر المتوسط أمس، بمشاركة سفن حربية حاملة لصواريخ مجنحة بعيدة، أفاد مصدر عسكري دبلوماسي بأن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ "كاليبر" المجنحة فوق أراضيهما.

ولاحقاً، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس أن "طهران وضعت منشآتها وبنيتها التحتية تحت تصرف روسيا"، مؤكداً أن "تعاون طهران وموسكو لمحاربة الارهاب في سورية استراتيجي. وهناك تعاون في الاستفادة من الامكانات بين البلدين".

حرب بلا نهاية

في المقابل، وجّه منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج روبرت مالي تحذيراً شديداً لموسكو، مؤكداً أن واشنطن تسعى للتعاون معها في سورية من أجل تحقيق أهداف مشتركة، لكنها في حال فشل هذا التعاون فهي مستعدة لاتخاذ خطوات تؤدي لإطالة أمد النزاع إلى ما لا نهاية.

وقال مالي، الذي يشغل أيضاً منصب مساعد الرئيس الأميركي، في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" أمس الأول، "مستعدون لعمل كل ما بوسعنا لكي لا ينجح النظام السوري"، مشيراً إلى أن "الروس قالوا إنهم لا يعارضون الانتقال السياسي للسلطة، ويريدون تجنب نشوب وضع يؤدي لتدمير مؤسسات الدولة وانتصار الجهاديين ونحن نشاطرهم هاتين النقطتين، لكن هناك أسبابا كثيرة تبعث على الشك في نجاح مثل هذه المساعي، ومنها رفض موسكو ممارسة الضغوط اللازمة على الأسد".

قتل وتصفية

وقتل 19 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وأصيب العشرات أمس جراء غارات مكثفة على حيي طريق الباب والصاخور في شرق حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى عمليات جوية مكثفة لم تعرف إذا كانت سورية أم روسية.

وفي تطور ميداني، تمكنت فصائل المعارضة أمس من تصفية قائد حملة النظام في ريف حماة العميد الركن محمد عثمان أثناء محاولته التقدم على محور بلدتي الزارة وحر بنفسه، بحسب موقع "أورينت"، الذي أوضح أنه ثالث قائد لحملات النظام على ريف حماة تنجح المعارضة في قتله.

جبهة منبج

وفي حين اعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تحرير منبج خطوة مهمة في هزيمة تنظيم "داعش" وزيادة العزلة المفروضة على معقله في الرقة، سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس على ثلاث قري هي إيلان الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية والغرة الكبيرة والغرة الصغيرة الواقعتان جنوب شرق منبج.

ورداً على إعلان "قسد" تشكيل مجلس عسكري لمدينة الباب الواقعة تحت سيطرة "داعش" بهدف التمهيد للتوجه نحوها أعلنت فصائل ريف حلب أمس الأول تشكيل مجلس عسكري لهذه المدينة، موضحاً أنه يتكون من 16 شخصاً يمثلون: "جبهة ثوار مدينة الباب، ولواء شهداء قباسين، ولواء السلاجقة، وكتائب شهداء ريف الباب، وكتيبة أحرار عريمة، ولواء الشهيد سلو الراعي، ولواء شهداء الكعيبة، بقيادة رئيسه جمال موسى".

وبينما نفى مختلف أطياف المعارضة، بما فيها الهيئة العليا للمفاوضات والهيئة السياسية للائتلاف الوطني، وجود أي ترتيبات لعقد اجتماعٍ في الدوحة مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أكد الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب أنه التقاه أمس بناءً على طلب منه.

وكتب الخطيب، على حسابه في "فيسبوك": "اليوم سيكون هناك لقاء مع المفوض الروسي للشرق الأوسط بغدانوف بناء على طلب منهم"، موضحاً "نعتبر الروس محتلين حقيقيين ونحاول الاستفادة من كل ظرف ولقاء لمصلحة شعبنا، بعدما وصلت إليه سورية من الدم والخراب، فمن حق أي سوري أن يبحث عن حل لما ساق النظام السوريين إليه".

حلب الأكثر تدميراً في العصر الحديث
أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر، أمس الأول، أن المواجهات الشرسة في حلب، هي أحد أسوأ النزاعات التي عرفتها المدن في العصر الحديث، مبدياً أسفه لمعاناة إنسانية "هائلة، فضلاً عن عدم وجود أي شخص أو مكان في منأى عن المعارك والقصف المستمر على المنازل والمدارس والمستشفيات".

وبعد ساعات، اتهمت منظمة هيومان رايتس، أمس، نظام الأسد وحليفته روسيا باستخدام أسلحة محرمة دولياً في مناطق سيطرة المعارضة، موضحة أنه "تم استخدام الأسلحة الحارقة 18 مرة على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية، بما في ذلك هجمات استهدفت محافظتي حلب وإدلب من 5 يونيو إلى 10 أغسطس".

وفي صورة حلبي من سكان حي طارق الباب يتفقد أضرار الغارات الجوية على منزله أمس.

بوغدانوف يلتقي معاذ الخطيب في الدوحة وكارتر لعزل «داعش» تمهيداً لهزيمته
back to top