منظور آخر: معاناة أهالي المعاقين ذهنيا
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
ومن هنا درست المراكز الخاصة قصور الحكومة فقامت بمنافستها وبسهولة عن طريق توفير مراكز شاملة لأغلب الإعاقات الذهنية، لكنهم استغلوا حاجة الأهالي في علاج أبنائهم فتجد الاستشارة تكلف الأهالي مبلغاً يصل إلى 250 ديناراً، والجلسات العلاجية تتراوح ما بين 30 إلى 90 ديناراً لمدة 45 دقيقة!! تخيل لو كان ابنك يحتاج إلى أربع جلسات أسبوعية، فكم سيتكبد الأهالي من خسائر مادية؟ والهيئة تقدم لهم مبالغ تقدر بقيمة استشارة واحدة.هذه المراكز الخاصة أنشئت من أجل الأغنياء فقط كما شكت لي أم يعاني ابنها عدة إعاقات ذهنية، وشخصته الطبيبة المتمكنة التي تتقاضى 220 ديناراً للاستشارة بأن احتمالية تطور حالته ممكنة، ولكنه يحتاج إلى جلسات مكثفة ستكلفها ما يقارب 2600 لشهر، وهو مبلغ يصعب عليها توفيره شهريا، وعليه قيسوا معاناة الأهل.ناهيك عن الحضانات المخصصة لذوي الإعاقة التي يعاني فيها المعاقون سوء المعاملة والإهمال، وأحيانا يصل إلى العنف، وفي حالات إلى ما هو أكثر، مستغلين إعاقة هذا الطفل الذي سيعجز عن التعبير، ويقع اللوم على الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة التي تعتمد هذه الحضانات دون أن تقوم بزيارات مفاجئة لتقيس مستوى مهنيتها. معاناة الأهالي كثيرة ومتشعبة، وبلد مثل الكويت يقدم المال، وأسّس هيئة مختصة بشؤون المعاقين هي بدون شك خطوة مباركة، ولكن العاملين فيها يحتاجون إلى أن يقوموا بعملهم بضمير أكثر، لأن هذه الفئة حساسة وتحتاج إلى مختصين. ومن حق أي أب وأم أن يسعيا إلى تطوير قدرات ابنهما الذهنية، لا سيما أن الدولة تقدم هذه الخدمات، ولكن تكمن مشكلتنا دوما في أن البلد يجتهد في التخطيط ويفشل في تعيين الأشخاص المناسبين للتنفيذ السليم، التأخر في إجراءات أي معاق سواء كان ذهنيا أو حركيا هو إعاقة في تحقيق فرصته لأن يصبح فرداً منسجماً في المجتمع، وتقليل من فرصة أن يعيش في بيئة صحية دون توتر أو خوف من استغلال الآخرين له ولإعاقته.:
قفلة
لمدعي الإعاقة وجميع الأهالي الذين يودون إصابة أبنائهم بإعاقة، وذلك لكسب بعض المميزات المادية، أقول: عظم الله أجركم في ضميركم.