غداة دخولها منطقة الصوامع ومحطة القطار وعددا من المواقع المحيطة بالمدينة من الجهة الغربية، سيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة مساء أمس الأول على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، الذي تمكن من توسيع سيطرته في جنوب العاصمة السورية دمشق.

وقال قائد ميداني من تجمع «فاستقم كما أمرت» لوكالة الأنباء الألمانية، «إن قواتنا سيطرت على الراعي بإسناد مدفعي من الجيش التركي، ومن طائرات التحالف الدولي، وان مقاتلي «داعش» انسحبوا باتجاه الشرق إلى القرى المحيطة بالمدينة، ومنهم من توجه الى مدينة الباب وجرابلس».

Ad

وأكد القائد الميداني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، «أن الثوار استطاعوا السيطرة بسرعة على البلدة، بعدما هاجموا البلدة من الجنوب، وهو الأقل تحصيناً من جانب داعش، وبعد السيطرة على منطقة خزانات المياه جنوب البلدة دخل الثوار المدينة، وجرت معارك عنيفة في الجهة الشرقية انتهت بهروب عناصر التنظيم الذين فقدوا العشرات من عناصرهم بين قتيل وجريح».

نكسة وتقدم

وفي نكسة جديدة للتنظيم، بسطت قوات سورية الديمقراطية (قسد) سيطرتها على قرى تابعة إداريا لمنطقة الباب بريف حلب.

وبعد انتزاعها مدينة منبج الاستراتيجية قبل أيام، دخلت «قسد» أمس عدة قرى ضمن منطقة الباب الخاضة لسيطرة «داعش» أهمها اليالني، والشيخ ناصر، وقرية القرط الصغير، وقرية القرط الكبير.

وفي تطور لافت، وسّع «تنظيم «داعش» نطاق سيطرته في جنوب العاصمة السورية دمشق، كما سيطر بالكامل على منطقتي الجورة والعسالي جنوب دمشق، بعد قتل واعتقال العشرات من «أجناد الشام»، بحسب ما أفاد أمس مراسل موقع «النشرة» الإخباري.

القاذفات الروسية

ولليوم الثاني على التوالي، شنت قاذفات روسية من طراز «سوخوي-34» ضربات مكثفة أمس لأهداف في سورية، انطلاقاً من قاعدة همدان الجوية بإيران، بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية أوضحت فيه أنه تم تدمير موقعي قيادة لتظيم «داعش» في محافظة دير الزور وقتل أكثر من 150 متشدداً.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن غارات اليوم الأول للقاذقات الروسية الاستراتيجية من طراز «تو22- إم3» ومقاتلات هجومية من طراز «سو 34»، استهدفت أمس الأول مدن حلب وإدلب ودير الزور، وأسفرت عن مقتل 31 مدنياً و12 من «داعش».

دفاع وتراجع

ومع تراجع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس عن وضع إيران كافة منشآتها العسكرية تحت تصرف الروس، وتأكيده أن الجمهورية الإسلامية لم تمنح أي قاعدة لهم وتتعاون مع روسيا كحليف فقط، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عمليات بلاده انطلاقاً من قاعدة همدان، معتبراً أنها لا تمثل أي انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يمنع إمداد أو بيع أو تحويل أي طائرات مقاتلة لإيران.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره النيوزيلندي ماريه ماكالا، إن بلاده نشرت قاذفات بعيدة المدى في الأراضي الإيرانية للمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب، تلبية لطلب الحكومة السورية، ولم يتم نقل أي طائرة أو إمدادات إلى طهران»، مشدداً على أنه «لا أساس مطلقاً لاتهام روسيا بخرق القرار الدولي، على خلفية استخدامها مطار همدان الإيراني».

قاعدة وحدود

وإذ نبه لافروف إلى أن موسكو «تبحث قراراً بمراقبة الحدود السورية- التركية عبر الأمم المتحدة، بعد إقرار الولايات المتحدة بعدم قدرتها على الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين في سورية»، أكد مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي أن «الوجود والتدخل الأميركي في سورية غير مشروع»، مشيراً إلى أن «التدخل الإيراني والروسي في سورية جاء بطلب من الحكومة السورية الشرعية».

وقبل ساعات، أعلن عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إيغور موروزوف، أن تركيا قد تمنح مكاناًَ لسلاح الجو في قاعدة إنجرليك الجوية لاستخدامها في عملياته في سورية، موضحاً أن «القرار بهذا الشأن يمكن أن يتخذ بعد موافقة كل من سورية وإيران على استخدام سلاح الجو الروسي لقاعدتيهما، حميميم في سورية، وهمدان في إيران».

تعقيد الوضع

في المقابل، عبرت الولايات المتحدة أمس الأول عن أسفها لتنفيذ روسيا ضربات انطلاقاً من إيران، غير أنها أقرت بأن موسكو أبلغتها بهذه الخطوة مسبقاً.

وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر: «إنه أمر مؤسف لكن ليس مستغرباً»، مضيفاً: «صراحة، إن ذلك يعقد وضعاً صعباً ومعقداً بالفعل. ويبعدنا عما نريده من وقف الأعمال العدائية في كل الأراضي (السورية)، وعملية سياسية في جنيف تؤدي إلى انتقال سلمي».

واتهم المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر مجدداً، روسيا بأنها «تستهدف بشكل خاص ومستمر فصائل المعارضة السورية المعتدلة».

محادثات الدوحة

في غضون ذلك، أصدر الرئيس الرئيس السابق لائتلاف المعارضة معاذ الخطيب بياناً عقب انتهاء محادثات جمعت نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وبعض ممثلي المعارضة في الدوحة في وقت متأخر أمس الأول، موضحاً فيه أن اللقاء تناولت تقييم الوضع في سورية والمنطقة، خصوصاً بعد المباحثات الإقليمية والدولية الأخيرة، والجانب الروسي أكد التزامه بوحدة الأراضي السورية، وبحل سياسي بين السوريين، وضرورة استئناف المفاوضات، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

مرحلة انتقالية

وأشار الخطيب، في البيان، إلى أن الجانب السوري طرح في المحادثات وجوب التهدئة لكل العمليات العسكرية، والقصف الجوي في كل سورية، وخصوصاً في حلب وأدلب، والمناطق بريف دمشق ومنها داريا، كما طرح رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وكشف عضو وفد هيئة المعارضة لمفاوضات جنيف محمد صبرا أن بوغدانوف طرح تشكيل لجان «أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية»، تمهيداً للاجتماع مع لجان مقابلة من النظام، بهدف الوصول إلى حل يكون تحت سقف قيادة الأسد للمرحلة الانتقالية.

(دمشق، موسكو، طهران، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا، العربية، أورينت، النشرة)