توقَّف عن إزعاج نفسك واخلع نظارات التشاؤم عن عينيك، فالله قد أبدع الحياة لتعيش فيها سعيداً، فإن كُنت عكر المزاج، أَو تفضّل العُزلة والانفراد بعيداً عن المجتمع، فما عليك سوى القيام ببعض الخطوات البسيطة الآتية لتسهيل أمامك دروب السعادة.
1 خُذِ القرار
لا تدخل السعادة إلينا من الباب، ونحن جالسين لا نقوم بشيء إزاءها، بل الشفاء هو الذي سيدخل ويتربّع في أرواحنا، لذلك عليك اتخاذ القرار لو تطلّب منك الأمر بعض المجهود. قال ابراهام لينكولن، رئيس الولايات المتحدة، شهيد الإنسانية والديمقراطية الحقة، في هذا المجال: «وجدتُ أن نصيب الإنسان من السعادة، يتوقَّف غالباً على رغبته الصادقة في أن يكون سعيداً»... قُلْ لنفسك: «أُريد أن أكون سعيداً» ولا تتأَخَّر عن مواجهة الأمور التي تمنعك عن تحقيق السعادة بروح إيجابية».2تصالح مع نفسك
النظرة التشاؤمية إلى ذاتك، تنعكس عليك منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك. فبدلاً من التركيز على أخطائك ونواقصك وضعفك، حاوِل تقدير حسناتك، والصفات الجميلة التي تتمتع بها، وهكذا تستطيع شيئاً فشيئاً استرداد الثقة بنفسك، والتقدّم نَحو الأفضل.3 واجه المشاكل بالحلول
تترك المشاكل في نفوسنا بصماتٍ سيئة، إنْ لم نجد حلولاً لها، وتراكمها يحوّلها إلى مصائب. لذلك علينا البحث عن الحلول كي نلغي آثارها من نفوسنا. وعلينا أن نتساءل في هذا المجال: هل عدم إيجاد الحلول، وترك المشكلة على حالها لتصبح مصيبة أو لعنة تقلق البال هو الأفضل؟ قال شكسبير يصف السعادة: {إذا عرف الإنسان كيف يتصرّف وحده في موقف عصيب، مؤدِّياً ما يجب عليه من عمل، بكلّ ما في قلبه من إخلاص وحبّ، فهو إنسان قد وجد إلى السعادة سبيله}.4 اعتنِ بنفسك عندما تسوء الأمور
غالبية القلقين أو المنهارين نفسيّاً، يعتمدون الانزواء بعيداً عن الآخرين، فتزداد حالتهم سوءاً. والعكس هو ما ينبغي فعله، إذْ عندما نجتاز وضعاً سيئاً، علينا التفكير في الخروج منه، بالانفتاح على الغير، وممارسة ما نحبّ من هوايات، والخروج في نُزُهات. وهذا ليس لأجل سعادتنا وحَسْب، بل لإبعاد الهموم عنّا، وعدم تركها تُعَشْعِش في أفكارنا، وإلاً فإنَنا سندور في حلقةٍ مفرغةٍ.5 عدم السعي إلى الكمال
البحث عن الكمال في السعادة، ليس فرضاً عليك القيام به، لتتكلَّل جميعُ لحظات عمرك بالفرح والهناءة. فالحياة مليئة أَيضاً بالمشقّات ومشاعر الحُزن اللتي تفرض علينا أيضاً. فلا تحاول عَبثاً السَّعي إلى السعادة المُطلقة، لأنها غير موجودة، وهي إن وُجِدَتْ فلن تكون ذات طعمٍ ولون.6 تمتّع بما لديك
أَفضل سلاح لمحاربة البؤس والشقاء، هو معرفة التمتُّع بكلِّ ما لدينا من لحظات جميلة.اعرف كيف تتمتَّع بكلِّ ما تفعله، وكلِّ ما تراه، وكلِّ ما تستطعمه، وكلِّ ما تقرأَه. ولا تمرّ مرور الكرام أَمام منظرٍ طبيعيٍّ خلاب، ولا أَمام مقطعٍ مفيدٍ قرأته، ولا أمام أكلةٍ لذيذةٍ على مائدتك، ولا أمام حديثٍ مَرِحٍ مع رِفاقك، ولا أَمام برنامجٍ مُسلٍّ على التلفزيون. استفِد من كلِّ ما منحك اللهُ إياه من حواس، فهذا حقُك وواجبك.7العطاء أجمل من الأَخذ
أَن تُعطي لحياتك بُعداً إنسانياً، يعني أن تَجعل لوجودك قيمة معنويَّة وروحيَّة، تسمو فوق المظاهر وحبّ الذات. والعطاء هو أحدُ العوامل الذي يرتقي بروحك، ويدخل إليها الفرح والبهجة، فتشعر بسعادةٍ داخليةٍ أَعمق وأقوى، من تِلك التي تشعر بها عند الأخذ.والعطاء لا يحدَّد بالكمية، بل بالأسلوب الذي يتمّ به، فعندما تهب أحداً شيئاً، مهما كان المبلغ متواضعاً، غلّفه بابتسامةٍ وشعورٍ بالراحة والحنان، فتلمس عند ذاك مقدارَ سعادتك.8 استفد من المناسبات
تصادف في حياتك مناسبات عدة قد تكون عائلية، أو اجتماعية، أو شخصية، فلا تدعها تفوت لأسباب واهية، بل شارك فيها جميعاً. قد تكون هذه المناسبات ثقافية، فتزيدك علماً ومعرفة، وقد تكون للهو والتسلية، فتبعد الهمَّ عن قلبك، وقد تكون لزيادة التقارُب بين الأهل والمعارف، فتتوثَّق الصِّلات، وتقوى الروابط بين الجميع.فحوى الخطوات
جبلنا الخالق بعدما أوجد الكونَ، ليعيش الإنسان سعيداً على هذه الأرض، لا أن يشقى. فمِن واجبنا إذاً بعد أداء فروض العِبادة والصلاة والشكر، أَن نسعى وراء العيش الكريم، فنسعد ونُسهم في إسعاد من هُم حولنا أيضاً.