أكد سفير ألمانيا الاتحادية لدى البلاد، كارلفريد بيرغينز، أن السفارة الألمانية في الكويت تصدر 60 ألف تأشيرة سنويا للكويتيين والمقيمين، مما جعلها ثامن أكبر سفارة تصدر تأشيرات في الكويت.

وأضاف بيرغيز، خلال مؤتمر صحافي دعا له في مقر السفارة بعد اعتماده سفيرا لبلاده في الكويت، أن هناك ملفات مشتركة تربط بين البلدين أبرزها الملف الإنساني السوري، مؤكدا أن البلدين يتعاونان لتحسين الوضع الإنساني هناك، إضافة الى الملف اليمني وجولة المشاورات التي استضافتها الكويت أخيرا.

Ad

وأعرب عن شكر حكومة ألمانيا الاتحادية للكويت على تعاونها في ملف اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات لهم، وعلى استضافة المباحثات اليمنية/ اليمنية فترة طويلة.

وأكد أن البلدين يتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية، ولاسيما استثمارات هيئة الاستثمار الكويتية التي لها أثر كبير في تلك المعادلة الاقتصادية، مضيفا: «نطمح إلى تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين أكثر مما هي عليه الآن».

وعن حجم الاستثمارات الكويتية في المانيا، قال إن هناك إحصائية لدى هيئة الاستثمار الكويتية تشير الى أن حجم الاستثمار الكويتي يبلغ 18.3 مليار دولار، مشيرا الى أن هناك حجم تبادل تجاري كبيرا بين البلدين، وأن المانيا تعد الشريك السادس من بين الدول بالنسبة للكويت.

وحول الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، قال إن المانيا تملك أسهما في شركة إيرباص التي وقعت الكويت مع فرنسا لشراء طائرات هليكوبتر أخيرا، إضافة الى اليوروفايتر التي يشارك بها معظم دول الاتحاد الأوروبي.

3 أيام للفيزا

وعن مدى تأثير العمليات الإرهابية التي تعرضت لها ألمانيا على إصدار التأشيرات للكويتيين، قال إن المانيا سعيدة بالسياح الكويتيين، لافتا إلى أن السفارة، وبعد تزايد عدد الطلبات على الفيزا بدأت في إعادة النظر في آلية العمل بها، بحيث أصبح من الممكن أن يحصل طالب الفيزا عليها خلال ثلاثة أيام، مؤكدا أن «بالعموم لا يوجد رفض لطلب الفيزا للكويتيين في السفارة الألمانية».

وعن الدعوات العنصرية ضد الإسلام والعرب التي انطلقت بعد الهجمات الإرهابية على معظم دول أوروبا، قال إن الحكومة الألمانية على وعي كامل بأن الإرهاب الموجود حاليا لا يمت للدين الإسلامي بصلة، مضيفا أن هناك آراء من علماء مسلمين يؤكدون هذه القناعة الموجودة لدينا بأن الإرهاب مناف لرسالة الإسلام.

وأشار الى أن الإرهاب مشكلة يعانيها المجتمع الألماني، وأن الأحزاب اليمينية في أوروبا تحاول أن تستغل الإرهاب لمصالح سياسية خاصة، مما يمكن أن يغذي معاداة الإسلام والمسلمين.

وأكد أن هناك تعاونا وثيقا مع الجاليات المسلمة في المانيا، لكي يتم تحديد من يحمل أفكارا متطرفة، ولكي تتم معالجتها قبل أن تتفاقم وإعادة تأهيل هؤلاء لتمكينهم من العيش بشكل أفضل.

وضع معقد

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وكيف تقيمون الوضع بها، قال السفير بيرغيز إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط معقد جدا، ويحتاج إلى «عصا موسى»، التي لم تكن ألمانيا لتتردد في استعمالها، مؤكدا أن ألمانيا مهتمة بشكل كبير بإيجاد حل للقضية السورية، وخاصة أن مشكلة اللاجئين أصبحت مشكلة أوروبية لا سورية أو شرق أوسطية فقط.

وأضاف: «إننا نعلم أن الحل ليس سهلا، وليس بالخيار العسكري، ولكننا نسعى بشكل جاد الى إيجاد حل سياسي للقضية السورية»، وهذا الأمر لا ينطبق مع الحرب على «داعش»، حيث إن الحل العسكري من الممكن أنه السبيل الوحيد للقضاء عليها، مؤكدا أن «حتى وإن تم استرجاع الموصل في العراق من أيدي تنظيم داعش، فإن هذا الأمر لا يعني أن التهديد الإرهابي قد انتهى، ولهذا السبب من المهم في الوقت الحالي الحديث عن إعادة إعمار الموصل وتأمين المساعدات الإنسانية للمتضررين من جراء الحرب لاستعادة الموصل.

الحل السلمي

وأكد السفير أن الحكومة الألمانية تدعم الحل السياسي في اليمن، والتي تعقد تحت مظلة الأمم المتحدة معربا عن شكره للحكومة الكويتية على استضافتها لفترة طويلة المباحثات اليمنية، ومتمنيا أن تعود جولة المباحثات للاستمرار والخروج بحل ينهي حالة الصراع الدائر هناك.

وفي ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين السفير «إننا نحترم رغبة الشعب البريطاني في الخروج من الاتحاد الأوروبي»، ولو أننا لا نتمنى هذه النتيجة، وأن تبقى بريطانيا ضمن الاتحاد، مؤكدا أن خروجها خسارة للطرفين.

وأضاف أننا في طور السعي إلى حل نتائج وتبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرا الى أن هناك مباحثات لحل الأمور والمعاهدات العالقة والمعقدة التي كانت تربط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.

وأكد أن الدول الأوروبية ستعطي بريطانيا وقتا كافيا لترتيب خروجها من الاتحاد «وعلى الأقل حتى نهاية السنة، ولكن ليس على المدى البعيد»، مضيفا أن المحادثات لها جدول زمني محدد وهو سنتان فقط، مشيرا الى أن على بريطانيا الانتهاء من الملفات العالقة قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي في 2019.

وفي ما يخص التعاون الطبي بين البلدين، أكد السفير أن هناك خطة قائمة لإحضار الخبرة الألمانية للكويت، إلا أن هناك بعض المسائل القانونية التي تتعلق بإبرام العقود.

وعن التقارب الألماني - الإيراني أخيرا، وبعد رفع الحظر عنها اقتصاديا، بين أن نتيجة رفع الحظر عن إيران كانت أفضل نتيجة لتهدئة الوضع في المنطقة، حيث إن لو لم يتم الاتفاق مع إيران، فمن الممكن أن تتملك السلاح النووي ويصبح خارج المراقبة، مؤكدا أن المعاهدة تنص على بنود شديدة في مراقبة برنامج إيران النووي، مضيفا أن هذه رسالة تطمين لأصدقائنا في منطقة الخليج.

وأوضح أنه لا شك في أن هناك انفتاحا من المانيا على تقوية العلاقات الاقتصادية مع إيران، مشددا على أن بلاده ليست الوحيدة التي لديها تلك العلاقة مع الجمهورية الإيرانية، مؤكدا أن هناك شكاوى من الشركات الألمانية بوجود قيود حتى الآن من الحكومة بخصوص تسهيل المعاملات التجارية الاستثمارية في إيران.

وأكد أن التقارب التجاري والاستثماري الألماني مع إيران لا يعني بالضرورة التخلي عن الشريك «القوي» بالخليج.

محادثات لإنشاء جامعة ألمانية بالكويت
أوضح السفير الألماني أن هناك محادثات بين المسؤولين في جامعة «منشن» الألمانية التي تنوي أن تؤسس لها فرعاً في الكويت والحكومة الكويتية، وتم بالفعل معاينة قطعة الأرض التي ستنشأ عليها الجامعة.

وذكر أنه تم نقل مقر السفارة قبل أسبوعين، وهي تقع بجوار سفارة جمهورية فرنسا، وفي الطابق نفسه، مما يخلق جوا من العلاقات الممتازة بين السفارتين، كاشفا أنه من المتوقع أن تكون المؤتمرات الصحافية القادمة مشتركة بحضور السفيرين الألماني والفرنسي.

وقال إنه «تم اعتمادي من قبل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد»، مضيفا «إنني معجب جدا بكرم الضيافة الذي حظيت به في الكويت، ما يؤكد تماما فرص أن تكون العلاقة طيبة مع هذه الدولة العزيزة».