«العمل الإنساني».. معلم مميز من معالم السياسة الخارجية لدولة الكويت

نشر في 18-08-2016 | 13:01
آخر تحديث 18-08-2016 | 13:01
تمضي دولة الكويت قدماً في تعزيز دبلوماسيتها الناجحة المرتكزة على دعم العمل الإنساني العالمي لما يمثله من قيم إنسانية عليا والتي دفعت منظمة الأمم المتحدة إلى اعتماد 19 أغسطس كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني تقديراً لكل من يقدم العون والمساعدات الإغاثية للناس في شتى أصقاع الدنيا.

ونجحت الكويت عبر مساعداتها الإنسانية التي قدمتها وما زالت تقدمها في مختلف أنحاء العالم في إضفاء بعد ملموس لواقعية العمل الإنساني العالمي حتى أضحت مبادراتها الإنسانية معلماً مميزاً من معالم السياسة الخارجية للبلاد ما يمكن تسميته الدبلوماسية الإنسانية.

ورفعت الكويت التي عرفت منذ نشأتها بحب العمل الخيري وتيرة هذه السياسة مع تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم عام 2006 حيث شهدت الحملات والمساعدات الانسانية والإغاثية تنامياً مطرداً.

ولفتت دولة الكويت اهتمام دول العالم والمنظمات العالمية إلى الدور القوي للدبلوماسية الإنسانية وقد كللت تلك الجهود في التاسع من سبتمبر عام 2014 حين أقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة بنيويورك احتفالية لتكريم سمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائداً للعمل الإنساني) تقديراً لجهود سموه وإسهاماته الكريمة في مجال العمل الإنساني وتسمية دولة الكويت (مركزاً للعمل الإنساني).

وجاء التكريم الأممي عرفاناً بالدعم المتواصل لدولة الكويت وقائدها للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم.

وقد حث سمو الأمير في الكثير من التوجيهات والكلمات السامية على أن تكون دولة الكويت سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وتقديم المبادرات الإنسانية العالمية وأن تكون هذه البلاد مركزاً رائداً لاستضافة العديد من المؤتمرات والفعاليات ذات الصلة.

وأكد سموه جهود الدولة على دعم المؤتمرات والفعاليات العالمية ذات الطابع الإنساني بترؤس وفد دولة الكويت في القمة العالمية للعمل الإنساني والتي عقدت في مدينة (إسطنبول) التركية في مايو الماضي.

وقال سموه في كلمته أمام القمة «إن الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائماً بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة فقد تخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أمريكي تبوأت معها المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي».

وأضاف سموه «أن القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا فالتحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة لاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا».

واستناداً إلى تلك الرؤية الإنسانية عملت دولة الكويت على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد لاسيما الدول العربية مثل سورية والعراق وفلسطين واليمن وغيرها وكذلك رفع حجم التبرعات في البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية مثلما أصاب اليابان والفلبين وتركيا وغيرها خلال السنوات القليلة الماضية.

وشكلت استضافة الكويت للمؤتمرات الثلاثة الأولى للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية تأكيداً على دور السياسة الخارجية الكويتية الإنساني إذ أعلن سمو الأمير في المؤتمر الأول (يناير 2013) تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي بينما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني (يناير 2014) إلى 500 مليون دولار وتبرعت الكويت في المؤتمر الثالث (مارس 2015) بمبلغ 500 مليون دولار.

كما شاركت الكويت في مؤتمر المانحين الرابع الذي استضافته (لندن) خلال فبراير الماضي حيث أعلن سمو أمير البلاد خلال ترؤس سموه وفد دولة الكويت والمشاركة في رئاسة المؤتمر عن تقديم الكويت مبلغ 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات.

وساهمت الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية في دعم الجهود الحكومية الرسمية في هذا الجانب إذ عملت على إطلاق حملات الإغاثة مع بداية الأزمة السورية عام 2011 وايصال المساعدات المتضررين في الداخل السوري كما ساهمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بجهود كبيرة لإغاثة النازحين في دول الجوار لسورية.

أما في اليمن الذي مر بعدة أزمات خلال السنوات الأخيرة، فقد أعلنت الكويت في عام 2015 تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني لاسيما بعد نطلاق عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) لدعم الشرعية.

وكان لكل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي دور بارز في إطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة المنكوبين من تدهور الأوضاع هناك.

back to top