واصل حريق هائل الخميس تمدده إلى شرق كاليفورنيا متسبباً بتدمير مساحات شاسعة من الأراضي ومتسبباً بإجلاء نحو 83 ألف شخص في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث أعلنت حال الطوارئ.

Ad

ونشب الحريق في بلو كات صباح الثلاثاء لسبب لا يزال مجهولاً، قبل أن يمتد بسرعة إلى الجبال الجافة في منطقة سان برناردينو على بعد حوالي مئة كلم شرق لوس أنجلوس.

وبحسب آخر المعطيات صباح الخميس فقد أتى الحريق على 10 آلاف و370 هكتاراً، وفق موقع «انسيوويب» المتخصص في أخبار الحرائق.

ولفتت قناة التلفزيون المحلية «كي تي ال ايه» أنه رقم أدنى مما نشر الأربعاء (12 ألف هكتار)، مشيرة إلى أن رجال الإطفاء تمكنوا من تحديد نطاق أدق للحريق.

وأضاف موقع «انسيوويب» أنه لم يتم احتواء سوى 4 بالمئة من الحريق حتى صباح الخميس رغم تعبئة أكثر من 1300 من رجال الإطفاء.

وقالت لين تولماشوف الناطقة باسم معهد كاليفورنيا للمعلومات حول الحرائق «كالفاير» لفرانس برس «المنطقة فيها أعشاب جافة جداً ما يشكل أداة وقود شديد الكثافة، وهذا ما يتيح تقدماً سريعاً جداً» للحرائق «وهي خطرة جداً على الناس وكذلك على رجال الإطفاء».

وتهدد الحرائق أكثر من 34500 منزل ومبنى، وتم غلق منتجع رايتوود الجبلي وكذلك عدة أجزاء من الطرقات العامة.

وأظهرت صور مذهلة لقنوات التلفزيون كرات من اللهب تشكلت بسبب الحر الشديد المنبعث من الحريق.

دخان رمادي

وتشكلت سحابة كثيفة من الدخان الرمادي فوق صحراء كاليفورنيا يمكن مشاهدتها من على بعد 50 كلم من قلب الحريق، كما انتشرت في الهواء رائحة احتراق.

وقالت جانين غليزيا وهي تشتري ثلجاً من محطة بنزين في بينون-هيل على بعد 15 كلم من الحريق «لدي 17 أو 18 شخصاً في البيت، هم أصدقاء مع أسرهم أخلوا منتجع رايتوود».

وأضافت «هم لا يعرفون ما حدث لمنزلهم» قبل أن تقطع الحديث للرد على اتصال هاتفي من ابنتها، ثم لتقول مسرعة «علي أن أذهب ابنتي قالت لي أن علينا أن نخلي نحن أيضاً المكان».

وأوضح شون بريبيسكاس المتحدث باسم الإدارة الوطنية للغابات «الحريق يدمر 40 هكتاراً في دقائق قليلة بدلاً من ساعة»، مشيراً إلى أن العديد من السكان يرفضون مغادرة منازلهم.

وأضاف «في كاليفورنيا لا يمكن اجبار الناس على مغادرة منازلهم لكن ذلك يجبر الإطفائيين على العودة لاقناعهم بمغادرة المكان بدلاً من التفرغ لمكافحة الحريق، أريد أن أقول للناس أن لا شيء في منزلهم أغلى من حياتهم».

وأعلن حاكم كاليفورنيا جيري براون حالة الطوارئ في الولاية بهدف تعبئة امكانيات إضافية لمكافحة الحرائق.

وتستخدم فرق الإطفاء 152 عربة وعشر طائرات قاذفة للمياه وثماني مروحيات رش.

وأصيب عنصرين من فرق الإطفاء بجروح طفيفة بعد أن حاصرتهما النيران، لكنهما عادا للعمل.

ويجلس رجل الإطفاء مايك اندرسون من ريدينغ (شمال) خلف مقود سيارته البيك اب وقد غطى الرماد الأسود زيه منتظراً الأوامر، وقال «تم اخلاء المدينة (باسو لاين) بأسرها».

وتشهد ولاية كاليفورنيا منذ خمس سنوات موجة جفاف قياسية، كما تسجل فيها حالياً موجة حر شديد حيث تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية في بعض الأماكن، ورياح قوية موسمية، ما يشكل مجموعة عوامل مؤاتية لاندلاع النيران.

وفصل الحرائق في أوجه في كاليفورنيا، مع اشتعال حريق ثانٍ في شمال الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد.

وعلى بعد حوالى 160 كلم شمال سان فرانسيسكو، المنطقة التي تضررت كثيراً من حريق هائل في العام 2015، أدى حريقة «كلايتون» إلى تدمير أكثر من 1600 هكتار و175 مبنى، وتمت السيطرة على نصف الحريق مساء الأربعاء بحسب موقع انسيوويب.

كما أتى حريق تشيمني في وسط كاليفورنيا على حوالي ثلاثة آلاف هكتار قرب مدينة سان لويس اوبيسبو (وسط) في قلب منطقة انتاج الخمور.

وبعد خمسة أيام من اندلاعه لم تتم السيطرة سوى على 25 بالمئة من الحريق حتى الأربعاء، بحسب الموقع ذاته.

واندلعت عشرات الحرائق المدمرة في كاليفورنيا في الأسابيع الماضية على غرار حريق سوبيرينز في منطقة بيغ سور السياحية حيث دمّر 30 ألف هكتار.

وفي كافة أنحاء الولايات المتحدة ثمة 22 حريقاً كانت مشتعلة الأربعاء خصوصاً في غرب البلاد بحسب موقع المركز الوطني للوكالات المتخصصة بمتابعة الحرائق.

ودمّرت هذه الحرائق أكثر من 111 ألف هكتار من الأراضي.