التجنيس الخجول!
المفارقة في قضية التجنيس أن أشرس المعترضين عليها ممن يتباكون على النسيج الكويتي وأموال الدولة هم غالباً ممن يستبسلون في الدفاع عن الحكومة، ويغطون تجاوزاتها المالية، ويدافعون عن أخطائها المتعمدة، ويشيدون بإخفاقاتها، ولكن عندما يصل الأمر إلى تجنيس مجموعة من عباد الله تقوم قيامتهم ويصل الأمر إلى حد التهديد والوعيد وحتى الاستجواب والمحاسبة!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
قد لا تكون معايير التجنيس ثابتة ومنصفة، وفي الكويت تحديداً قد تكون هناك تدخلات مباشرة وغير مباشرة في هذا الملف، وموضوع التجنيس في الأصل من القضايا السيادية التي تنفرد بها وزارة الداخلية، ولكن هذا لا يعني أن الكثير ممن يمنحون الجنسية لا يستحقونها، وعلى العكس تماماً فإن الغالبية العظمى من المتجنسين هم من بسطاء الناس وعوامهم ويعكسون تلقائية المجتمع الكويتي وتركيبته المتنوعة والتعددية.المفارقة في قضية التجنيس أن أشرس المعترضين على ذلك ومن يتباكون على النسيج الكويتي وأموال الدولة هم غالباً ممن يستبسلون في الدفاع عن الحكومة، ويغطون تجاوزاتها المالية، ويدافعون عن أخطائها المتعمدة، ويشيدون بإخفاقاتها، ولكن عندما يصل الأمر إلى تجنيس مجموعة من عباد الله تقوم قيامتهم ويصل الأمر إلى حد التهديد والوعيد وحتى الاستجواب والمحاسبة!قد تكون لكل دولة خصوصيتها في مسألة التجنيس، والأولمبياد الجارية في البرازيل قد تعكس إحدى أوجه التجنيس في بعض الدول الشقيقة، حيث أوصلها رياضيوها المجنسون إلى العالمية في مجال الرياضة عندما حصدوا الذهب والفضة والبرونز، لكن نتمنى أن تكون سياسة التجنيس عندنا هي حل لمشكلة أزلية بمنظور إنساني وحضاري، وبهدف الاستثمار في الطاقة البشرية المخزونة بعشرات الآلاف ممن قضوا سنوات طوال في بلدنا، وساهموا بكل شيء من أجلها، وضحى منهم من ضحى بروحه ودمه من أجل الكويت، وأن تكون غاية التجنيس هي مجرد رفع الظلم والمعاناة عمن يستحق.ونحن نبارك لإخواننا وأخواتنا الكويتيين الجدد وندعو لهم بالتوفيق في حياتهم الجديدة، وأن يثبتوا للجميع أنهم أهل لذلك في سلوكهم وعطائهم وأخلاقهم لبلدهم، نتأمل المزيد من الخطوات الجادة لتخفيف حجم الملف المتورم للبدون الذي طالما كان وصمة سلبية في جبين كويت الأمل والإنسانية!