الإرهاب يضاعف أوجاع 6 وجهات سياحية عالمية

نشر في 19-08-2016
آخر تحديث 19-08-2016 | 00:01
تعزيزات أمنية بعد تفجير مطار أتاتورك بتركيا
تعزيزات أمنية بعد تفجير مطار أتاتورك بتركيا
اتسم عام 2016 بالطابع الأكثر دموية من حيث عدد ضحايا الهجمات الإرهابية بعد ما وصلت إلى القارة الأوروبية العجوز الأكثر حصانة وأماناً، مخلفة وراءها تداعيات اقتصادية كارثية على البلدان التي تعتمد في اقتصاداتها على السياحة.

وتعتبر حادثة إطلاق النار داخل مركز تجاري بمدينة ميونخ في 22 يوليو الماضي هي الأحدث في سلسلة الهجمات التي طالت ألمانيا، بعد حادثة طعن الركاب داخل قطار في 18 يوليو.

ما يميز الهجمات الإرهابية عن سابقتها أنها جاءت لتسجل ضربة قاسية للقطاع السياحي في البلدان المستهدفة، من خلال التعرض للرموز والأماكن السياحية فيها، إن كان الهجوم على مطار أتاتورك في اسطنبول أو حادثة دعس الشاحنة لـ84 متجولا في نيس، أو مجزرة أورلاندو، دون أن ننسى الهجوم على مطار بروكسل في 22 مارس، والهجمات التي استهدفت السياح الأجانب على الشواطئ وفي المتاحف بتونس عام 2015.

معظم هذه البلدان التي تعتمد في اقتصاداتها على السياحة، شهدت تدهورا ملحوظا إلى حد الغياب التام للزوار الأجانب، وفق ما ورد في صحيفة le monde الفرنسية.

ويظهر المسح الذي أجرته مؤسسة IPK الدولية، الاستشاري المتخصص في مجال السياحة، أن 40 في المئة من المسافرين الدوليين تأثر سلبا من جراء بيئة التهديدات الإرهابية:

15 في المئة منهم أعلن خشيته من السفر إلى الخارج، في حين أن 25 في المئة قرر اختيار الوجهات التي ينظر إليها على أنها أكثر أماناً.

فما هي تداعيات الإرهاب على الوجهات السياحية العالمية؟

1 - انهيار السياحة الدولية في تركيا

يحتل مطار أتاتورك المرتبة العاشرة على صعيد المطارات العالمية، وهو يستقبل أكثر من 42 مليون مسافر سنويا. هذه الأرقام تعتبر دقيقة إلى حد كبير قبل وقوع أكثر من 50 عملا إرهابيا خلال عام ونصف العام، مما تسبب بخسائر بشرية لا تقل عن 200 قتيل.

وتظهر الارقام انخفاض عدد السياح الأجانب 35 في المئة في شهر مايو، ليسجل أدنى مستوى منذ 22 عاما، وفقا لوزارة السياحة التركية.

وبلغ التراجع 23 في المئة منذ بداية العام، مع تدهور ملحوظ في عدد السياح الروس بأكثر من 92 في المئة، والسياح القادمون من ألمانيا، فرنسا وبريطانيا.

2 - تونس: صعوبة عودة الثقة!

تمثل السياحة قطاعاً رئيسياً في الاقتصاد التونسي، كونها تمثل 5.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في حين تشكل 8.4 في المئة من إجمالي الاستثمارات وتوفر 400 ألف فرصة عمل، وفق المجلس العالمي للسياحة والسفر (WTTC). لكن عام 2015 شكل ضربة قاضية للقطاع بعد العمليتين الإرهابيتين لـ «داعش» في متحف باردو في تونس والتي أسفر عنهما مقتل 21 شخصا، ثم مقتل 31 سائحا معظمهم من البريطانيين على شاطئ مدينة سوسة بعد 3 اشهر من الاعتداء الأول.

أما على صعيد السياح، فقد انخفض عددهم بنسبة 30 في المئة في عام 2015 مقارنة بـ2014، ليبلغ أدنى مستوى له منذ عقود. ولايزال عدد السياح يتجه نحو مزيد من التراجع في النصف الأول من العام الحالي، إذ تراجع بنسبة 21.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وفقاً للحكومة التونسية.

3 - مصر: 5 سنوات من التراجع

لوحظ العديد من أوجه التشابه بين مصر وتونس، فالبلاد التي جذبت أكثر من 15 مليون سائح في عام 2010، لم يسجل عدد السياح سوى 9 ملايين في عام 2015، وذلك بعدما تعرض اقتصادها لهزة كبيرة، بدءا من الربيع العربي، مرورا بالأزمات السياسية المتلاحقة في القاهرة، ما انعكس تراجعا في تصنيفها إلى المرتبة 34 على صعيد الوجهات السياحية العالمية الأكثر جذبا للسياح، بعدما كانت تحتل المرتبة 25.

وتظهر الأرقام أن نسبة الإشغال في فنادق شرم الشيخ لم تتعد 30 إلى 40 في المئة في شباط 2016، علما بأن هذا القطاع يشكل 11.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويمثل وظيفة من أصل 10 (2.6 مليون نسمة) وفقاً لـ.WTTC

4 - تحديات مرتقبة لفرنسا

شكلت هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015، عامل طرد للزوار الأجانب، ما ساهم في تراجع عددهم بنسبة 8 في المئة في يناير الماضي. غير أن العاصمة الفرنسية كانت الأكثر تأثرا، مع تسجيل انخفاض حاد في الزوار الأجانب في الربع الأول من العام الحالي: 56 في المئة من اليابانيين، في حين شكل تراجع السياح الروس ما نسبته 35 في المئة، وفقا للجنة السياحة الإقليمية. تجدر الإشارة إلى أن القطاع يشكل 7 في المئة من الناتج المحلي ويوظف مليوني يد عاملة.

5 - جنوب أوروبا وآسيا: وجهات سياحية طاردة

وفق الأرقام الأولية لعام 2016 تظهر تحسن في عدد الوافدين من السياح الدوليين بزيادة 5.1 في المئة في فبراير مقارنة مع 2015، إذ يلاحظ أن الهجمات الإرهابية لم تمنع الناس من السفر، لكن بدلت وجهاتهم.

وتشير الأرقام إلى زيادة في عدد الزوار إلى إفريقيا بنسبة 11.7 في المئة، بينما شهد المحيط الهادئ زيادة بنسبة 8.3 في المئة، والأميركيتين بنسبة 6.6 في المئة.

6 - مخاوف متنامية لغرب إفريقيا

تشكل الهجمات الإرهابية للجماعة الجهادية بوكو حرام عائقا أمام تطور السياحة في غرب إفريقيا. وقد سجلت الدول الثماني الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا تراجعا بنسبة 6 في المئة في عام 2015، خاصة بعد الهجمات على فندق راديسون بلو في باماكو.

السياحة العالمية تحافظ على مكانتها!

فرعي

وعلى الرغم من التهديدات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، فإن قطاع السياحة العالمية برهن على مرونة وصلابة. وتشير التوقعات إلى تحقيق نمو بنسبة 6 في المئة في حركة المسافرين خلال عام 2016.

ويرى المجلس العالمي للسفر والسياحة أن نمو السياحة العالمية ستصل إلى 3.5 في المئة في عام 2016.

(العربية. نت)

back to top