الأسد «يسلق» المعتقلين... والأمم المتحدة تعلّق مهمة المساعدات

نشر في 19-08-2016
آخر تحديث 19-08-2016 | 00:05
لاجئون سوريون يتجمعون حول خزان مياه في مخيم الزعتري بالأردن أمس (رويترز)
لاجئون سوريون يتجمعون حول خزان مياه في مخيم الزعتري بالأردن أمس (رويترز)
وجّهت الأمم المتحدة رسالة شديدة اللهجة إلى القوى الكبرى، وخصوصاً اللاعبين الأساسيين في الصراع السوري روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد والولايات المتحدة الداعمة لفصائل المعارضة، عبر تعليق مهمة فريق المساعدات الإنسانية، تزامناً مع توثيق منظمة العفو الدولية لوفاة أكثر من 17 ألف معتقل خلال خمس سنوات تحت التعذيب في ظروف مرعبة.
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديميستورا أمس تعليق مهمة الفريق المعني بتقديم المساعدات الإنسانية بسبب العنف المتواصل على جميع الجبهات والفشل في إيصال المساعدات إلى أي منطقة في سورية منذ شهر.

وقال ديميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن «الأمم المتحدة تركز على إقرار وقف لإطلاق النار في حلب لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات للسكان المحاصرين»، موضحاً أن ذلك «سيكون الموضوع الرئيسي لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية».

وتابع: «أؤكد نيابة عن الأمين العام: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب -كبداية- يتطلب مجهوداً شاقا ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضاً من كل من لهم نفوذ على الأرض».

فرعي

وفي تطور لافت، وثقت منظمة العفو الدولية أمس ظروف وفاة أكثر من 17 ألف معتقل خلال خمس سنوات في سجون النظام، متحدثة عن «روايات مرعبة» حول التعذيب الذي يتنوع بين السلق بالمياه الساخنة وصولاً إلى الضرب حتى الموت.

وأحصت المنظمة في تقرير حول التعذيب والموت في السجون الحكومية وفاة «17723 أثناء احتجازهم بين مارس 2011 وديسمبر 2015»، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهرياً، مقارنة مع «ثلاثة إلى أربعة أشخاص في الشهر» خلال السنوات العشر التي سبقت بدء حركة الاحتجاج السلمية ضد النظام.

سجن صيدنايا

واستندت المنظمة في تقريرها على شهادات 65 ناجياً من التعذيب. وخصّت بالذكر سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر السجون السورية وأسوأها سمعة، فضلاً عن الفروع الامنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات.

ورجحت المنظمة أن يكون عدد القتلى اكثر من ذلك. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يوجد حالياً أكثر من مئتي الف شخص بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011.

القاعدة الإيرانية

ولليوم الثالث على التوالي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن شن ضربات جوية في سورية انطلاقا من قاعدة همدان الجوية الإيرانية، موضحة أن «قاذفات من طراز توبوليف-22 إم 3 بعيدة المدى وقاذفات مقاتلة من طراز سوخوي-34 ضربت أهدافا لتنظيم داعش في محافظة دير الزور، ودمرت ستة مواقع قيادة وعددا كبيرا من المقاتلات والمعدات العسكرية وعادت لقواعدها».

انتهاك الحظر

إلى ذلك، عكفت الولايات المتحدة على دراسة ما إذا كانت روسيا قد انتهكت قرارا لمجلس الأمن بشأن التعاملات العسكرية من خلال استخدامها قاعدة همدان الإيرانية لشن ضربات عسكرية داخل سورية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن الخبراء القانونيين بالحكومة لم يقرروا بعد ما إذا كان استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي أقر في إطار الاتفاق النووي الإيراني، ويقيد بعض المعاملات العسكرية بين إيران والدول الأخرى بما في ذلك إمداد وبيع أو نقل التكنولوجيا العسكرية أو تقديم التدريب أو المساعدة المالية المتعلقة باكتساب تقنيات جديدة.

وقال تونر إنه علاوة على مسألة استخدام روسيا لقاعدة في إيران فإن ضرباتها الجوية تصيب أهدافا مدنية في كثير من الأحيان «دون تمييز» وجماعات المعارضة السورية المعتدلة، مضيفاً: «هذا غير مفيد لأنه يستمر في تعقيد وضع خطير بالفعل».

مصالحة سياسية

في المقابل، اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان أن «الأسد مستعد لإجراء مصالحة سياسية في اطار ديمقراطي بين الحكومة والمعارضين المؤمنين بالحلول السياسية»، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يتجاهل خرق الامن والاستقرار في بلاده والتحركات الارهابية المدعومة من الخارج ولا يجب على أحد أن يتوقع منه تسيلم السلطة للمعارضين. وأكد عبداللهيان، خلال استقباله وزير الخارجية النرويجي بورغيه برنده، أن «ايران ستواصل دعمها الاستشاري لمكافحة الارهاب في العراق وسورية»، معتبراً أنه «لولا العراقيل التي تضعها اميركا والسعودية ومواصلتهما تقديم الدعم غير المسؤول للمجموعات المسلحة لكانت الاوضاع في سورية تركز حاليا على الحل السياسي».

واشار إلى أن «موقف ايران منذ البداية يؤكد على حلّ النزاع على اساس الحوار السياسي وعدم نجاعه الحلول الامنية والعسكرية»، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بأوضاع حقوق الانسان في البحرين، معتبرا أن «اسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم يتعارض مع المبادئ الانسانية».

لقاء الدوحة

في تصريحات لقناة «الحدث»، نفى الرئيس الأسبق لائتلاف المعارضة معاذ الخطيب أن يكون لقاؤه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حمل أي طرح جديد للحل، مؤكداً أن اللقاء لم يأت بأي جديد. قال الخطيب أيضاً إن روسيا تعتبر كل من يقاتل نظام الأسد إرهابيا، مؤكداً أن النظام هو من صنع الإرهاب بتواطؤ دولي وأن روسيا تقصف المدنيين رغم نفيها ذلك. ووجه الخطيب رسالة إلى السوريين بضرورة استئناف المفاوضات، معتبراً الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، أما البديل فهو سنوات طويلة من الاستنزاف.

الخطيب يدعو السوريين للحل السياسي ويؤكد أن بوغدانوف لم يأت بجديد
back to top