كانت سيول وبيونغ يانغ تتنافسان في أغسطس 2015 في إشاعة أجواء من التفاؤل بعد مفاوضات ماراثونية مثمرة. وبعد سنة، قطعت كل الاتصالات وخيمت أجواء حرب باردة على شبه الجزيرة الكورية.

وترد مؤشرات كثيرة إلى اشتداد التوتر بين الشقيقين العدوين، مع تسجيل انشقاقات متتالية وبث رسائل مشفرة إلى جواسيس وتكثيف الدعاية المعادية بين الكوريتين.

Ad

وتعد الانشقاقات على مستويات رفيعة بالتأكيد أبرز مظاهر هذا التوتر، وخصوصاً انشقاق المسؤول الثاني في سفارة كوريا الشمالية في لندن تاي يونغ-هو، الذي قدم لسيول لتوه خدمة دعائية كبيرة.

والأسباب التي حملته على الانتقال إلى الجنوب هي بالتأكيد شخصية، بقدر ما هي أيديوليوجية أيضاً، وهو له ولدان لا يزال أحدهما في المدرسة. لكن سيول حرصت على عرض القضية على أنها خيار بين الخير والشر.

وبحسب متحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية، فإن تاي برر انشقاقه باشمئزازه من النظام الكوري الشمالي، وبإعجابه بالنظام الحر والديمقراطي في الجنوب.

وعندما تدهورت الأجواء بشكل حاد بعد التجربة الرابعة الكورية الشمالية في يناير، أغلقت بيونغ يانغ خطي الاتصالات اللذين كانا مفتوحين مع الجنوب.

وفي يوليو، قطعت كوريا الشمالية إحدى آخر القنوات التي كانت لا تزال قائمة مع واشنطن، فأوقفت كل اتصالاتها مع الإدارة الأميركية عبر البعثة الكورية الشمالية في الأمم المتحدة.

وهذا يعني أن الجارين باتا مضطرين لاستخدام مكبرات الصوت عبر الحدود إذا ما رغبا في أن يتحدثا معاً. ولم تكن المنطقة المنزوعة السلاح في مطلق الأحوال ملاذاً آمناً، لأن البلدين عاودا بعد التجربة النووية الكورية الشمالية بث دعاية صاخبة عبر مكبرات الصوت أحدهما في اتجاه الآخر.

ومن مظاهر الحرب الباردة الأخرى استئناف بيونغ يانغ على ما يبدو بث رسائل مشفرة عبر الإذاعة الرسمية، توحي من خلالها بأنها تتوجه إلى عملائها الناشطين في الجنوب.