وداعاً لأميركا دولة عظمى!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد ساد اعتقاد مع بداية انفجار الأزمة السورية (2011) أنَّ باراك أوباما لم يعد يرى أنَّ منطقة الشرق الأوسط منطقة مصالح حيوية (استراتيجية) للولايات المتحدة وللغرب كله، وأن هذه المصالح باتت في الشرق الأقصى مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان، لا في هذه المنطقة، لذلك فإنه اتخذ تجاه ما يجري في سورية كل هذه المواقف التراجعية، وبادر إلى التخلي، بدون خجل ولا وجل، عن كل ما قاله في مدرج جامعة القاهرة، وأدار ظهره للقضية الفلسطينية، حيث حال دون اتخاذ مجلس الأمن أي قرار جدي تجاه هذه القضية خلال الأعوام الثمانية التي قضاها في البيت الأبيض، والتي شارفت على الانتهاء. لقد كان بالإمكان احتمال تخاذل باراك أوباما وإدارته، ومن ضمنها وزير خارجيته جون كيري، الذي بات يبدو، مقارنة بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بلا طعم ولا لون ولا رائحة، قبل الغزو العسكري الروسي لسورية، وقبل أن يتمادى الرئيس فلاديمير بوتين كثيراً في تحدي الولايات المتحدة، وأيضاً إهانتها وإظهارها كدولة كسيحة وبلا حول ولا قوة ولا إرادة فاعلة، لكن بعد ذلك بعدما أصبحت همدان الإيرانية قاعدة روسية، وحيث كانت حتى عام 1979 قاعدة أميركية، وبالتالي قاعدة لحلف شمال الأطلسي، فإنه لم تعد هناك إمكانية للسكوت، وانه لابد من القول، بصوت مرتفع، انَّ هذه الإدارة أسوأ إدارة أميركية منذ أن قامت الولايات المتحدة حتى الآن! وحقيقة ان انحدار الولايات المتحدة كل هذا الانحدار أمام تمدد روسيا الاتحادية في هذه المنطقة، التي لاتزال أهم منطقة استراتيجية في الكرة الأرضية، سيجعل حلفاء الولايات المتحدة والغرب عموماً في الشرق الأوسط، الذي قلبه هذه المنطقة العربية، يعيدون النظر بتحالفاتهم التاريخية هذه، وذلك إنْ لم يبادر الأميركيون بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء أكان الفائز دونالد ترامب أم هيلاري كلينتون، بهجوم معاكس يعيد بوتين إلى حجمه المفترض الحقيقي، ويعيد الروس إلى واقع ما قبل توقيع اتفاقية النووي بين باراك أوباما ودولة الملالي، لذلك إن لم يتحقق هذا فإنه لابُد من القول، وداعاً لأميركا دولة عظمى، لعلَّ وعسى أنْ تأتي إدارة جديدة غير هذه الإدارة الباهتة البائسة!