البرقية أو التلغراف بدأت في الكويت أيام الشيخ مبارك الصباح (1896-1915م)، إلا أنها كانت مقصورة على استخدام الوكالة السياسية البريطانية في الكويت.

وفي عهد الشيخ سالم المبارك الصباح أصبحت البرقية متاحة للجميع، وتم مد خط تلغراف من البصرة إلى الكويت.

Ad

في مقال اليوم ومقالات أخرى قادمة سأعرض للقراء الكرام، إن شاء الله، وثائق ربما تكون جديدة ولم تنشر من قبل، وتتعلق بموضوع التلغراف وتمديد الخط، حيث عثرت منذ سنوات عدة على هذه الوثائق التي مصدرها المكتبة البريطانية في لندن.

بعض هذه الوثائق مراسلات بين المعتمد البريطاني في الكويت والشيخ سالم المبارك، وبعضها يتعلق بعقود عمل لمساعدة الإنكليز في مد الخط. نبدأ اليوم بوثيقة تاريخها 19 أكتوبر 1916، وهي عبارة عن عقد عمل بين مقاول وعماله، من طرف، والمعتمد البريطاني من طرف ثان، تقول هذه الوثيقة:

"وجه تحريره هو اني ابراهيم بن عبدالله بتاريخه قد تقاولت مع ميجر آر. اي. هملتن بوليتكل الدولة البهية القيصرية بالكويت على البوم الذي هو ملك ابواسماعيل على جلب ماي شط من البصرة الى ام قصر حتى ينتهي شغلهم واني ملزوم في 23 ذي الحجة 1334 موافق 21 اكتوبر 1916 اسافر من الكويت وفي 26 اكتوبر 1916 موافق 28 ذي الحجة ملزوم احضر في ام قصر شاحن ماي مقدار 2050 قوطي الفين وخمسين وتبتدي لنا اليومية من 21 اكتوبر 1916 بسعر كل يوم ثلاثين ربية (30) وقد قبضت من الميجر المذكور مقدما ثلاثمائة ربية وجميع المصاريف علينا وقد اعطيت هذه الورقة لاجل البيان كي لا يخفى في 21 ذي الحجة 1334 موافق 19 اكتوبر 1916".

هذه الورقة تشير إلى عدة أمور أهمها أن ميناء أم قصر كان ضمن حدود الكويت الشمالية المتاخمة للحدود العراقية، وقد تغير الوضع بعد ترسيم الحدود الذي تم بناء على قرارات الأمم المتحدة، والذي شطر أم قصر إلى شطرين؛ الشمالي للعراق والجنوبي للكويت، وغيرت الكويت الاسم إلى "البحيث".

كما تشير الورقة إلى أن فريق العمل الإنكليزي المشرف على مد خط التلغراف كان يحتاج إلى المياه، ولذلك تقاول مع أحد أبوام المياه العاملة في شط العرب لجلب هذه المياه لهم من الشط مقابل 30 ربية في اليوم الواحد، على أن تغادر السفينة بطاقمها بتاريخ 21 أكتوبر من الكويت، وتكون في أم قصر بعد تحميل المياه من الشط في 26 أكتوبر، وتم تسليم النوخذة إبراهيم بن عبدالله مبلغ 300 ربية عن عشرة أيام مقدماً، مما يعني أن المهمة ستستمر لأكثر من ذلك.

في المقال المقبل سأعرض وثيقة أخرى جديدة حول الموضوع نفسه بعون الله تعالى.

***

نبهني الأستاذ محمد يعقوب البكر إلى أن معنى مفردة "بيب" التي وردت في وثيقة الأسبوع الماضي تعني "خزان من التنك لحفظ الماء أو الرز أو غيره"، فشكراً له على المعلومة.