ريو 2016: هل تتفوق سيدات العرب على رجالهن؟

نشر في 18-08-2016 | 22:37
آخر تحديث 18-08-2016 | 22:37
تحقق النساء العربيات في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 افضل مشاركة لهن في تاريخ الالعاب، اذ تتقاسم راهنا مع الرجال الميداليات العشر التي احرزها الرياضيون العرب.

منذ الميدالية الاولى التي احرزها العرب في دورة امستردام 1928، نالت سيدات العرب حتى اولمبياد لندن 2012 عشر ميداليات فقط مقابل 84 للرجال، فيما يبلغ رصيدهن راهنا 5 من اصل 10.

وبعدما كانت ميداليات سيدات العرب تقتصر على العاب القوى، باستثناء لاعبة الجودو الجزائرية ثريا حداد، بدت القصة مختلفة في العاب ريو 2016.

فمن اصل الميداليات الخمس قبل اربعة ايام على نهاية الدورة، تحققت اثنتان فقط في العاب القوى، وطوقت سيدات العرب اعناقهن لاول مرة في رفع الاثقال والمبارزة والمصارعة.

تقول المبارزة التونسية ايناس البوبكري صاحبة برونزية فردي الشيش لوكالة فرانس برس: "انها ميدالية تاريخية لتونس، إنه أمر لا يصدق. أريد أن أهديها إلى النساء التونسيات والعربيات، لا سيما الشابات منهن. بحصولي على هذه الميدالية رسالة، تثبت لهن وللجميع ان المرأة موجودة وستستمر بالحفاظ على وجودها ومكانها في مجتمعاتنا".

وفي رياضة المصارعة الاكثر "رجولة"، نجحت التونسية مروى العمري في خطف برونزية وزن 58 كلغ، وهي نشرت صورة على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك علقت عليها: "عائدة لبلادي وميداليتي في حقيبتي".

وتابعت "لم يتحدث عني احد، ومع ذلك حققت ميدالية لبلادي الغالية ورفعت علمها".

صحيح ان اسماء العربيات المتوجات في ريو ليست رنانة مثل الجزائرية حسيبة بولمرقة والمغربيتين نزهة بدوان وحسناء بنحسي.. الا ان مشاركتهن الكثيفة اثبتت فاعلية تضاهي مشاركة الرجال، كما ان الذهبية العربية الوحيدة حتى الان حققتها البحرينية-الكينية الاصل راث جيبيت في سباق 3 الاف م موانع.

ومعلوم ان ذهبية وبرونزية الراميين الكويتيين فهيد الديحاني وعبدالله الرشيدي في الحفرة المزدوجة (دبل تراب) والسكيت على التوالي، لم تحتسب للعرب لانهما شاركا تحت العلم الاولمبي بسبب ايقاف الكويت.

وكانت غلة سيدات العرب مرشحة للزيادة لكن لم يتوقع احد ان تحل التونسية حبيبة الغريبي في المركز 12 خلال حملة الدفاع عن لقيها في 3 الاف م موانع.

احرزت العداءة المغربية نوال المتوكل، نائبة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية حاليا، اول ميدالية عربية بتتويجها في سباق 400 م حواجز في دورة لوس انجليس 1984.

بعدها نجحت العداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة بحصد ذهبية 1500 م في برشلونة 1992 والسورية غادة شعاع في مسابقة السباعية في اتلانتا 1996.

وكانت دورة سيدني 2000 اول نسخة تحرز فيها نساء العرب ميداليتين عبر العدائتين الجزائرية نورية بنعيدة مراح بطلة سباق 1500 م والمغربية نزهة بدوان صاحبة برونزية 400 م حواجز.

والمغربية حسناء بنحسي هي العربية الوحيدة التي احرزت ميداليتين : فضية سباق 800 م في اثينا 2004 وبرونزية السباق في بكين 2008 عندما نالت ايضا الجزائرية ثريا حداد برونزية وزن 52 كلغ في الجودو.

وفي لندن 2012، نالت التونسية حبيبة الغريبي فضية 3 الاف م موانع قبل ان يتم ترفيعها الى ذهبية بسبب تنشط الفائزة الروسية، كما نالت العداءة البحرينية مريم جمال فضية 1500 م.

تركزت الاضواء في النسخة الحالية والسابقة على مشاركة المرأة الخليجية في الالعاب، في ظل فرض اللجنة الاولمبية الدولية كوتا نسائية في كل نسخة.

وبعد الضجيج الذي اثير حول مشاركة لاعبة الجودو وداد شهرخاني في اولمبياد لندن 2012 واهليتها بارتداء الحجاب من عدمه، تكثفت المشاركة السعودية في ريو 2016 برغم حالة الجدل التي صاحبت مشاركتهن داخل المجتمع المحلي المحافظ.

وضمت البعثة السعودية في ريو 4 رياضيات: العداءتان سارة العطار (ماراتون) وكاريمان ابو الجدايل (100 م) والمبارزة لبنى العمير ولاعبة الجودو جود فهمي التي انسحبت قبل خوض مباراتها على خلفية اصابة تعرضت لها.

وبعيدا ايضا عن المستويات الفنية، تحولت السباحة السورية يسرى مارديني لاعبة فريق اللاجئين من ناجية من الغرق اثناء هربها من سوريا الى نجمة للالعاب.

وشاركت مارديني في سباقي 100 م حرة و100 م فراشة من دون اي نتائج لافتة، لكن الفتاة البالغة 18 عاما تصدرت المنابر منذ لحظة وصولها الى ريو للحديث عن مغامرتها التي اصبحت مأسوية لالاف النازحين في مياه البحر المتوسط.

نالت الرباعة سارة سمير اعجاب اهل بلدها بعد ان اصبحت أول مصرية تصعد على منصة التتويج في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعد رفع 255 كلغ (112 كلغ خطفا و143 كلغ نترا) وهي مبتسمة.

وغرد مقدم البرامج المصري الساخر باسم يوسف بعد استلامها برونزية وزن 69 كلغ: "سارة سمير 18 سنة ومنذ 2012 وهي بتقش بطولات. برافو برافو"، فيما كتبت لها الشابة نوران: "سارة أنت مصدر الهام لي. ابقي كما انت".

وعن احرازها اول ميدالية لسيدات مصر، قالت سمير: "هذا شرف كبير لي، ولا يمكنني التعبير عن شعوري".

وتملك الواعدة سمير سجلا ناصعا على مستوى الشابات، فهي صاحبة ذهبية الالعاب الاولمبية للشباب 2014 في الصين وذهبيتي بطولة افريقيا وبطولة العالم للناشئات، بالاضافة الى المركز الرابع في بطولة العالم للكبار في الولايات المتحدة.

وأخفقت سمير في المشاركة في امتحان الثانوية العامة في مصر، بسبب مشاركتها في أولمبياد ريو، ما دفعها إلى الطلب من وزارة التربية والتعليم المصرية ان ترسل لها امتحانات الثانوية العامة إلى ريو، وأن تعقد لها لجنة امتحان خاصة في السفارة المصرية هناك، لكن برغم فشلها موقتا بنيل الشهادة الا انها كسبت قلوب ملايين المصريين.

وبلغت الغلة العربية 10 ميداليات حتى الان، بينها ذهبية البحرينية راث جيبيت في سباق 3 الاف م موانع، فضية مواطنتها اونيس جبكيروي كيروا في الماراتون، وبرونزيات المصرية سمير والتونسيتين البوبكري والعمري، فهل تستمر المشاركة العربية اللطيفة بحصد الميداليات وتتخطى لاول مرة في التاريخ رصيد رجالهن؟.

back to top