خارج السرب: طبخة الرئاسة أحجارها الثلاثة
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
والثانية أن الشعور الشعبي العام متململ جداً، خصوصاً بعد انكشاف سندان التنمية تحت مطرقة الأزمات المالية، وقرارات التقشف الأخيرة التي زاد طينها بلة ضعف الخطاب الإعلامي للمجلس والحكومة، وكذلك أداء النواب الذي يرى القذى في عين القضايا التافهة وغير المجدية، ولا يرى الجذع في عين قضايا المواطن الكبرى، ولذلك يمكن توقع عاصفة غضب شعبية تجعل الأوراق الانتخابية تتساقط في خريف لن تعجب رياحه وزوابعه مزاج الحكومة وأعضاء المجلس الحالي، خريف سيأتي بمجلس غير مهادن تحرك أشرعته عواصف الإحباط الشعبي وتوجهها "دعوم" نحو ميناء التصادم مع الحكومة، لتفريغ شحنات ردات الفعل المكبوتة مباشرة على بلاط أرصفته. أما الثالثة فتقول إن نظام الصوت الواحد لم يختبر فعلياً حتى الآن، فظروف المقاطعة وعزوف الكتل الكبرى فكرية كانت أم قبلية، وابتعاد الأسماء السياسية الثقيلة، كلها ساهمت في خلق صورة وهمية للتمثيل الحقيقي لأطياف الشعب، وهي صورة ربما تكسر بروازها وبقوة المشاركة القادمة، ومن هنا نستطيع رسم صورة واقعية ثلاثية الأبعاد للحضور الشعبي الحقيقي داخل المجلس، والذي حتماً سيكون ريحاً تبدد دخان أي قراءة مستقبلية للرئيس القادم عبر واقع أوجدته ظروف مختلفة، وقواعد كانت وما زالت بنتاً وحيدة لأبيها ميزان القوى وأمها ظروف المرحلة.شكل المجلس القادم سيرسم حظوظ الطرف الثاني في معادلة الرئاسة، والذي سيجعل برادة حديد أصوات الحكومة تتجه نحو مغناطيس الحليف المحتمل أو "الريس" الأكثر فائدة والأقل ضررا، وهذا سيكون موضوع المقال القادم بإذن الله.