كل الذين أغرقوا الأرض بالدماء، كانوا مستبدين، عتاةً، طغاةً، جبابرة! فالدكتاتورية وسيلتهم للتسلط على رقاب الشعوب، فهذا النمط من النماردة الذين تفرعنوا على سجية الإنسان السوية، إذ ترسَّخ بداخلهم الشعور بأنهم وحدهم فقط العباقرة الذين اعتمدتهم العناية الإلهية ليتصرفوا في الأرض، كيفما شاؤوا!
هؤلاء -على امتداد التاريخ- كانوا آفة الجنس البشري!***• والأمثلة على نماذج الطغاة الذين بنوا مجدهم فوق تلال الجماجم البشرية لا تعد ولا تحصى، وأقربها إلى الأذهان صدام حسين، ومن قبله هتلر، وموسيليني، والعشرات، بل المئات غيرهم. ولست هنا بصدد البحث عن تاريخ جرائم هؤلاء وما فعلوه بالبشرية، ولكنني وقفت أمام نهايات الأغلبية العظمى منهم!ولست بحاجة إلى أن أحدثكم بنهاية صدام وحفرته الشهيرة، ولا النهايات التي آل إليها مصير كل من: بن علي، مبارك، القذافي، صالح، ومن قبلهم السادات!ولا أريد الابتعاد بكم قليلاً إلى ما لاقاه: شاه إيران، ماركوس الفلبين، وفاروق مصر، أو فيصل العراق، والكثير من هذه الأمثلة لأنها باهتة كبهوت أبطالها.• نهاية هتلر -مثلاً- كُتبت فيها الدراسات والبحوث وصورتها الأفلام، وحتى الآن لم تثبت حقيقة مؤكدة للنهاية التي آل إليها!• نابليون بونابارت الذي تسبب في مقتل الملايين من شباب فرنسا وأوروبا، مات ميتة غير طبيعية، فطبيبه كتب في تقريره: لقد تعرض لسرطان المعدة. وهناك من قال إنه مات مسموماً! المهم كانت نهاية نابليون من منفى إلى منفى، إلى أن اختفى بعد أن كان قد هيأ نفسه كي يكون امبراطوراً للعالم!***• لماذا هذا المقال؟!أجيب: عالمنا العربي يعج بالحروب، والإنسان العربي يمر بأسوأ ما يمر به كائن فوق هذا الكوكب، بعد أن أصبحت بلاده بؤرة لأبشع أشكال البغض والكراهية، حيث يقتل الابن أمه وأباه باسم الدين!• والأمثلة التاريخية -القليلة- التي جئت بها لا أظنها خافية على قادتنا المعاصرين.ومؤتمر قمة موريتانيا فشل جديد في سلسلة مؤتمرات فاشلة!• لذلك فإنني أقترح مؤتمراً جديداً على قادتنا، وأنا واثق بأنه سيكون أول وأنجح مؤتمر في تاريخ العرب، إذ سيكون عنوانه: العمل على تحقيق "الولايات العربية المتحدة"، ورسم خطوط الانتخابات البرلمانية الحرة لكل الشعب العربي!• أم تراني من شدة الصفعات، دخلت في دائرة الهذيان؟!
أخر كلام
الطغاة!
20-08-2016