الحسكة تشتعل... و«قسد» تسلم مواقعها لمجلس منبج

• خسائر جديدة لإيران في حلب
• الأسد يحرق مستشفى داريا
• حاملة الطائرات الروسية تتأهب

نشر في 20-08-2016
آخر تحديث 20-08-2016 | 00:05
سوري يجهز لافتتاح محله المدمر في غارة نظامية على حي الصالحين في حلب أمس الأول (رويترز)
سوري يجهز لافتتاح محله المدمر في غارة نظامية على حي الصالحين في حلب أمس الأول (رويترز)
في مؤشر على استمرار التصعيد، شهدت مدينة الحسكة أمس معارك جديدة بين قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات الدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب الكردي، التي اقتربت من المربع الأمني للقوات السورية، في حين أخلت قوات الأمن الداخلي (الأسايش) معسكر تل بيدر تماماً بعد استهداف الطيران السوري له.
وسط صمت من النظام السوري عن سبب الاشتباكات الدامية في الحسكة، لم تصمد هدنة مؤقتة بين القوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني من جهة ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى أكثر من ست ساعات، ثم عادت المعارك المشتعلة إلى حدتها.

ورغم محاولات التهدئة، شنت الوحدات الكردية هجوماً على معسكر الصاعقة غرب مدينة الحسكة للوصول إلى حي النشوة الغربي حيث توجد مقرات لقوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة كما دارت معارك في حيَّي العمران وغويران وسط المدينة.

وساندت المدفعية الحكومية التابعة للفوج 123 القوات الحكومية والدفاع الوطني خلال الاشتباكات على جسر البيروتي الواصل بين حي غويران والحارة العسكرية، في حين استهدف طيران النظام معسكر تل بيدر التابع لقوات الأمن الداخلي (الأسايش)، مما اضطرها إلى إخلائه تماما.

وسيطرت الوحدات الكردية على حاجز المشتل التابع للقوات الحكومية والقوات الموالية لها، التي انتزعت بشكل كامل حي الزهور وصدت هجمات كردية عليه، كما سيطرت على مشفى الكلمة ومدرسة الامل وسط المدينة، في حين يحاصر حرس الحدود الحكومي مقرا للوحدات الكردية في مبنى مقهى هافانا وسط المدينة.

واعتبر تنظيم "الاتحاد الديمقراطي PYD" الكردي، أن نظام الأسد "يقدم على الانتحار"، في تلويح جدي بطرد النظام نهائياً من المحافظة، وذلك على خلفية قصف طائرات النظام مواقع قوات "الأسايش"، في حين أكدت مصادر وصول تعزيزات عسكرية لتنظيم "الوحدات" إلى أطراف مدينة الحسكة، قادمة من مدينة عفرين ومناطق في ريف المحافظة، وذلك بهدف القيام بعملية عسكرية واسعة ضد قوات الأسد في المدينة.

تسليم منبج

وعلى جبهة ثانية، أعلن المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها، في بيان، أن قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بعد أن أنجزت مهامها بطرد تنظيم "داعش" من المدينة الاستراتيجية بريف حلب الشمالي الشرقي، قامت بتسليم كل المواقع والنقاط العسكرية التي كانت تتمركز فيها ضمن مركز المدينة، لقوات مجلس منبج العسكري وكذلك تقوم بتسليم النقاط في الخط الدفاعي الشمالي على الضفة الشمالية لنهر الساجور لقوات المجلس.

إلى ذلك، تمكنت فصائل "جيش الفتح" وغرفة عمليات "فتح حلب" من احباط محاولة جديدة لقوات الأسد والميليشيات الشيعية، لإعادة احتلال مناطق حررها أخيرا في جنوب مدينة حلب.

وأفاد المكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" بمقتل عدد من عناصر الميليشيات الشيعية وقوات الأسد، بينهم ضباط خلال احباط "جيش الفتح" محاولتهم التقدم على محوري "الراموسة" والكلية الفنية الجوية، جنوب مدينة حلب، وذلك في محاولة جديدة لقطع طريق الامداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية للمدينة.

من جانبه، أكد المكتب الإعلامي لـ"تجمع فاستقم" التابع للجيش السوري الحر والمنضوي في غرفة عمليات "فتح حلب" مقتل مجموعة من ميليشيات إيران في كمين، خلال محاولتها اقتحام دوار "الطيارة" في الراموسة.

وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من إعلان "جيش الفتح" استعادة بلدة "القراصي" التي كانت قوات النظام تقدمت فيها صباح أمس في ريف حلب الجنوبي، وذلك بعد معارك عنيفة خلفت العديد من القتلى في صفوف قوات الأسد، والميليشيات الشيعية المساندة له في المنطقة.

مستشفى داريا

في ريف دمشق، أظهر فيديو مصور نشره ناشطون سوريون حريقاً ودماراً كبيرين في المستشفى الميداني الوحيد بمدينة داريا بعد تعرضه لقصف بقنابل يعتقد أنها قنابل نابالم حارقة ألقتها طائرات الأسد على المبنى.

وذكرت مصادر ميدانية في داريا أن القصف كان بواسطة ثلاث طائرات حربية شوهدت فوق المدينة. وتزامن القصف مع تساقط كثيف لقذائف الهاون، في محاولة لمنع الأهالي من إطفاء الحرائق الناتجة عن براميل النابالم.

الحاملة الروسية

وفي تطور لافت، دخلت عملية تطوير وتحديث حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" مرحلتها الثانية تمهيداً لإرسالها إلى شواطئ سورية للمشاركة في الحملة العسكرية الداعمة للنظام.

وكشف مصدر صناعي عسكري لوكالة "سبوتنيك" أمس "أن حاملة الطائرات وصلت إلى مصنع إصلاح السفن 35 لاجتياز المرحلة الثانية من العملية التطويرية التحديثية التي يجب أن تكتمل قبل نهاية سبتمبر، وبعدئذ ستكون حاملة الطائرات مستعدة للذهاب إلى البحر".

إجلاء مرضى

إنسانياً، أجلى الهلال الأحمر السوري أمس 18 حالة مرضية بينهم 13 طفلاً من بلدة مضايا المحاصرة من قوات النظام بشكل كامل منذ عام، وبشكل متواز، تم إخراج 18 شخصاً بينهم عدد غير محدد من الاطفال من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوري بتنسيق مع الأمم المتحدة باتجاه دمشق لتلقي العلاج.

ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس ان تكون احدى غاراتها تسببت في إصابة الطفل السوري عمران البالغ من العمر 4 سنوات الذي انتشرت صورته عبر وسائل التواصل والاعلام في العالم، مؤكدة أن طائراتها "لا تحدد بتاتا اهدافا داخل مناطق لا تشهد قتالا".

سجن صيدنايا... «ثقب أسود»
أعادت منظمة العفو الدولية بناء مجسم ثلاثي الأبعاد لسجن صيدنايا الذي يعتقل فيه معارضو النظام السوري ويتعرضون للتعذيب وحتى القتل حسب المنظمة التي تعرض تجربة الدخول الى صالة للتعذيب وزنازين يتكدس فيها المعتقلون وأصوات تتجمد لها الدماء في العروق.

وتصف المنظمة البريطانية السجن بأنه "ثقب أسود لا تتوفر اي صور حديثة له"، وتعرض القيام بزيارة افتراضية اليه في تجربة بصرية وسمعية تستند بشكل حصري الى ذكريات سجناء سابقين خرجوا منه احياء.

بعد الدخول الى الصفحة المخصصة للسجن الافتراضي على موقع منظمة العفو يبدأ الزائر جولته في المبنى الذي صمم على شكل ثلاثة عنابر تلتقي في الوسط.

تؤكد المنظمة ان "الاف" الاشخاص قتلوا في هذا السجن وفق تقرير اسود نشرته أمس الاول حول التعذيب الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه في السجون السورية.

خلال الجولة الافتراضية، تتوقف شاحنة تبريد في ساحة السجن العسكري، يفتح باباها الخلفيان فيظهر المعتقلون وأيديهم مقيدة خلف ظهرهمـ هنا يتم تعريفهم على مكان اعتقالهم عبر الصراخ والضرب.

في داخل المبنى الاسمنتي العاري يوجد ما يشبه قاعة تتفرع منها العنابر الثلاثةـ وعلى برج مستدير عال، يقف حارس مسلح. عند مدخل احد الممرات توجد غرفة جدرانها متهالكة تبدو عليها آثار دماء فوق طلاء أبيض قديم، إنها غرفة التعذيب ويوجد فيها دولاب وقضبان حديدية وأسلاك كهربائية وأحزمة أو عصي يستخدمها الجلادون الذين تقول منظمة العفو انهم يمارسون "الوحشية بأبشع أشكالها".

back to top