تلوح في الأفق أزمة بين الكنيسة والدولة في ما يتعلق بمشروع قانون "بناء وترميم الكنائس"، لا سيما بعدما رفضت الكنيسة الأرثوذكسية، ما سمته بـ "التعديلات غير المقبولة"، على المشروع المقرر إصداره خلال دورة الانعقاد الأولى لمجلس النواب وفقا لنص المادة 235 من الدستور، وكشف مصدر حكومي رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أمس، أن المشروع تم تأجيله لحين مراجعة المادة المتعلقة بمنح المحافظين والجهات الأمنية حق إصدار تراخيص بناء الكنائس، ما تعترض عليه الكنائس المصرية، إذ تطالب باستبعاد الجهات الأمنية.وعلمت "الجريدة" أن الكنيسة ترى أن الصيغة الحالية لبعض مواد مشروع القانون ستتسبب في أزمات مع السلفيين، حيث وضع المشرع تعريفا للكنيسة باعتبارها مبنى داخل سور دون أن ينص على وضع صليب أو جرس أعلى المبنى، ما ترفضه الكنائس التي ترى ضرورة النص على ذلك، الأمر الذي يتسبب في مشاكل مع التيار السلفي الذي احتج أعضاؤه أكثر من مرة على وضع صلبان أعلى الكنائس. المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، قال في بيان له، إن "هناك تعديلات غير مقبولة وإضافات غير عملية" على مشروع القانون، موضحا أن ممثلي الكنائس المصرية (الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية)، حضروا اجتماعا مهما اﻷربعاء الماضي، ضم ممثلي جهات عديدة بالدولة لمناقشة مشروع القانون، غير أن ممثلي الكنائس "فوجئوا بتعديلات غير مقبولة وإضافات غير عملية، وتعلن أنها ستسبب خطرا على الوحدة الوطنية المصرية".رئيس لجــــنة الحــــوار بالكــــنـــيسة الإنجيلية، إكرام لمعي، قال لـ "الجريدة" إن "الكنائس الثلاث، وافقت على مشروع القانون، لكنها اعترضت على مادتين، الأولى الخاصة بموافقة الجهات الأمنية، والثانية خاصة بمساحة الكنيسة وعدد المسيحيين، وتمت الاستجابة وحذف النقطتين، لكن عند تقديم المشروع فوجئنا بوجود المادتين من دون حذف"، بينما رأى المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، رفيق جريش، أن هناك عبارات تم تغييرها في الصورة النهائية للمشروع، كانت السبب في رفض الكنيسة القبطية لهذه التعديلات.
الوديعة السعودية
إلى ذلك، تسعى القاهرة للخروج من أزمتها الاقتصادية عبر البحث عن دعم من كبار المانحين في المنطقة والعالم، إذ كشف مصدر حكومي لـ "الجريدة"، أمس، أن وزيرة التعاون الدولي سحر نصر، ستبدأ زيارة العاصمة السعودية الرياض، خلال أيام، للتوقيع على اتفاقية الوديعة السعودية المقدمة لمصر بقيمة ملياري دولار، وأن الرياض ستسدد قيمة الوديعة على دفعتين، على أن تتسلم القاهرة الدفعة الأولى في أكتوبر المقبل بقيمة مليار دولار، والدفعة الثانية مع بداية العام المقبل.وأكد المصدر الذي اشترط عدم نشر اسمه، أن سبب تأخر وصول قيمة القرض المقدم من الصندوق السعودي للتنمية، المقدر بـ 1.5 مليار دولار، والذي اعتمدته الحكومة المصرية في مايو الماضي، هو تأخر القاهرة في تقديم المشروعات التنموية التي سيتم إنفاق مبالغ القرض عليها، متوقعا أن الوفد المصري الذي سيزور الرياض قريبا لمناقشة تفاصيل الوديعة السعودية، سيناقش كيفية تمكن القاهرة من الحصول على 500 مليون دولار كجزء أول من القرض في القريب العاجل.في الأثناء، أكد رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، خلال اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، الخميس الماضي، أن صندوق النقد الدولي لم يفرض أي شروط للحصول على القرض المصري، بقيمة 12 مليار دولار على ثلاث سنوات، وقال إن مشكلة عجز الموازنة تتطلب زيادة الإيرادات وخفض الإنفاق كلما أمكن ذلك، وأنه سيتم تفعيل ضريبة القيمة المضافة لزيادة الإيرادات، فيما سيتم إصلاح منظومة الدعم، بما في ذلك رفع نحو 70 في المئة من قيمة دعم البترول، وزيادة أسعار تذاكر المترو، مع التوسع في برامج الحماية الاجتماعية للفقراء ومحدودي الدخل.خلية الهرم
في غضون ذلك، كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أمس، أن الأجهزة الأمنية أسقطت إحدى الخلايا الإرهابية شديدة الخطورة، حيث خرجت مأمورية من العمليات الخاصة وجهاز الأمن الوطني ودهمت شقتين بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة، وتم العثور في إحدى الشقتين على مبالغ مالية، ومادتي "تي إن تي" و"سي فور" شديدة الانفجار، ودوائر كهربائية، وأسلحة آلية وعدد كبير من الذخائر والطبنجات.وتم القبض على أحد المتهمين بمحاولة اغتيال مفتي مصر السابق، علي جمعة، مطلع الشهر الجاري، في الشقة الثانية بمنطقة المريوطية أثناء مداهمتها، وعثر بداخلها على أرقام هواتف الشخصيات العامة والسياسية وعدد من صور هذه الشخصيات والعناوين الخاصة بها، وأكد المصدر أنه تم العثور على السلاح المستخدم في محاولة اغتيال جمعة، لكن بقية المتهمين هربوا قبل وصول قوات الأمن بما يقارب ساعة، إذ أكد شهود عيان أن المتهمين وعددهم ستة، فروا قبل وصول قوات الأمن بنحو ساعة، وتواصل قوات الأمن عمليات البحث للقبض عليهم قبل فرارهم.وفي سيناء، أصيب 6 من أفراد قوات الشرطة في انفجار عبوة ناسفة بمنطقة غرب العريش شمالي سيناء أمس، فيما أصيب 4 مجندين من قوات الجيش خلال عملية استهداف من قبل عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، على كمين الماسورة برفح شمالي سيناء أمس الأول، بينما قال مصدر أمني إن "مجندين قتلا فيما أصيب ثالث خلال هجوم إرهابي على الكمين نفسه ظهر اليوم نفسه".