تعيين بانون يعمِّق يمينية خطاب ترامب

المرشح الجمهوري لم يكف عن الهفوات وكيل الاتهامات الشخصية والسياسية

نشر في 20-08-2016
آخر تحديث 20-08-2016 | 00:12
No Image Caption
في خطاب انتخابي بمدينة شارلوت عاصمة ولاية نورث كارولينا، هو الأول له بعد «عملية التنظيف والتجديد» التي أجراها على حملته الانتخابية، بدا أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يسعى إلى محاولة تقديم نفسه بحلة جديدة، محاولاً المزج بين أسلوبه الخاص والنصائح التي يمليها عليه فريقه الجديد من دون أن «يفقد نفسه».

لكن معلقين تساءلوا كثيراً عن الجديد الذي قدمه ترامب في هذا المجال، في الوقت الذي لم يتوقف فيه أصلاً عن متابعة نهجه الذي اعتمده منذ بداية المعركة الانتخابية قبل أكثر من 15 شهراً، وعن تكراره العديد من مواقفه الإشكالية من دون تغيير؟

فهو لم يكف عن ارتكاب الهفوات أو كيل الانتقادات والاتهامات سواء كانت شخصية أو سياسية، رغم بدء اعتماده على الخطابات المكتوبة.

وإذا كان المرتجى هو «عودة ترامب ليكون ترامب»، فما الداعي لإعلان ندمه عن عدم نجاحه أحياناً في استخدام الكلمات المناسبة في خطاباته؟ وما الداعي لكل هذا التغيير في قيادة حملته إذا كان ما صرح به لم يحد عما درج عليه في الأصل؟

تقول أوساط سياسية إن خطاب ترامب الأخير يثبت الشكوك التي تحدثت عن محاولته تجنب الإحراج الذي سيسببه كشف علاقة مدير حملته السابق بول مانافورت بالرئيس الأوكراني السابق في قضايا فساد على حملته الانتخابية.

فخلال الأشهر الأربعة الماضية لم تحدث مفاجآت في خطابات ترامب، ولم يظهر أن عقلانية مانافورت ومحاولته تشذيب أسلوبه في التعبير غيرتا في طبيعته.

فتراجعه المتواصل في استطلاعات الرأي بعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري، مرتبط بمواقفه وخطاباته التي لم تنفك تثير الإشكالات، من تهجمه على عائلة الجندي الأميركي المسلم، إلى طلبه من روسيا قرصنة بريد كلينتون الإلكتروني، ثم تحميله إياها والرئيس باراك أوباما مسؤولية انتشار «داعش»، الأمر الذي عاد وكرره أمس الأول في خطابه.

غير أن الجديد الذي يخشى منه الأميركيون أو على الأقل قسم كبير منهم، أن يكون تعيين ستيفن بانون المدير التنفيذي لموقع بريتبارت الإخباري الأكثر يمينية، والذي يشبهه البعض بالماكينة الإعلامية للحزب النازي خلال حكم هتلر في ألمانيا، مقدمة لمزيد من خطابات الكراهية والتقسيم والتحريض بين الأميركيين.

بانون، الذي يوصف بأنه على يمين حركة حزب الشاي اليمينية، والذي سبق له أن روج لسارة بيلين نجمة هذه الحركة والمرشحة السابقة لنيابة الرئيس عام 2008، وساهم في إعادة تقديمها عام 2011 في كتاب ثم في عمل تلفزيوني توثيقي، يتوقع أن يدفع بطروحات أكثر تشدداً، ومحاولة إثارة الغرائز في أوساط شعبية يمكن أن تتأثر بأسلوبه، عله ينجح في استعادة الزخم لحملة ترامب.

وفي الوقت الذي يتوقع المحللون الذين يتابعون يوميات المعركة الانتخابية أن يعيد ترامب وفريق عمله إحياء الجدال حول كلينتون سواء عن وضعها الصحي أو عن بريدها الإلكتروني أو عن مؤسستها الخيرية وعملها في الخارجية الأميركية...، يحذر هؤلاء من أن رهان ترامب لا يزال منعقداً جدياً على صغار الطبقة الوسطى من البيض، وعلى غير المتخرجين في الجامعات، والمتسربين من التعليم الثانوي، والبالغين من المتشددين دينياً.

وأعلنت حملته تخصيص ملايين الدولارات لحملة دعائية تلفزيونية في خمس ولايات هي فلوريدا وفيرجينيا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا تعتبر حاسمة في معركة الرئاسة، خصوصاً أنها تحمل خليطاً سكانياً يعكس الفئات الواردة أعلاه.

في المقابل، يرى هؤلاء أن كلينتون عليها الكثير من المسؤوليات، وعليها بذل جهود استثنائية في محاولة لإعادة تحسين صورتها وترميم مصداقيتها أمام الناخب الأميركي الذي يتهمها بقلة النزاهة لتعزيز ما أنجزته على هذا الصعيد، بعدما نجح منافسها بيرني ساندرز في فرض تبنيها العديد من طروحاته اليسارية.

وهي أعلنت أمس الأول أن مؤسستها الخيرية التي تديرها مع زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون ستتوقف عن قبول أي تبرعات أجنبية، وستحد من قبول التبرعات المحلية في حال فوزها بالانتخابات في نوفمبر المقبل، لقطع الطريق على الاتهامات التي وجهها إليها ترامب بأنها ستخضع لتأثير المانحين.

وعليه ينتظر الجميع ما قد تحمله الأيام القليلة المقبلة من تصريحات ومواقف من ترامب لمعرفة ما إذا كان تغيير قيادة حملته سيؤثر على شعبيته، علماً أن التقديرات تؤكد أن هذا التغيير مؤشر سلبي جداً، ويشير إلى التخبط الذي تعانيه حملته قبل 80 يوماً فقط على موعد الانتخابات الرئاسية.

back to top