مهرجان «القومي للمسرح»...

أكّدت فعاليات المهرجان القومي للمسرح في مصر ظاهرة غياب النجوم الكبار عن العروض في المسابقة الرسمية، خصوصاً بعد استبعاد الإدارة أكثر من مسرحية أنتجتها الدولة لنجوم كبار، في مقدمها «ألف ليلة و ليلة» من بطولة يحيى الفخراني، بالإضافة إلى عروض أخرى من بينها «بس أنت مش شامم» لفتحي عبد الوهاب (إنتاج مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح)، و«حوش بديعة» من بطولة: انتصار، وأبو الليف، وإيهاب فهمي، والفنان الكبير محمود مسعود، وأشرف مصيلحي. لتشكّل بذلك مشاركة الشباب أكبر نسبة في عروض المسابقة الرسمية، ما أشعل المنافسة بين الوجوه الشابة من الهواة والمستقلين وفناني البيت الفني للمسرح.

نجح الشباب في لفت الانتباه إلى مواهبهم بوصفهم العنصر الأكثر بريقاً في هذه الدورة، كذلك تمكّن المخرجون الشباب من منافسة كبار المخرجين، مقدمين عروضاً مميزة لمواهب عدة.

عروض مميزة

شارك مركز «الهناجر للفنون» بعرضين خلال المسابقة الرسمية، هما «الزومبي» و«الخطايا العشر» من إخراج طارق الدويري، بينما قدّم «صندوق التنمية الثقافية» عرضي «زي الناس» من إنتاج مركز الإبداع الفني وإخراج هاني عفيفي، و«صاحب السمو» من إنتاج مسرح «في كل مكان» وإخراج محمد مرسي، ومن «البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية» تابع الجمهور «الشاطر حسن» لفرقة «تحت 18» والمخرج حسن الشريف، و«حارة السنان» للفرقة الغنائية الاستعراضية والمخرج حسن سعد.

دار الأوبرا المصرية شاركت بعرض «كلنا كاليجو» لفرقة الرقص المسرحي الحديث، من إخراج محمود مصطفى، و«البصاصين» للفرقة نفسها من إخراج مناضل عنتر، ومن المعهد العالي للفنون المسرحية تابعنا «الخروج عن النص» للمخرج كريم سامي، و«لا مخرج أو جلسة سرية» للمخرج وائل محمد عبد الفتاح.

آراء

قال رئيس «البيت الفني للمسرح» الفنان إسماعيل مختار إن «المهرجان في حالة تصاعد مقارنة بعروض السنوات الماضية، وهو أمر تأكّد من خلال الإقبال الجماهيري الذي حظيت به هذه الدورة عن الدورات السابقة بفضل جهود الرئيس المخرج ناصر عبدالمنعم، ودعم المجلس الأعلى للثقافة الذي أعتبره داعماً مهماً وسبباً رئيساً في عودة المهرجان».

وواصل مختار مؤكداً أن مهرجانات وزارة الثقافة في مصر تعدّ الأفضل وتعتبر وسيلة لإيجاد تظاهرة فنية تُعبر عن المبدعين المسرحيين من شتى أنواعهم: المستقلون، الجامعات، الهواة، المحترفون، الجامعة... وأطياف العمل المسرحي كلهم الذين شاركوا في المهرجان، وأوضح أن ذلك بمنزلة اعتراف من الدولة بأهمية وجود فئات مختلفة، ورسالة تؤكد أهمية دعم المبدعين من الشباب في الفئات كافة.

وعن غياب عروض النجوم الكبار، أضاف أن السبب يرجع إلى إدارة المهرجان التي قررت إعطاء فرصة متكافئة للشباب في مختلف المجالات للتعبير عن إبداعاتهم على خشبة المسرح.

وأكد رئيس المهرجان القومي للمسرح المُخرج ناصر عبد المنعم من جانبه، أن «نجاح المهرجان يشعرنا بسعادة كبيرة، خصوصاً مع إقبال الشباب على فن المسرح، وهم من طلاب الجامعات والهواة والمستقلين الذين قدموا عروضاً رائعة بإمكانات بسيطة، وأنفقوا على عروض نافست أكبر الجهات الإنتاجية». كذلك أوضح أن إدارة المهرجان حرصت على زيادة الجهات الإنتاجية مثل المسرح الجامعي الذي شارك هذه الدورة بأربعة عروض مسرحية بعدما كانت مقصورة على اثنين نتيجة زخم الإنتاج المسرحي داخل الجامعات. وتابع: «نلمس في هذه الدورة زيادة العروض المشاركة، فقد بلغ عددها داخل المسابقة الرسمية 37 عرضاً إلى جانب أربعة عروض خارج المسابقة».

وعن غياب النجوم الكبار عن المشاركة بعروضهم في المهرجان، أكد رئيسه أن العرض الوحيد الذي تنطبق عليه الشروط هو «ألف ليلة وليلة» ليحيى الفخراني، وفضلت الإدارة استبعاده لإعطاء الفرصة للشباب، خصوصاً أن المسرحية حققت نجاحاً ورواجاً جماهيرياً كبيراً سابقاً، أما باقي العروض، ومن بينها عرض محمد رمضان أو أحمد بدير، فلا تنطبق عليها لائحة المشاركة في المهرجان لأنها أنتجت قبل العام الماضي.

وأضاف أن «غياب النجوم الكبار ربما جاء خشية الدخول في منافسة مع الشباب أو التقليل من قدرهم، علماً أن إدارة المهرجان تجاوزت هذه الأزمة بإصدار جوائز لكبار النجوم وللصاعدين، من ثم لا توجد بينهم أية منافسة».