قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المرتقبة غداً إلى السعودية لبحث الحرب في اليمن، خفّضت الولايات المتحدة عدد مستشاريها العسكريين لدى التحالف العربي، الذي تقوده الرياض البالغ عددهم 45 إلى نحو خمسة فقط، مؤكدة أن هذا القرار غير مرتبط بالعدد الكبير للخسائر في صفوف المدنيين.

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي بالبحرين اللفتنانت أيان ماكونهي، أمس، إن هذا الخفض لعدد المستشارين تقرر "نتيجة تراجع طلب المساعدة" من قبل السعوديين.

Ad

وأضاف ماكونهي أن قرار خفض عدد المستشارين العسكريين لا يؤثر على الدعم الأميركي للسعوديين، واتخذ من أجل إدارة أفضل للموارد البشرية في البحرية الأميركية، مضيفاً: "هذا هو السبب الرئيسي للقرار وقد اتخذ وفقاً لمستوى الدعم المطلوب من السعوديين".

عدد محدود

وذكر أن واشنطن تبقي على عدد محدود من المستشارين لدى التحالف أي "أقل من خمسة يعملون ضمن خلية المستشارين" من أصل 45 مستشارا لدى التحالف يعملون في السعودية والبحرين منذ تشكيله في مارس 2015 لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي بعد أشهر من طرده من صنعاء.

ولفت الضابط الأميركي إلى أن البحرية الأميركية تقدم للسعوديين "صوراً تسمح لهم بتقييم الوضع على الأرض بشكل أفضل"، مؤكداً أن التعاون في مجال تبادل المعلومات متواصل مع السعوديين.

رد التحالف

في المقابل، امتنع المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري عن تأكيد التفاصيل بشأن نقل مستشارين عسكريين أمريكيين، لكنه قلل من أهمية مثل تلك الإجراءات.

وقال عسيري، لوكالة "رويترز"، إن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية، وإن الإجراء يتصل بأمر "على المستوى التخطيطي"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ربما تجري تغييراً في المواقع لكن ذلك ليس له تأثير على العلاقة المشتركة بين البلدين.

حكومة التمرد

وفي صنعاء، قال صالح الصماد، رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في اليمن (المشكل من قبل متمردي جماعة الحوثي وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح) أمس، إن البت في تشكيل "الحكومة" سيتم في الأيام القليلة القادمة.

وأضاف الصماد، في كلمة فعالية في صنعاء تأييداً لهذا المجلس، "جاء المجلس السياسي تلبية لطموحات الشعب كل الشعب واستجابة لمطالبه، وهناك تحديات ومصاعب جمّة أمام المجلس وبكم أنتم نكون قادرين على مواجهة كل التحديات".

وطالب الصماد، من وفد (الحوثيين وصالح)، الذي شارك في مشاورات الكويت، بـ"عدم الجلوس مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قبل العودة من سلطنة عمان واستشارة المجلس السياسي الأعلى".

المبعوث الأممي

وتابع الصماد: "المبعوث الأممي بدا عاجزاً عن استصدار تصريح بالسماح لطائرة الوفد الوطني بالعودة إلى صنعاء"، مشيراً إلى أنهم سيمدون أيديهم لكل دول العالم "باستثناء الكيان الصهيوني".

وانطلقت صباح أمس، في صنعاء فعالية تأييداً للمجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثي وصالح نهاية يوليو الماضي لإدارة شؤون البلاد داخلياً وخارجياً، ويتكون من 10 أعضاء من كلا الطرفين.

وبالتزامن مع ذلك، شنّت مقاتلات التحالف العربي، غارات جوية على معسكر الحفا شرق العاصمة، ومعسكر ضبوة جنوب شرق العاصمة، إلى جانب معسكر الصمع بمديرية أرحب شمال صنعاء.

معارك الحدود

وعلى حدود نجران، قامت ميليشيات الحوثي بقتل 15 جندياً من أفراد الحرس الجمهوري الهاربين من المعارك في حدود نجران، حيث تم مقتل ما يقارب 70 حوثياً من قبل القوات السعودية.

وبحسب الدفاع المدني السعودي، فإن مواطناً مدنياً قتل وأصيب ستة مقيمين أجانب أمس، بسقوط صواريخ أطلقها المتمردون على مدينة نجران، في حين شنّت طائرات التحالف أكثر من غارة جوية ضد مواقع ميليشيات الحوثي في مديرية حرض اليمنية قُبالة منفذ الطوال البري السعودي في جازان.

البنك المركزي

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة اليمنية، أمس الأول، أنها لن تتعامل مع البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين في صنعاء بتركيبته الجديدة. ودعا رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر محافظ البنك المركزي إلى عدم التعامل مع التغيير في مجلس إدارة البنك وإدارته التنفيذية لعدم قانونيته، وتعارضه مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216"

وأفاد بن دغر بأن "الإجراءات المتخذة من قبل الحوثيين بشأن إقالة أعضاء في مجلس إدارة البنك المركزي اليمني وتعيين آخرين، وتغيير تركيبته يعد عملاً مخالفاً للدستور والقوانين التي تعطي لرئيس الجمهورية وحده حق تعيين أو تغيير مجلس الإدارة والمحافظ".