«بطل لامبيدوزا»... صبي أحرج الحكومة

وزير الصحة يناشده لعلاج شقيقه... و«الخارجية»: مصر أولى بأبنائها

نشر في 21-08-2016
آخر تحديث 21-08-2016 | 00:03
No Image Caption
في اللحظة التي وصل فيها الطفل المصري أحمد محمود، 13 عاما، إلى جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية، على ساحل البحر المتوسط، الشهيرة بـ"مقبرة المهاجرين غير الشرعيين"، أو "مقبرة الحالمين"، قبل أيام، لم تكن الحكومة المصرية تعرف شيئا عن ذلك الصغير، الذي قطع البحر المتوسط بقلب جريء، في مركب مطاطي رخيص، بحثا عن علاج لشقيقه "فريد" المريض بمرض سرطان الدم "اللوكيميا"، والمقيم في مدينة كفر الشيخ (160 كيلومترا شمال القاهرة).

الحكومة المصرية التي فوجئت أمس برد فعل الإعلام الإيطالي الصاخب على القصة المؤثرة للصبي، حيث أطلقت عليه اسم "بطل لامبيدوزا"، أعلنت على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، أمس، أن السلطات علمت بالواقعة من وسائل الإعلام الإيطالية، مضيفا: "كل التقدير للسلطات الإيطالية، لكن مصر أولى بأبنائها".

وقال وزير الصحة والسكان المصري أحمد عماد، في تصريحات إعلامية أمس، إنه تأكد من عدم تقدم أسرة الطفل المريض لعلاج ابنها على نفقة الدولة، كما لم يوجد اسمه في مراكز العلاج بالمحافظة، مناشدا أسرة الطفل ضرورة الاتصال فورا بمكتبه لإنجاز علاجه على نفقة الدولة.

نداءات الحكومة المصرية، ممثلة في وزير الصحة، والمتحدث باسم الخارجية، لأسرة الطفل بالتقدم للعلاج على نفقة الدولة جاءت متأخرة جدا، بعد أيام من احتفاء الصحف الإيطالية بالصبي الشجاع، الذي لم يجد علاجا ملائما لشقيقه من مرض خطير، فقرر التوجه إلى سواحل أوروبا، حاملا شهادة طبية تثبت المرض المزمن لشقيقه (7 سنوات).

وبمجرد وصول الصبي إلى عناصر السلطة بإيطاليا أخرج لهم الشهادة الطبية طالبا علاج شقيقه، لا أكثر، فسارعت السلطات الإيطالية بالاستجابة لطلب الصبي وعلاج شقيقه على نفقتها في أحد مستشفيات العاصمة، بعدما قرأ رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ما نشرته صحيفة "كورييريه ديلا سيرا" الإيطالية عن الفتى المهاجر، وطالب رينزي السلطات المختصة بمساعدة الطفل وأسرته، من خلال هيئة المهاجرين القاصرين غير المرافقين.

ووفقا لصحف إيطالية عدة، فإن قرار حكومة روما هو أن يتم نقل "فريد" شقيق "بطل لامبيدوزا" بطائرة تابعة لوزارة الخارجية إلى مدينة فلورنسا، في أقرب وقت ممكن لتلقي العلاج اللازم، كما سمحت بحضور والدي الطفل المريض، بينما تتكفل إدارة الخدمات الاجتماعية المحلية برعاية الشقيق الأكبر.

يذكر أن العلاقات بين القاهرة وروما تحسنت مع بداية عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام 2014، لكنها تأثرت بجريمة قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني أواخر يناير الماضي، وتتهم الحكومة الإيطالية نظيرتها المصرية بالضلوع في الحادث، وتنفي مصر ذلك.

back to top